العدد 2073 - الجمعة 09 مايو 2008م الموافق 03 جمادى الأولى 1429هـ

أميركا و«إسرائيل»... صداقة لم تهتز على مدى ستة عقود

الشهر الماضي فقط وجهت السلطات الاتحادية الأميركية الاتهام لرجل أميركي بالتجسس لصالح «إسرائيل» وتسريب أسرار نووية وغيرها لتل أبيب في قضية ذات صلة بقضية جوناثان بولارد التي تعود لثمانينيات القرن العشرين.

فقد وجهت وزارة العدل الأميركية الاتهام لبن عامي كاديش بإمداد الحكومة الإسرائيلية بوثائق نووية ومواد سرية خاصة بأسلحة أميركية فيما أقرت بصلة هذه القضية بقضية المحلل البحري السابق بولارد الذي اعتقل العام 1985 والذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في الولايات المتحدة.

وعلى رغم نشوء بعض التوتر فإن أيا من القضيتين لم تؤد إلى قطيعة في العلاقات الأميركية-الإسرائيلية واقتصر الأمر على صدور تصريحات من جانب وزارة الخارجية الأميركية عقب اعتقال كاديش قالت فيها إن التجسس الإسرائيلي على الولايات المتحدة «ليس هو السلوك الذي نتوقعه من أصدقاء وحلفاء».

وبينما تستعد «إسرائيل» للاحتفال بالذكرى الـ 60 لقيامها في 14 مايو/ أيار الجاري فإنها لا تجد لديها صديقا أفضل من الولايات المتحدة. فعلى رغم الخلافات التي نشأت على مدى عقود من الزمان فإن الولايات المتحدة وقفت إلى جوار «إسرائيل» وهي تكافح من أجل البقاء حتى وإن جاء ذلك على حساب مكانة واشنطن في العالم العربي.

وقالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في 29 ابريل/ نيسان الماضي أمام اللجنة الأميركية-اليهودية «التزام أميركا تجاه (إسرائيل) لا تراجع عنه». وتستعد هي والرئيس جورج بوش للتوجه إلى «إسرائيل» في وقت لاحق الشهر الجاري للمشاركة في الاحتفالات الإسرائيلية بإعلان قيام الدولة.

وكانت الإدارة الأميركية برئاسة هاري ترومان انقسمت العام 1948 بشأن ما إذا كانت ستعترف بـ «إسرائيل» في الأيام التي سبقت إعلان الدولة الذي تلاه ديفيد بن غوريون في 14 مايو العام 1948.

فقد رفض عدد كبير من مستشاري الرئيس ترومان قيام «إسرائيل» خشية أن يغضب ذلك الدول العربية ويعرض إمدادات النفط الحيوية للخطر.

وأزاح ترومان مدفوعا بالرغبة في مغازلة الصوت اليهودي هذه المخاوف جانبا مؤذنا ببدء نفوذ السياسة الداخلية على توجيه السياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط. وبعد 11 دقيقة من إعلان بن غوريون كانت الولايات المتحدة أول بلد يعترف بـ «إسرائيل».

وكان جون أف كنيدي أول رئيس أميركي يوافق على تقديم مساعدات عسكرية لـ «إسرائيل» وهو قرار لقي دعما إبان فترة رئاسة ليندون جونسون.

واليوم... تقدم الولايات المتحدة لـ «إسرائيل» مساعدات عسكرية واقتصادية تبلغ قيمتها 3 مليارات دولار سنويا وان كانت نسبة كبيرة من هذا المبلغ تعود إلى الولايات المتحدة في صورة مبيعات أسلحة.

وقد توارى جونسون بالولايات المتحدة عندما شنت «إسرائيل» حرب الأيام الستة العام 1967 بضربات استباقية ضد مصر وسورية والأردن واستولت على القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان وشبه جزيرة سيناء.

ومع تنامي الدعم الأميركي لـ «إسرائيل» على مدى السنين تنامى وفي خط متواز الاستياء داخل العالم العربي تجاه الولايات المتحدة.

وصار الأميركيون هدفا للجماعات المتشددة الموالية للفلسطينيين مثل «حماس» وحزب الله فيما أججت السياسات الأميركية في الشرق الأوسط الطموحات «الإرهابية» للمنظمات المتشددة مثل تنظيم «القاعدة».

وبدأت الولايات المتحدة في سبعينيات القرن الماضي لعب دور متزايد في محاولة تحقيق السلام بين الإسرائيليين والعرب وكان أبرز جهودها في هذا المضمار اتفاق كامب ديفيد الذي وقعته «إسرائيل» ومصر تحت رعاية الرئيس السابق جيمي كارتر.

بيد أن التوصل إلى حلّ طويل المدى للصراع في الشرق الأوسط أثبت انه بعيد المنال. وحاولت الإدارات الأميركية المتعاقبة بيد أنها أخفقت في التوسط من أجل اتفاق سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وهو ما يظل العقبة الرئيسية في التوصل إلى سلام عربي-إسرائيلي على نطاق أوسع.

العدد 2073 - الجمعة 09 مايو 2008م الموافق 03 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً