العدد 2082 - الأحد 18 مايو 2008م الموافق 12 جمادى الأولى 1429هـ

«دافوس» وصوغ مستقبل المنطقة

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

بدأ المنتدى الاقتصادي العالمي (منتدى دافوس) مؤتمره السنوي عن الشرق الأوسط في شرم الشيخ (من 18 إلى 20 مايو/ أيار) بمشاركة الرئيس الأميركي جورج بوش وعدد غير قليل من رؤساء الدول والحكومات والمسئولين في بلدان الشرق الأوسط، ويتناول المؤتمر الذي حمل هذا العام شعار «التعلم من المستقبل» عددا من السيناريوهات عن مستقبل الخليج والشرق الأوسط، ويشارك في رئاسة المؤتمر هذا العام المصرفي البحريني خالد عبدالله جناحي.

منتدى دافوس ليست له صفة إلزامية، ولكن عدد الاجتماعات الفرعية التي تعقد والاتفاقات التي تبرم بين الأروقة ربما يفوق ما يتحقق في أي منتدى أو مؤتمر آخر، كما أن المؤتمر يجمع حشدا من المسئولين والمؤثرين في مختلف البلدان، بما في ذلك «إسرائيل» التي تحرص على إرسال وفد كبير ومهم.

منتدى دافوس أخذ على عاتقه «طبخ الأفكار» من أجل مستقبل أكثر سلاما وأكثر نموا، وهو يحاول نقل مركز الثقل من السياسيين إلى الاقتصاديين لحل المشكلات المستعصية. ولكن هل توجد في منطقتنا طبقة اقتصادية بعيدة عن النفوذ السياسي أو الأيديولوجي؟

إن الحوارات والنقاشات التي يتداولها منتدى دافوس بشأن الشرق الأوسط في غاية الأهمية، ولكننا في الشرق الأوسط مازلنا بعيدين عن تسليم قطاع الأعمال الاقتصادية فرصة رسم السياسات المستقبلية، أو حتى التأثير فيها، إذ إن الاقتصادي في بلداننا خاضع للسياسي، وهو أمر مختلف عن أوروبا التي انطلق منها منتدى دافوس. ثم إن طبقة المستثمرين وأصحاب الأعمال في أوروبا ليست طبقة خائفة أو ترتبط ثروتها برضا الحكومات عنها، وإنما لديها رؤى عن الحياة، ولديها نفوذ واسع، وبالتالي يمكنها أن تشارك بصورة فاعلة في صوغ استراتيجيات المستقبل.

إن مثل هذا الحديث لا يقلل من شأن المنتدين في شرم الشيخ حاليا، بل على العكس، فلربما هم الوحيدون حاليا الذين يستطيعون الاجتماع بهذا الحجم، ويجمعون معهم رؤساء دول ويحاورونهم بشأن مجريات الأمور. إننا فعلا نحتاج إلى «أرضية محايدة للقاء القادة من جميع أنحاء العالم من أجل بحث الخطوات العملية التي يمكن اتخاذها اليوم لإيجاد عالم أفضل وأكثر ازدهارا للأجيال القادمة»، وبحاجة إلى أن ننظر إلى العام 2025 لنرى إذا كان الخليج سيعود إلى الصحراء القاحلة، أم إنه سيحول الاستثمارات والأموال المتوافرة حاليا إلى عمران إنساني يشارك التقدم الحضاري، ولا يكون مصدرا لبلاء أهله أو بلاء العالم.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2082 - الأحد 18 مايو 2008م الموافق 12 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً