العدد 2079 - الخميس 15 مايو 2008م الموافق 09 جمادى الأولى 1429هـ

البالونات السود تظلم سماء فلسطين في «النكبة»

الأراضي المحتلة - رويترز، أف ب 

15 مايو 2008

أحيا الفلسطينيون أمس، في ظل انقسام وغضب، ذكرى قيام «إسرائيل» التي أطلق عليها «النكبة» باحتجاجات وإطلاق صفارات الإنذار وبالونات سود أظلمت سماء القدس المحتلة حيث يحضر الرئيس الأميركي جورج بوش الاحتفالات في «إسرائيل».

ورغم أن الذكرى عادة ما تكون عرضا للوحدة الوطنية الفلسطينية فإن مراسم النكبة أبرزت أمس الانقسام الداخلي بين الرئيس محمود عباس الذي يحاول التفاوض من أجل إبرام اتفاق سلام مع «إسرائيل» وحركة حماس المعارضة لهذه المحادثات والتي منعت حركة فتح من إحياء الذكرى في قطاع غزة.

وفي القاهرة رفع مئات النشطاء المصريين أمس العلم الفلسطيني ورددوا هتافات تقول «فلسطين عربية» وأحرقوا علم «إسرائيل»، فيما قطعت الشوارع الرئيسية في العاصمة السورية (دمشق) أمام حركة مرور السيارات لتسهيل مرور الآلاف الذين شاركوا في الذكرى.

من جانبه، تعهد بوش أمام الكنيست بدعم «إسرائيل»، مؤكدا أن عدد شعب الدولة العبرية لن يكون سبعة ملايين فقط بل 307 ملايين في مواجهة الإرهاب (أي بإضافة عدد نفوس الشعب الأميركي).


بوش: شعب «إسرائيل» سيكون 307 ملايين في مواجهة الإرهاب

الفلسطينيون يحيون ذكرى النكبة في غضب وانقسام

الأراضي المحتلة - رويترز، أ ف ب

أحيا الفلسطينيون أمس، في ظل انقسام وغضب، ذكرى قيام «إسرائيل» التي يسمونها بالنكبة باحتجاجات وإطلاق صفارات الإنذار وبالونات سوداء، فيما تعهد الرئيس الأميركي جورج بوش أمام الكنيست بدعم «إسرائيل»، مؤكدا أن عدد شعب الدولة العبرية لن يكون سبعة ملايين فقط بل 307 ملايين في مواجهة الإرهاب أي بإضافة الشعب الأميركي.

وأبرزت مراسم إحياء النكبة، على رغم أنها عادة ما تكون عرضا للوحدة الوطنية، الانقسام الداخلي بين الرئيس محمود عباس الذي يحاول التفاوض من أجل إبرام اتفاق سلام مع «إسرائيل» وحركة «حماس» التي تعارض هذه المحادثات.

ففي قطاع غزة الذي تسيطر عليه «حماس» ارتدى نحو ألف طفل زي نشطاء مزودين بدمى على هيئة أسلحة وقاذفات مورتر. ونظمت مظاهرات حاشدة للاحتجاج على الحصار الذي تفرضه «إسرائيل» على القطاع الساحلي.

وأطلقت الشرطة الإسرائيلية الرصاص والغاز المسيل للدموع على المئات من الشبان الفلسطينيين الذين ساروا نحو الحدود مع «إسرائيل». وقال مسعفون إن صبيا أصيب برصاصة في ساقه.

وعرضت قنوات تلفزيونية متنافسة تتبع «حماس» و»فتح» لقطات للفلسطينيين الذين نزحوا أو طردوا من ديارهم في العام 1948.

لكن التوتر بين «حماس» وحركة «فتح» لايزال شديدا في غزة حيث منعت قوات «حماس» الأمنية أنصار «فتح» من الخروج في مسيرة بمناسبة النكبة في مخيم جباليا للاجئين. وسلطت الاحتجاجات الأضواء على محنة اللاجئين وأحفادهم الذين يعيش 4.5 ملايين منهم في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي الخارج بينهم كثيرون في مخيمات متواضعة.

وفي رام الله بالضفة الغربية سار أطفال المدارس في شوارع رفعت على جانبيها الأعلام وارتدوا قمصانا سوداء كتب عليها «1948» على الظهر و»ليست للبيع» على الصدر. وحمل بعضهم مفاتيح قديمة وصدئة لمنازل عائلاتهم التي طردت أو هربت. وأطلقت آلاف البالونات السوداء بعدد الأيام منذ قيام «إسرائيل» في 15 مايو/ أيار العام 1948 فوق الضفة الغربية. ويأمل المنظمون أن تظلم البالونات السماء فوق القدس لبوش الذي أحيا ذكرى قيام «إسرائيل» بخطاب تهنئة أمام البرلمان الإسرائيلي (الكنيست).

وفي مصر رفع مئات النشطاء المصريين أمس العلم الفلسطيني وردّدوا هتافا يقول «فلسطين عربية» وأحرقوا علم «إسرائيل»،فيما قطعت الشوارع الرئيسية في العاصمة السورية (دمشق) أمام حركة مرور السيارات لتسهيل مرور الآلاف الذين تقاطروا من كل الاتجاهات لإحياء ذكرى النكبة.

وتعهّد بوش أمس بدعم «إسرائيل» في مواجهة المجموعات «الإرهابية»، وقال الرئيس الأميركي الذي استقبل بالتصفيق الحار في البرلمان الإسرائيلي «الولايات المتحدة تقف معكم للقضاء على الشبكات الإرهابية وحرمان المتطرفين من أي ملاذ». وأضاف أن «شعب (إسرائيل) قد يزيد عن سبعة ملايين نسمة بقليل لكن عندما تواجهون الإرهاب والشر سيكون عددكم 307 ملايين لأن أميركا إلى جانبكم». وأشاد بوش بالعلاقات بين الولايات المتحدة و»إسرائيل» التي وصفها بأنها «لا تنفصم».

ووصفت «حماس» خطاب بوش بأنه يشكّل خطاب «توراتي». وقال الناطق باسم الحركة سامي أبوزهري إن خطاب الرئيس الأميركي كان «خطابا توراتيا بدا فيه بوش حاخاما من الدرجة الأولى».

إلى ذلك اهتمت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية بزيارة بوش لـ «إسرائيل» وكتبت في عددها الصادر أمس قائلة: «قال الرئيس الإسرائيلي شيمون بريز للرئيس الأميركي، الذي ألحق أضرارا بالغة بالشرق الأوسط، إنه وقف إلى جانب (إسرائيل) كما لم يفعل أي شخص آخر وهو أمر صائب ولكنه لا يصبّ في مصلحة (إسرائيل) على المدى الطويل».

أمنيا طالب وزيران في الحكومة الإسرائيلية أمس بشن عملية عسكرية واسعة النطاق ضد «حماس» وخصوصا بعد سقوط صاروخ على مدينة عسقلان جنوبي (إسرائيل) أمس الأول. وكان ناشطان من «حماس» استشهدا وأصيب عدد آخر في غارة إسرائيلية منتصف الليلة قبل الماضية على شرق غزة ردا على هجوم عسقلان.


عباس: أمن «إسرائيل» مرتبطٌ بقيام دولة فلسطينية

رام الله - أ ف ب

قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس في كلمة ألقاها في الذكرى الستين للنكبة الفلسطينية إن أمن «إسرائيل» مرتبط بقيام دولة فلسطينية كذلك.

وقال عباس في كلمة بثها التلفزيون مباشرة وسط تظاهرات في أنحاء الضفة الغربية في ذكرى النكبة التي أدت إلى تشريد 760 ألف فلسطيني إن «أمن (إسرائيل) مرتبط باستقلالنا وأمننا».

وأضاف أن «استمرار الاحتلال وديمومة النكبة لن يجلب الأمن لأحد. فقط إنهاء الاحتلال هو الذي يجلب الأمن وهذا ما دلت وتدل عليه تجارب الاحتلال في العالم». وتابع «على هذه الأرض الطيبة والحبيبة يعيش شعبان يحتفل أحدهما باستقلاله والآخر يتألم في ذكرى نكبته».

وقال «إننا في الذكرى الستين لنكبة شعبنا نجدد تمسكنا بثوابتنا للسلام، والسلام الذي يؤدي إلى إنهاء الاحتلال على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 67 وفي القلب منها القدس الشريف وإيجاد حلّ عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفقا للقرار 194».

وأكد عباس أن «الاستيطان واستمراره يدمر فرص السلام (...) كل مشروعات الاستيطان وخصوصا حول القدس (...) يجب أن تتوقف إذا أرادوا عدم إضاعة هذه الفرصة المتاحة أمامنا اليوم».

وقال الرئيس الفلسطيني الذي نزحت أسرته من مدينة صفد أيام النكبة «ستون عاما قضت ومازلنا هنا وهناك متجذرين في الأرض ومتشبثين بالأمل في العودة والخلاص وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي البغيض لأرضنا وشعبنا».

وتابع إن «شعبنا حمل جمرة أحلامه المشابهة لأحلام كل البشر في العودة إلى دياره وإقامة دولته المستقلة».


المؤتمر القومي العربي يدعو لإنهاء الحصار وإيقاف التطبيع

الوسط - محرر جسور

وجّه المؤتمر القومي العربي المنعقد في دورته 19 في صنعاء بتاريخ 10 - 13 مايو/ أيار الجاري نداء عاجلا، بمناسبة الذكرى الستين لاغتصاب فلسطين دعا فيه إلى إنهاء الحصار وإيقاف كل أشكال التطبيع.

وعبر المؤتمر في بيان تلقت «الوسط» نسخة منه أمس (الخميس) عن «قلق أبناء الأمة البالغ من الأوضاع التي يعيشها أهلنا في غزة بسبب الحصار الإرهابي الذي يفرضه الاحتلال الصهيوني والإدارة الأميركية، والذي ينفّذ بأياد عربية، والذي يهدف الى إبادة جماعية لأبناء غزة بسبب صمودهم في وجه المشروع الصهيوني، ورفضهم القبول بالتفريط في فلسطين وفي الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني في التحرير والعودة وبناء الدولة الفلسطينية الديمقراطية على كامل التراب الفلسطيني».

ووجّه المؤتمر القومي العربي نداء عاجلا إلى كل من مازال له ضمير بالآتي:

أولا: الإنهاء الفوري لحصار غزة، وفتح المعابر العربية-الفلسطينية، وبشكل خاص معبر رفح، وإمداد أبناء غزة لكل ما يحتاجونه من وقود وغذاء ودواء.

ثانيا: إيقاف كل أشكال التطبيع مع الصهاينة، وتفعيل المقاطعة العربية الشاملة للكيان الصهيوني وقطع كل علاقة معه.

ثالثا: إيقاف تزويد الكيان الصهيوني بالغاز المصري وتوجيه هذا الغاز إلى غزة والضفة.

رابعا: الإفراج عن كل المعتقلين الفلسطينيين لدى السلطات المصرية الذين تمكنوا من عبور معبر رفح. وحماية وتوفير شروط العيش الكريم للفلسطينيين العالقين في الحدود العراقية.

خامسا: يدعو المؤتمر القومي العربي جماهير الأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم الى الرفع من وتيرة دعم غزة والضغط من أجل إنقاذ أبنائها من جريمة الحصار.

سادسا: ويدين المؤتمر مشاركة بعض حُمَاة الإرهاب الصهيوني في احتفال قياداته بالذكرى الستين لاغتصاب فلسطين. ويطالب الأنظمة العربية كافة بعدم استقبال بوش وغيره ممن سعوا ويسعون إلى مشاركتهم للصهاينة في هذه الاحتفالات التي تدعم الجرائم الإسرائيلية والتوجه نحو ميلاد الدولة اليهودية العنصرية.

سابعا: يطالب المؤتمر السلطة الوطنية الفلسطينية بإيقاف التفاوض مع الصهاينة. ويدعو الفصائل الفلسطينية كافة إلى حوار فوري من أجل الوحدة الوطنية على قاعدة المقاومة والتشبث بالثوابت الفلسطينية.


عبدالوهاب المسيري يتوقع «نهاية قريبة» لـ «إسرائيل»

القاهرة - سعد القرش

مع احتفال «إسرائيل» بالذكرى السنوية الستين لنشأتها يقول الكاتب المصري عبدالوهاب المسيري مؤلف موسوعة (اليهود واليهودية والصهيونية) إنه يتوقع «نهاية قريبة» للدولة العبرية ربما خلال 50 عاما.

ونفى المسيري أن يكون لهذا التوقع علاقة بالتشاؤم أو التفاؤل، مشددا على أنه يقرأ معطيات وحقائق في سياقها الموضوعي ويستخلص ما يمكن أن تسفر عنه من نتائج.

وقال لـ «رويترز» إن الباحثين الإسرائيليين أنفسهم لا ينكرون هذا الخوف حتى أصبحت «كمية الكتابات (في إسرائيل) عن نهاية (إسرائيل) مملة»، مضيفا أن هذا الهاجس لازم مؤسسي «إسرائيل» ومنهم أول رئيس للوزراء ديفيد بن غوريون الذي ألقى في العام 1938 «خطبة في منتهى الجمال والصدق» تضمنت أن الجماعات اليهودية في فلسطين لا تواجه «إرهابا».

وقال المسيري إن بن غوريون عرف الإرهاب بأنه «مجموعة من العصابات ممولة من الخارج... ونحن هنا لا نجابه إرهابا وإنما حربا. وهي حرب قومية أعلنها العرب علينا... هذه مقاومة فاعلة من جانب الفلسطينيين لما يعتبرونه اغتصابا لوطنهم من قبل اليهود... فالشعب الذي يحارب ضد اغتصاب أرضه لن ينال منه التعب سريعا».

وأضاف المسيري أنه قابل في الولايات المتحدة في منتصف الستينيات يهوديا عراقيا هاجر إلى «إسرائيل» ومنها إلى أميركا وصارحه بأن «الاشكيناز (اليهود الغربيين) محتفظون بعناوين ذويهم في الخارج... وبعد توالي الهزائم زاد عدد من يطلبون الحصول على جوازات سفر غربية بالتزامن مع الهجرة العكسية من (إسرائيل) إلى الخارج».

وبعد أن قضى نحو ربع قرن في إعداد موسوعته (اليهود واليهودية والصهيونية) يعد المسيري حاليا موسوعة عنوانها (الصهيونية وإسرائيل) تتناول (إسرائيل) من الداخل... مجتمعا ومؤسسات بهدف تعميق فهم «هذا الكيان الاستيطاني حتى تتحسن كفاءتنا في المواجهة معه كدولة وظيفية» لا تختلف كثيرا في رأيه عن دولة المماليك التي نشأت في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي واستمرت 267 عاما.

وأوضح أن الطبيعة الوظيفية لـ «إسرائيل» تعني أن «القوى الاستعمارية اصطنعتها وأنشأتها للقيام بوظائف ومهمات تترفع عن القيام بها مباشرة... هي مشروع استعماري لا علاقة له باليهودية».

وقال إن التشابه بين وظيفة «إسرائيل» ودولة المماليك لا يعني أن تستمر «إسرائيل» 267 عاما «فالدورات التاريخية أصبحت الآن أكثر سرعة مما مضى... العدو الآن في حال تقهقر بعد أن لحقت به هزائم عسكرية متوالية منذ حرب الاستنزاف (في نهاية الستينيات) وحرب 1973 والانتفاضة الأولى (1987) والانسحاب من جنوب لبنان والانتفاضة الثانية (2000) والحرب السادسة» في إشارة إلى الحرب التي شنتها «إسرائيل» في صيف 2006 ضد جماعة حزب الله في لبنان والتي أثبتت أن الجيش الإسرائيلي يمكن أن «يهزم».

وأضاف قائلا «هزيمة (إسرائيل) في الحرب مع حزب الله ساهمت فيها المقاومة الفلسطينية التي أتعبت (إسرائيل) بوسائل على رغم بدائيتها لا يوجد لدى (إسرائيل) وسيلة لصدّها حتى اقترح بعض الإسرائيليين أن يمدوا الفلسطينيين بصواريخ سكود حتى يمكنهم التعامل معها... المؤسسة العسكرية مرهقة».

ومضى قائلا «في حروب التحرير لا يمكن هزيمة العدو وإنما إرهاقه حتى يسلم بالأمر الواقع»، مضيفا أن المقاومة في فيتنام لم تهزم الجيش الأميركي وإنما أرهقته لدرجة اليأس من تحقيق المخططات الأميركية وهو ما فعله المجاهدون الجزائريون على مدى ثماني سنوات (1954-1962) في حرب تحرير بلدهم من الاستعمار الفرنسي.

ووصف المسيري قيام دولة فلسطينية بالصيغة التي تقترحها «إسرائيل» ودول عربية وأجنبية بأنه أمر «عديم الجدوى» لأن الدولة في هذه الحال ستكون مجرد «مكان أو قبور ترفع عليها» على حدّ وصف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشي ديان.

وقال «إن (إسرائيل) كمشروع استيطاني لا تقبل وجود دولة فلسطينية حقيقية. حتى لو قبل العرب قرار التقسيم (1947) لالتهمتها (إسرائيل) ضمن المخطط الصهيوني الاستعماري... البديل هو قيام دولة متعددة الأديان والهويات» كما حدث في جنوب إفريقيا.

العدد 2079 - الخميس 15 مايو 2008م الموافق 09 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً