العدد 2297 - الجمعة 19 ديسمبر 2008م الموافق 20 ذي الحجة 1429هـ

الإعلاميات الخليجيات يرسمن صورا عن بلدانهن

المصاعب والعقبات تعترضهن دائما

خلال السنوات الأخيرة سعى الخليج العربي لأن يثبت له وجودا وحضورا على شاشات الفضائيات الخليجية والعربية، فقدم خلالها الكثير من الأعمال الدرامية والكوميدية، ومجموعة من البرامج الترفيهية، وتقدم على مرحلة إنتاج الأعمال التلفزيونية عدد كبير من الأسماء والأعمال في مجال الغناء والموسيقى، وبرزت بعض المحاولات لإيجاد حضور سينمائي عربي وعالمي، وإن كان مازال في مراحلة الأولى.

غير أن المحاولات الخليجية لم تقتصر على هذه الأنواع، فأحد أهم أشكال محاولات الخليج للبروز عبر وسائل الإعلام المختلفة، هو وجود عدد لا بأس به من الإعلاميين الخليجيين متنوعي التخصصات، في مجال البرامج الحوارية أو الإخبارية، سواء أكانت من النوع الجاد أو الترفيهي، وبتنوع يضمن وجود عدد لا بأس به من المذيعات في مقابل المذيعين من الرجال.

من بين أكثر الأمور التي قد تشد الأنظار نحو هذه التجربة (التجربة الخليجية) الساعية إلى تثبيت قدميها وفرض حضور قوي لها بطرق متعددة، هو تجربة الإعلاميات الخليجيات خصوصا، التي تطورت وأنتجت خلال مدة قصيرة الكثير من الإنجازات، من دون أن ننسى أن لكل تجربة كبوات وإخفاقات.

ففي مقابل أسماء كثيرة حافظت على توازنها وحضورها المتوازن الذي لا ينفصل عن المجتمع التي أتت منه (المجتمع المحافظ الذي تنظم أموره الكثير من القيم والتقاليد)، برزت وجوه خلقت كما كبيرا من الجدل والنقاش، وللتحديد أكثر، أثارت الكثير من الاعتراضات والاستنكارات، سواء لتقمصها لمواقف وأدوار مرفوضة في كثير من الأماكن وخصوصا في مجتمعها، أو لتعديها على بعض القيم التي لا تستطيع هذه المجتمعات تجاوزها وتجاهلها، وخصوصا فيما يخص الظهور العلني بأساليب وأزياء قد لا تكون محبذه في هذه البلدان.

ولم تقتصر الاعتراضات على فئة تتجاوز في بعض الأحيان، فحتى المذيعات الإخباريات على سبيل المثال، اللواتي يخرجن للمشاهد بوقار واحترام، لاقين اعتراضات من البعض ولم تيسر لهن الأمور في كثير من الأحيان، سواء كن مقدمات في محطات محلية لبلدانهم، أو حتى مقدمات لبرامج تبث على شاشات عربية فضائية أخرى، مما خلق مزيدا من المصاعب ضمن هذه المهنة المتطلبة عليهن.

ولا يأتي دور الإعلاميات الخليجيات ضمن الإعلام العربي كأي دور لإعلامي في دولة أخرى، أو على الأقل إلى حد ما، فالإعلاميات الخليجيات يلعبن دورا مهما جدا في رسم صورة عن هذه المجتمعات لدى اللآخرين.

فعلى رغم أن الدور الرئيسي لراسمي هذه الصورة سيكون من أهم مهمات الدراما التلفزيونية، التي حاولت أن تتقدم في هذا المجال، فإنها مازالت حتى اليوم تقع في كثير من الأخطاء والعثرات، من أهمها أنها في كثير من الأحيان لم تستطع أن تقترب من واقعها وتحاكيه بشكل بعيد عن المبالغة والتصنع.

إلا أن اللاعب الثاني أو الشريك الأساسي للدراما الخليجية في تشكيل هذه الصورة، سيكون الإعلاميين الخليجيين الذين يسجلون حضورا متميزا لمعرفتهم بقضايا وموضوعات بلدانهم التي قد لا يتمكن منها الكثير من الإعلاميين العرب بسبب عدم احتكاكهم بهذه المجتمعات عن قرب، كما هو وضع من عاش بين هؤلاء الناس طيلة عمره. كما أن تعامل المشاهد الخليجي مع شخص قريب من بيئته يخلق نوعا من الألفة والتقارب ما بينه وما بين المقدم الذي يخاطبه.

ولعل من أهم الرسائل التي قد يقدمها الإعلام بتأكيده دور الإعلاميين الخليجيين، وتحديدا الإعلاميات الخليجيات، هي أن هذه المجتمعات ليست منطوية على نفسها، تهمش دور المرأة وتحجب حضورها، مادامت قادرة على خلق نوع من التوازن ما بين متطلبات مهنتها وضروريات قيم بيئتها

العدد 2297 - الجمعة 19 ديسمبر 2008م الموافق 20 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً