ظهر الشباب بصورة جيدة واستحق الفوز الذي حققه على الاتحاد بثلاثية نظيفة اثبت فيها تطوره الفني والسير على الطريق السليم نحو تثبيت الاقدام، وكان بإمكانه إحراز أهداف أكثر لو تعامل مع الشوط الثاني بصورة أفضل في الناحية الهجومية بعدما انكشفت صفوف الاتحاد الثلاثة ومر منها العنابي كلما أراد.

الأهداف الثلاثة أحرزها: سلمون في الدقيقة 37 من الشوط الأول والهدف الثاني براون في الدقيقة 12 بينما أضاف الهدف الثالث في الدقيقة 14 علي عبدالله ليرفع الشباب رصيده إلى (21 نقطة) وبقي الاتحاد على رصيده السابق (24 نقطة).

الشوط الأول

شوط هادئ ليس فيه ما يستحق الذكر غير كرات متبادلة بشكل خاطئ وإغلاق واضح في منطقة الوسط خصوصا من الشباب، ما أوجد صعوبة بالغة من الفريقين في صناعة الكرات الهجومية الخطرة مع أن هناك لكل فريق مفاتيح ومصادر للخطورة ولكن الثلث الأخير لكل فريق دائما يكون سلبيا في تعامله مع هذه الكرات.

لعب الشباب بطريقة 4/4/2 تتحول في الدفاع إلى 5/4/1 عندما يرجع حسن عبدالله مكي من الجهة اليمنى لسد ثغرة الظهير الأيمن، فيما ينضم مهدي عبدالله إلى العمق، وبالتالي استطاع الشباب سد هذه الثغرة التي كان الاتحاد يلعب خلالها كراته العرضية والعالية ولكن الدفاع الشبابي كان لها بالمرصاد.

لعب القصاب في الارتكاز ومن أمامه محمود العجمي وعلى يساره براون وفي الجهة اليمنى حسن عبدالله مكي وكان من المفترض ان العجمي هو الذي يقوم بمهمة صناعة الكرات الهجومية ولكنه لم يكن جديا في لعبه فضاعت معظم الكرات التي يمررها إلى الأمام.

وسط هذا الهدوء الفني استطاع المحترف في الشباب سلمون من إحراز هدف فريقه الأول في الدقيقة 37 من كرة لعبها حسن مكي عالية هيأها براون برأسه لسلمون المواجه المرمى فلعبها قوية على يمين حارس الاتحاد ومن دون مراقبة في المرمى.

أما الاتحاد فلعب بطريقة 4/4/2 إذ لعب سيدفاضل رضي في الارتكاز ومن أمامه ايمانويل وعلى يمينه البصري وعلى يساره حسين عبدالنبي ولكن هذا الخط في الوسط كان يكتفي فقط بالتمرير من دون أن تكون له فاعلية في الهجوم وكانت معظم تمريراته خاطئة، وحاول أكثر من مرة بالكرات العرضية من الجهة اليسرى لدفاع الشباب ولكن سوء التقدير في التعامل معها كان سلبيا. وعلى رغم بعض الثغرات والمساحات الخالية في عمق دفاع الشباب فإن الفريق لم يستفد من هذا لصالحه.

أما الدفاع فأيضا كان سلبيا وخصوصا في الكرات الطويلة التي كان فيها سلمون وزميله براون يجتهدان كثيرا للحصول عليها وسط غفلة من الدفاع.

الشوط الثاني

تحسن الأداء الفني للشباب بصورة واضحة مستفيدا من السلبية الواضحة وعدم الجدية لوسط الاتحاد ما اوجد التباعد الكبير بين الصفوف الثلاثة بل بين اللاعبين أنفسهم، وبالتالي أعطى الشباب الأحقية والأفضلية في السيطرة على منطقة الوسط وصار يمر منها من دون عناء وحتى في الجانبين عبر انطلاقات حسن مكي في الجهة اليمنى وتمريرات العجمي الدقيقة، فانكشف الجانب الدفاعي ككل في الاتحاد واستطاع العنابي إحراز هدفين سريعين الثاني في الدقيقة 12 عن طريق المحترف براون اثر كرة ثلاثية جميلة وسريعة من العجمي لعلي عبدالله الذي لمح براون وحيدا في منطقة الجزاء مواجها المرمى لعبها سريعة أرضية في المرمى. وفي الدقيقة 14 أضاف علي عبدالله الهدف الثالث اثر تمريرة لعبها له المتألق حسن مكي مواجها المرمى في الجانب الأيسر لمرمى الاتحاد فلعبها قوية على يمين الحارس الاتحادي.

بعد هذا الهدف لم يستفد الشباب من سوء حال الاتحاد وصار يلعب باستعجال واضح في التمرير الأمامي أو التعطيل في التمرير، وكان بإمكانه لو تعامل مع الوضع بصورة سليمة ان يضيف الكثير من الأهداف.

الاتحاد خلال هذا الشوط ظهر بصورة غريبة جدا وكانت الحال النفسية للفريق مرآة عاكسة لأدائه فكانت الحركة ثقيلة للوسط ولم تكن هناك مبادرات أو محاولات للهجوم، والهدف الثالث قضى عليه تماما وصار يلعب من دون نفس، لدرجة أن لاعبا من الشباب يمر من أكثر من لاعب من دون مضايقة، ولا ندري سبب هذا التغير الكبير في أدائه بين الشوط الأول والثاني، وانكشافه للشباب وخصوصا في منطقة الوسط، ومع ذلك كاد يحرز هدفا مؤكدا عن طريق البديل حسن أحمد سلمان في الدقيقة 22 عندما انفرد بالمرمى ولعبها قوية صدها الحارس الشبابي أثناء خروجه من المرمى وأبعدها الدفاع عن المنطقة الجزائية سريعا.

التبديلات التي أجراها مدرب الاتحاد لم تكن ذات نفع ولم تغير من الوضع، فما شاهدناه خلال الشوط الثاني كله أجسادا تتحرك من دون فاعلية ولا خطورة!

أدار المباراة الدولي جاسم محمود الذي كان هادئا ولم يجد صعوبة في ادارتها، ولعبت خبرته الدور الكبير في نجاحه في الإدارة بمساعدة الدولي أكبر حسين والدولي عبدالحسين حبيب والحكم الدولي خليفة الدوسري حكما رابعا.