العدد 2297 - الجمعة 19 ديسمبر 2008م الموافق 20 ذي الحجة 1429هـ

نحن و مؤتمر بوزنان للتغيرات المناخية

مجيد جاسم Majeed.Jasim [at] alwasatnews.com

.

في مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول احتضنت مدينة بوزنان البولندية فعاليات المؤتمر ال14 لأطراف الإتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول تغيير المناخ. هذا المؤتمر السنوي المرموق عبارة عن منتدى سياسي تناقش فيه المسائل المتعلقة بالمناخ العالمي بواسطة أطراف حكومية و منظمات غير حكومية وقد حضرفي هذا العام أكثر من 12,000 مندوب من جميع دول العالم. الهدف الرئيس من المؤتمر هو إستمرار التفاوض للوصول الى معاهدة جديدة للتغير المناخي لتخلف بروتوكول كيوتو – والتي سينتهي العمل بها عام 2012 - و يتوقع الإنتهاء من هذه المفاوضات الشاقة في المؤتمر ال15 الحاسم في العاصمة الدينماركية كوبينهاجن في نهاية عام 2009.

خلال جلسات المؤتمر برهن علماء المناخ من خلال الرحلات و الدراسات الإستقصائية على الآثار الغير رجعية لظاهرة الإحتباس الحراري على محيط القطب الشمالي وفي تقرير اخباري حديث لوكالة ناسا الأميركية مدعم بالقياسات الإستشعارية للقمر الصناعي (Grace) فقد تأكد ذوبان حوالي 2 ترليون طن من جليد القطب الشمالي خلال ال6 أعوام الماضية مع توقع زيادة سرعة الذوبان خلال الأعوام المقبلة.

و قد ارجعت أسباب هذه الظاهرة الى إرتفاع تركيز غاز ثاني اكسيد الكربون من 280 جزيء في المليون خلال بداية الثورة الصناعية الى أكثر من 380 جزيء في المليون حاليا و بحسب القياسات الدقيقة فان هذا التركيز يرتفع تدريجيا بحوالي 2 جزيء كل عام. وقد سبب هذا الإرتفاع زيادة درجة حرارة الكرة الأرضية بحوالي 0.7 درجة سلسيوس و يتوقع العلماء بإرتفاع الحرارة بحوالي 0.5 درجة سلسيوس اخرى بسبب الملوثات الكربونية التي تم إنبعاثها في الغلاف الجوي من عدة مصادر.

يتوقع الأكاديميون و العلماء بآثار وخيمة في حال إستمرت دول العالم – خاصة الصناعية - في عدم إتخاذ القرارات المناسبة لخفض الإنبعاثات الكربونية وسيؤدي هذا الموقف «الا مسؤول» الى توقع إرتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بحوالي 4 درجات بسبب وصول تركيز ثاني اكسيد الكربون إلى مستوى 650 جزيء. هذا الإرتفاع في درجة الحرارة قد يبدوا بسيطا للوهلة الاولى للعين المجردة للقاريء لكن الآثار المتتبعة ستكون وخيمة على البشرية كإنقراض المئات من الأصناف البيولوجية و إرتفاع مستوى البحر وستسبب عجز لوصول الغذاء و الماء للدول التي تعتمد على الإستيراد للوفاء بإحتياجات سكانها خاصة الجزر و ستسبب تشريد الملايين من البشر في الأماكن المنخفضة مثل بنغلاديش و الهند.

من المثير إن السيناريو المتوقع و الأقرب للواقع هو القبول بإتفاق دول العالم على إتزان تركيز ثاني اكسيد الكربون بحوالي 450-550 جزيء ولكن سيكون من الصعب على الجزر الصغيرة – كمملكة البحرين – الموافقة على هذه الإتفاقية لأنها و بكل بساطة يعني الموافقة على فقد جزء لابأس به من اليابسة من مساحتها الكلية – خاصة في حال عدم إستثمارها المباشر في الطرق الحديثة لحمايتها من الإرتفاع المتوقع لمستوى البحر خلال 2-3 عقود مقبلة من الزمن.

إحدى النجاحات المهمة للمؤتمرهو ظفر إتحاد الدول الإفريقية و عن طريق مفاوضات ساخنة على الحصول على مئات الملايين من الأموال للمساهمة في مشاريع التنمية و المساهمة في الحد من آثار التغيرات المناخية وقد تم تحصيل هذه الأموال عن طريق آلية التنمية النظيفة (CDM)

إقرأ أيضا لـ "مجيد جاسم"

العدد 2297 - الجمعة 19 ديسمبر 2008م الموافق 20 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً