العدد 2056 - الثلثاء 22 أبريل 2008م الموافق 15 ربيع الثاني 1429هـ

حماية المراهقين من الأخطار الاجتماعية

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

إذا أوقفت سيارتك قرب أحد المراقص الليلية، فانك لا تهتم كثيرا لمَنْ يدخلها، ولكن إذا وجدت مراهقا أو مراهقة يدخلون هذا المرقص، فإنك تصاب بالهلع والخوف على أولادك وبناتك.

لفت نظري دخول بعض المراهقين والمراهقات في أماكن لا تناسب سنّهم ولا قيمهم، ولا عاداتهم ولا تقاليدهم، أماكن تسمّى بالمراقص الليلية، التي تستقطب القاصي والداني وكلّ مَنْ هبّ ودبّ، ولكن للأسف الشديد لم نجدْ مَنْ يوقف أبناءنا أو بناتنا من دخول هذه الأماكن!

إنّ المراقص الليلية تحتوي على بعض الأمور التي لا تناسب الكبار! فما بالك بدخول مراهق أو مراهقة الى هذا العالم؛ فإنه يجلب نوعا من المشكلات الاجتماعية، واختلالا في النسق القيمي الذي يعرّض بنية المجتمع الى الهشاشة.

هناك بعض القوانين الإدارية من قبل إدارة السياحة، تنصّ على عدم دخول ما دون الثامنة عشرة ربيعا في المراقص الليلية، وتم إجبار بعض المراقص على الامتثال لهذه القوانين.

بل تعدّى ذلك من خلال وضع مراقبين ومفتشين من الإدارة؛ ليراقبوا التجاوزات التي يقوم بها أصحاب هذه الأماكن.

ولكن لنلقي الضوء على مساوئ دخول المراهقين والمراهقات في المراقص الليلية، التي لا تفيد المجتمع البحريني بشيء غير اللهو وشغل وقت الفراغ بشكل خاطئ.

يمر المراهق بفترات من النمو الجسمي والعاطفي والجنسي، وهذه المراقص تشّوش هذا النمو، من خلال بث ثقافات خاطئة في المجتمع؛ فتسقط القيم والمثل ويتم استبدالها بقيم أخرى، مثل: انعدام الوازع الديني وموْت الضمير، والشعور بأهمية المال على الأخلاق، والدليل على ذلك تهاون بعض أصحاب المراقص على عدم تطبيق اللائحة الداخلية لديهم بمنع دخول المراهقين والمراهقات، والقصد هو الفائدة المادية المرجوّة من دخول هذه الفئة.

وليس العتب على أصحاب المراقص الليلية فقط، بل على أولياء الأمور بعدم مراقبة أبنائهم، وجعلهم صيدا سهلا في أيدي الخبثاء، إذ ما فائدة طرد أصحاب المراقص لهؤلاء المراهقين، مع عدم وجود رقابة الأهل، الأمر الذي يجعلهم يلوذون الى مراقص ليلية أخرى، وما أدراك ما بها!

كذلك لم نجد مَنْ ينوّه عن هذا الموضوع أو يطرحه، من القيادات الشعبية التي تمارس ضغطا اجتماعيا على المجتمع، وخصوصا خطباء الجمعة الذين يُؤثرون تأثيرا عميقا في الشارع البحريني.

إنّ وزارة الداخلية تتعاون بشكل ملحوظ مع الوزارات الأخرى، في عملية الربط والضبط، ولكننا افتقدنا دورها في التعاون مع إدارة السياحة؛ لتثقيف الشباب بخطورة الدخول الى هذه المراقص.

أيضا نتمنى من إدارة السياحة تكثيف جهودها، من خلال قنوات الاتصال السريع لاستقبال هذا النوع من الشكاوى، وزيادة عدد المفتشين وفرض نوع من الأدوات الرقابية عليهم، فهم في الأخير بشر والبعض منهم قد يتعرّض لإغراءات من أي نوع كان ومهما يكن ثقلها في النفوس.

إنّ الشراكة المجتمعية لا تعني عمل وزارة دون أخرى، أو مواطن دون آخر، أو قائد شعبي دون غيره، بل هي الكل المعقد من هذا وذاك. وعملية التنوير ليست كشرب الماء، أو التغذي بالطعام أو لبس الثياب الجديدة أو النوم أو الضحك أو الغناء، وإنما هي مخاطرة كبيرة يتحمّلها المجتمع حتى يرقى أفراده، على رغم الصعوبات التي يواجهونها.

من حقوق المراهقين علينا هو حفظهم من أيّ خطر سيتعرضون له، وهذا هو لب التنشئة الاجتماعية المشتركة، بين الفرد والأسرة والمجتمع.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2056 - الثلثاء 22 أبريل 2008م الموافق 15 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً