العدد 2079 - الخميس 15 مايو 2008م الموافق 09 جمادى الأولى 1429هـ

غياب غيااااب غياااااب

(أ) حين قرأ الشاعر الجميل بدر الرويحي عليَّ النص عبر الهاتف، كنت قبلها منهمكا في قراءة تقارير جافة (اقتصادية) بطبيعة العمل الذي أؤدية. قراءته للنص كانت فسحة جميلة أزعم أنها منحتني منشطا بعد أن أغلقت سماعة الهاتف. منشطا ظل يلازمني حتى وقت متأخر من الليل.

شعر - بدر الرويحي

هذا الفجر / صوت المآذن / همس محراب

ريحة بلابل / رعشه / ترتيل ياسين

سمّيت وكان البرد واقف بين لاهداب

صليت وخلف الصبح تنطر هالبساتين

سلّمت وبعده الوقت لا سلّم ولا تاب

كنتي في بالي، مثل ما كنتي وتكونين

مرّت بنا لسنين وعدّتنا بلا حساب

تطرين؟ ولاّ انك نسيتي كيف تطرين؟!

جيتي وقلت ان الزمن طيّب وحبّاب

غبتي وشفت ان الزمن كلب ابن ستين..

كلب، ونباح البعد ينشب فاعمقي انياب

خفت ان صبرت فـ غيبتك، أكثر تغيبين!

بعدك جمعت احباب واصحاب واقراب

واحترت انا باجيهم بقلب من وين؟!

أحباب مروا القلب وراحوا وظلوا احباب

أحباب ما غابوا ولو غابوا عن العين

كل ما تناظرني عيونك والجفن ذاب

آقول انا فدوه لعيونك لا تطلين

ما بين كل نبضه في صدري وبينها عتاب

أنبض عسر لا غمّضتني عيونك بلين

ما مر يمّك غير هذا الحسن مرتاب

لا مر يمّك وانتي بالنور تمشين

أسراب صوبك يسري الغيم فـ اسراب

ويحط قلبه وين ما شافك تغنين

كل ما عطشتك ضحكتك حلم ينساب

ترسم على روحي من أشيائك تلاوين

اللي يقول البعد حزن الموج / لتراب،

وحده يصدق انّ شط القلب من طين

جيتي وعرفت الشوق قبلك كان كذاب

رحتي وصار الدرب كم ذابل ومسكين

غبتي وغلاتك صرت فـ وجوه لاغراب

عنّك أدوّر عن تفاصيلك عناوين

كل الغياب ان توصفه مفردة لغياب،

انتي فـ غيابك عن جميع الغيبه تكفين

لا الليل طايل يستتر فيك جلباب

لا الصبح شايل كل هالصبح بيدين

جرح انكسر بابه وجرح ٍ يكسر ابواب

وكل باب يفتح جرح، بالله وش تعدين؟!

لو تلمسي روحي لكفك يرقى عناب

حين انبت فـ أدفى غصونك سالفة تين

غبتي ويعرشني من الشوق لبلاب

هذا وربيعك ينتظر لحظة تزهرين

يالله كن اللي مضى وان غاب ما غاب

من قبل احبك كنت احبك واكثر الحين

والحين احبك كثر ما احبك بلا اسباب

بعدين احبك إي واحبك بعد بعدين

لاخضر دروبك جيت اشد أيامي اعشاب..

لاخر حدودك / باوصلك ولو بعد حين

كنت اعشقك يوم انّ عشريني على الباب

واليوم احبك حين تلفظني الثلاثين

أستحلفك بالنور والسجده والاحزاب

إنتي بمكاني بكل هذا وش تسوين؟!

(ب) بطبيعتي لا أراهن على الخيول خارج المضامير. والرويحي واحد من الخيول التي يمكنني المراهنة عليها داخل المضمار وخارجه.

العدد 2079 - الخميس 15 مايو 2008م الموافق 09 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً