العدد 2073 - الجمعة 09 مايو 2008م الموافق 03 جمادى الأولى 1429هـ

فقدان الوعي بسبب إصابات الرأس يتلف نسيج المخ

قال باحثون كنديون إن أية ضربة على الرأس من شأنها أن تفقد الشخص وعيه يمكن أن تؤدي إلى فقدان كبير في نسيج المخ وهو ما يفسر أن بعض الأشخاص الذين يتعرضون لإصابات بالرأس لا يعودون أبدا كما كانوا.

وقال الباحثون إنه كلما كانت الإصابة أشد كانت الخسارة أكبر في نسيج المخ.

وقال بريان ليفاين من معهد روتمان للبحوث وجامعة تورونتو الذي نشرت دراسته في دورية «علم الأعصاب» إنه «يحدث تلف أكبر وأوسع نطاقا مما كنا نتوقعه».

ودرس ليفاين فحوصا على المخ تخص 69 مريضا لحقت بهم إصابات في المخ ناتجة عن صدمات وتراوحت إصاباتهم في الرأس بين خفيفة إلى متوسطة أو حادة. واستخدم الباحثون التصوير بالرنين المغناطيسي لدراسة التغيرات في حجم المخ بعد عام من الإصابة.

وأجروا تحليلا بالكمبيوتر لهذه الصور ووجدوا أنه حتى المرضى الذين تعرضوا لإصابات خفيفة بالمخ لم تترك ندبات تقلص حجم المخ لديهم. وقال ليفاين: «عندما تتعرض لضربة على الرأس فإنها تتسبب في رد فعل كيماوي عصبي في خلايا المخ بما يؤدي إلى موت خلايا». «وكلما ماتت خلايا أكثر قل النسيج لديك».

وكل المرضى الذين شملتهم الدراسة كانت لديهم إصابات شديدة لدرجة استدعت دخولهم المستشفى. وقال ليفاين: «كمية النسيج المفقودة تبدو مرتبطة بحدة الإصابة وطول فترة غياب الشخص عن الوعي بعد الضربة».

وقال إن الدراسة تساعد في تفسير السبب الذي يجعل بعض الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات بالمخ يعانون دائما من مشكلات بالذاكرة وتغيرات في المزاج وتشوش وتقلص السرعة في معالجة المعلومات.

وأضاف «ما تفعله هذه الدراسة هي أنها تطلعنا على التغيرات الأساسية في بنية المخ التي قد ترتبط بهذا العجز».

وقال ليفاين إن التقلص في حجم المخ شمل المناطق الأمامية والخلفية وأصاب أكبر الضرر المادة البيضاء وهي نسيج يشكل شبكة الاتصالات بالمخ.

وقال: «ما تتعرض له بشكل أساسي هو تراجع في قدرة المخ على التوصيل. وهو أمر ضروري للمعالجة بكفاءة في المخ». «وعندما تكون لديك خسارة بسيطة في تلك المادة حتى لو كانت بين خمسة وعشرة في المئة فسيكون لها أثر كبير على السلوك».

وقال ليفاين إن الدراسة لا تعني أن الأشخاص الذين تعرضوا لإصابات خفيفة بالمخ سيواجهون عجزا لكن ربما يساعد ذلك في تفسير سبب عدم تعافي بعض الناس تماما من إصابات بالرأس.

ويحتاج 5.3 ملايين أميركي على الأقل أو نحو اثنين في المئة من السكان للمساعدة في أداء الأنشطة المعيشية اليومية نتيجة لإصابات تعرضوا لها بالمخ.

العدد 2073 - الجمعة 09 مايو 2008م الموافق 03 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً