العدد 2054 - الأحد 20 أبريل 2008م الموافق 13 ربيع الثاني 1429هـ

«طمج» وحّدت وفرّقت

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

بروز «طبقة المسئولين الجدد» - والتي أطلقنا عليها مسمى «طمج» وهي كلمة ليس لها معنى، كما أن الطبقة ليس لها معنى من الأساس - منذ العام 2005 ساعد على «توحيد» فئات داخل المجتمع، و«تفريق» المجتمع.

مجموعة «طمج» وحّدت غالبية الطائفة المستهدفة خلف جمعية واحدة (الوفاق)، لأن الفئة التي تستشعر الخطر تلتف حول بعضها البعض وتنسى خلافاتها وترص صفوفها. فجمعية الوفاق أصبحت رمزا لتلك الفئة المستهدفة من «طمج»، ولذا فإن أي انتخابات نيابية أو بلدية تعتمد على أصوات الفئة المستهدفة، فإن «الوفاق» ستفوز بها مئة في المئة... ليس لأن «الوفاق» لديها برنامج لكل صغيرة وكبيرة، وليس لأن «الوفاق» لديها خطة لجذب أصوات الناخبين العاديين، أو النقابيين، ولكن لأن جميع أفراد الفئة المستهدفة يشعرون بأن عليهم أن يلتفّوا حول بعضهم البعض وأن يتضامنوا في وجه «خطر محدق» يحيط بهم من كل جانب. هذا لا يعني أن «الوفاق» لن تحصل على غالبية الأصوات فيما لو لم توجد مجموعة «طمج»، ولكن شعور الفئة المستهدفة بـ «الخطر الداهم» وفّر وحدة بين صفوفها لم تكن ستنتجها أية جهود تنظيمية تمتلكها «الوفاق».

مجموعة «طمج» أيضا وحّدت جهود الفئات التي اقتنعت بالأفكار الإقصائية التي تؤمن بوجوب إزاحة الآخرين لكي لا تتم مزاحمتهم في «الكعكة»، لأن الوطن بالنسبة إلى البعض مجرد غنيمة، وأن هذه الغنيمة ستكون من حصة من يمتلك القوة والنفوذ فقط.

لكن مجموعة «طمج» ساهمت في خلق نفسيات متباعدة عن بعضها البعض داخل المجتمع، وبين فئات من المجتمع ودوائر نافذة في الدولة. فصفة «البحريني» لم تعد مهمة في الشأن العام، بل إنه قبل ذلك يتوجب تحديد انتماء الفرد طائفيا، ومن ثم تحديد الاتجاه الفكري داخل تلك الطائفة، وبعد ذلك يتم ترتيب الأمور وتبعاتها.

مجموعة «طمج» باختصار أضعفت هيبة الدولة كثيرا، فبإمكان أي شخص أن يتهم الدولة بما يشاء، والدولة تعجز عن الرد... وسواء كانت الدولة على صح أم على خطأ في أي موقف كان، فإن الناقدين - سواء كانوا مشاكسين أم أصحاب وجهة نظر فعلية - يمكنهم بسهولة الانتصار في المرادات الالكترونية او الصحافية أو النيابية، أو أمام المحافل الدولية.

كثير من المواطنين يودون الدخول في الساحة لمساندة جهود الإصلاح، وللوقوف مع الجهود المبذولة من أطراف في المجتمع والدولة بهدف الصعود بمستوى البحرين ديمقراطيا وتنمويا، ولكنهم سرعان ما يشعرون بالإحباط عندما يجدون أن من يمسك بملفات استراتيجية ينتمون إلى مجموعة «طمج» الإقصائية والمتمصلحة من وجود فرقة بين هذا وذاك. كثير من المواطنين يتمنّون لو أن الجميع يعود إلى مبادئ المشروع الإصلاحي الذي توافق عليها الجميع، وأن تبحر سفينتنا بأمان واطمئنان ورخاء يشمل جميع أهل البحرين.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2054 - الأحد 20 أبريل 2008م الموافق 13 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً