العدد 2061 - الأحد 27 أبريل 2008م الموافق 20 ربيع الثاني 1429هـ

من يحمي كنوز توبلي وسند؟

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

شكّل مجلس النواب لجنة برلمانية بشأن التجاوزات الواقعة على البحر والسواحل بفعل عمليات الردم في المناطق البحرية، ووجّه دعوة للصحافيين لزيارة محمية سند الطبيعية، صباح أمس الأول (السبت)، انطلاقا من مسجد جزيرة النبيه صالح الجميلة.

اللجنة مكوّنة من سبعة أعضاء، لم يحضر منهم غير عضو واحد فقط، ومن الصحافيين غير اثنين. وتحرّك القارب بعد ساعةٍ واحدةٍ من الوقت المحدد للانطلاق، ما تسبب في نزول مستوى سطح الماء، وبالتالي منَعَنا من الدخول إلى منطقة المحمية، فتم التقاط صورٍ من الخارج. لكن لحسن الحظ سبق أن زرت هذه المنطقة قبل عام تقريبا، وتوغّل القارب إلى عمقها، ومازالت رائحة أشجار القرم عالقة بذاكرتي، فضلا عن المنظر الطبيعي الجميل والقارب يشق طريقه في الماء رويدا رويدا. وهو منظر لا يمكن كتابته أو وصفه، لأن الشعور الداخلي يعزّ على الوصف أحيانا، فعليك أن تعيشه لتشعر به. من هنا تمنيت لو تتاح مثل هذه الفرصة لكل بحريني لزيارة هذه المنطقة التي لا تُصدّق انها قطعةٌ من البحرين.

المحمية إنما هي مجرد محمية بالاسم، والجهة المعنية بحماية البيئة والحياة الفطرية غائبةٌ عن الصورة، فهناك مصنعٌ لغسيل الرمال يفرغ مخلفاته قريبا منها، كما تجري عمليات الدفن باستخدام المخلفات وأنقاض البناء، بعيدا عن أعين الرقابة كما يبدو للعيان.

محمية سند ربما تكون المنطقة الأخيرة التي تحتضن ما تبقى من أشجار القرم، المعروف بدوره في الحفاظ على البيئة والتوازن الحيوي، ما يستدعي التذكير مرة بعد أخرى بضرورة الحفاظ عليها، خصوصا لما تمتلكه من إمكانات سياحية واقتصادية واعدة. وهو ما يلتقي مع المساعي المبذولة لإعادة تأهيل خليج توبلي، وتنظيف قاعه من الترسبات، فنحن في البحرين للأسف مازلنا نفرّط في بيئتنا حتى فقدت بريقها. وإذا كان لنا من عذر فيما مضى بسبب غياب التخطيط، فلا عذر لنا الآن مع تقدّم الوعي البيئي إن على مستوى الحكومة أو الشعب والرأي العام.

المفارقة ان هذه المنطقة التي تسحر بجمالها من يزورها، مازال 95 في المئة من البحرينيين يجهلون موقعها على الخريطة. وهو ما يطرح دور برامج التوعية البيئية في مدارسنا، ومدى إمكان تنظيم رحلات تعريفية للطلاب للتعرّف على بيئتهم. كما يطرح ذلك تساؤلا عن دور الإعلام الرسمي، خصوصا التلفزيون، في إيصال الرسالة إلى المشاهد في الداخل والخارج.

نحن كمواطنين ومهتمين بالبيئة وبالوطن، مازلنا نراهن على الأمل، فأثناء الجولة، حكى الممثل البلدي بالعاصمة صادق رحمة تجربة شخصية، إذ نقل في العام 2004 شجرة قرم واحدة من المحمية وزرعها في الجزء الشمالي من خليج توبلي، ومازالت صامدة في مكانها على رغم شدة تلوث المياه هناك. كما ان تجربة استزراع القرم نجحت في جزر فشت الجارم، مع ان هذه الجزر التي ادعت وزارة البلديات مسئوليتها عنها العام الماضي، أُهمِلت في الشهور الأخيرة حتى مات الزرع وسُرقت الممتلكات العامة فيها، وهو أمرٌ يُسأل عنه الوزير منصور بن رجب.

لدينا كنوزٌ لم نعرف قيمتها، ومحمياتٌ عجزنا عن حمايتها، وقد آن الأوان لإيقاف هذا النزيف الذي تتعرض له البيئة في هذا البلد الجميل.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2061 - الأحد 27 أبريل 2008م الموافق 20 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً