العدد 2044 - الخميس 10 أبريل 2008م الموافق 03 ربيع الثاني 1429هـ

«غزل مفاجئ في الربيع» يوقف طبول الحرب بين السعيدي وبن رجب

يتبادلان القبلات والابتسامات والإشادات أمام العدسات!

الوسط - محرر الشئون المحلية 

10 أبريل 2008

«لا عدوَّ دائما في السياسة». صدق من قال هذه الحكمة. فهاهي انطبقت الآن وأكثر من أي وقت مضى على «العلاقة الغرامية الدافئة» بين خصمين لدودين، هما وزير شئون البلديات والزراعة منصور بن رجب والنائب السلفي المستقل الشيخ جاسم السعيدي.

السعيدي وبن رجب... قصة توتر دائم منذ اليوم الأول الذي تسلم فيه الوزير كرسي وزارة «البلديات». ومنذ اللحظة الأولى نصّب السعيدي نفسه خصما شرسا، إذ طالب غير مرة بإبعاد الوزير بن رجب عن الحكومة، مخيرا إياه بين الإقالة أو الاستقالة.

وعمل السعيدي على ترصد جميع تحركات بن رجب... ما ظهر منها وما بطن...وكان أحد أكثر المواقف سخرية حين دخل السعيدي ملثما ذات يوم المحجر الصحي، مدافعا عن «حقوق الحيوانات التي تشتكي الأمرّين في عهد وزير (البلديات) الحالي» كما قال، إلا أن الوزير بن رجب سرعان ما باغته في الجواب في صبيحة اليوم التالي: «لا داعيَ للتلثم. فبوابة المحجر مفتوحة لمن يرغب في أن يدخلها»، شاكرا السعيدي على «اهتمامه بتفقد أوضاع المحجر».

فصلٌ جديدٌ من فصول العلاقة المضطربة بين الرجلين حين انبرى السعيدي ليبارك استجواب الوزير بن رجب في قضية المستشفى الإيراني ميلاد الذي استقال منه الأخير، ولكن السعيدي رأى أن ذلك لم يشفع له، مطالبا باستجوابه «على أية حال».

ولم تمضِ أسابيعُ قليلة حتى وجد السعيدي تردي أوضاع النظافة في المملكة فرصة سانحة للانقضاض على وزير «البلديات»، محمّلا إياه المسئولية كاملة عن الوضع، ليكرر أمنيته القديمة/ الجديدة «فليستقل بن رجب». ولكن لأن السياسة لا تعرف خصومة دائمة، فقد تفاجأ الرأي العام بغزل حميم وغير مسبوق بين الوزير بن رجب والنائب السعيدي... إشادات كبيرة في الصحف... وجولات ميدانية مشتركة... وابتسامات حارة أمام عدسة الكاميرات.

قد يجنح البعض لتفسير «الربيع الذي يجمع السعيدي وبن رجب» لتزامن هذه العلاقة السياسية الغريبة من نوعها مع الاستجواب الموجه من كتلتي المنبر والاصالة ونواب مستقلين الى الوزير بن جب والذي صوّت المجلس على احالته الى لجنة الشئون المالية والاقتصادية في المجلس الأسبوع المقبل.

فهاهو منصور بن رجب يظهر فجاة ولكن في «الجنوبية» هذه المرة برفقة النائب السعيدي، والهدف زيارة منزل عائلة فهد سعيد محمد العيد الذي عرضت الصحافة الملحية الأحد الماضي مشكلته المتعلقة بمنزله الآيل للسقوط الذي يعاني فيه الكثير من المشكلات. الوزير بن رجب أصدر أوامره الفورية إلى المعنيين في الأجهزة التنفيذية في الوزارة وفي بلدية المنطقة الجنوبية لتوفير مسكن مؤقت للعائلة قبل أن يتم بناء منزلها ضمن مشروع بناء البيوت الآيلة للسقوط، كما وجه الوزير إلى سرعة هدم المنزل والعمل فيه في أقرب فرصة ممكنة ليكون جاهزا بالسرعة القصوى؛ نظرا إلى الحالة الصعبة التي تعيشها العائلة في الوقت الحالي وحالة المنزل السيئة التي تجعله غير صالح للسكن. وقال: «سيبدأ العمل في المنزل حال خروج العائلة منه على أن يستكمل بناؤه في القريب العاجل بعد أن وضعت خرائطه».

بن رجب أثنى على دور النائب الشيخ جاسم السعيدي... والسعيدي أثنى على دور الوزير بن رجب... واختار وزير «البلديات» أن يوجه شكره الحار والعميق الى السعيدي على سعيه لحل مشكلات المواطنين وخصوصا الملحة منها وإيصالها إلى الرأي العام والمسئولين في الدولة وهذا يدلّ على اهتمامه ومتابعته هموم الناس وقضاياهم.

ولم يتردد بن رجب في تلبية طلب النائب السعيدي بزيارة الدائرة كلها، إذ وعد بتلبية الدعوة وزيارة المنطقة قريبا، فيما أشاد النائب السعيدي بسرعة مبادرة الوزير، مؤكدا دور مثل هذه الزيارات الميدانية في حل مشكلات المواطنين، ومشيدا بموقف الوزير بن رجب في هذا السياق و «حرصه على تلمس معاناة الفقراء والمحتاجين ومحدودي الدخل»، ومبيّنا أن هذا العمل «يتطلب حركة ميدانية فاعلة»، وموضحا أن «السياسة شيء والعمل الميداني أمر آخر».

هكذا سقط الحطب بين الرجلين، ولكن هل هو «غرام حقيقي سيتبعه زواج سياسي دائم»... أم أنه قصة رجلين فرقتهما السياسة وجمعتهما المصالح مؤقتا؟ من يدري؟

العدد 2044 - الخميس 10 أبريل 2008م الموافق 03 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً