العدد 2089 - الأحد 25 مايو 2008م الموافق 19 جمادى الأولى 1429هـ

الاندماج ثم الاندماج ثم الاندماج

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

رحلة الوفد العربي إلى ألمانيا الأسبوع الماضي تضمنت الالتقاء بالعديد من الفعاليات الرسمية والإسلامية والعربية، وتركيز الرحلة التعريفية كان على موضوع «دمج» المسلمين والعرب في الحياة العامة الألمانية. حضرنا صلاة الجمعة في مسجد تابع إلى «جمعية الرحمة للاندماج الحضاري»، الذي تأسس العام 2007، وتحدث إمام الجمعة الشيخ منظور عبدالواحد بلغة حماسية ولكنها جديدة (مع ترجمة مباشرة بالألمانية)، وتركزت توجيهاته على الالتزام بأخلاقيات الإسلام في العبادة وفي المعاملات، وضرورة الالتزام بقوانين البلد المضيف، وأن يمارس كل مسلم دوره كألماني يدعو إلى دينه بالعمل الصالح.

الشيخ منظور اشتكى من أن العرب مازالوا في برلين لا يمتلكون مسجدا (المساجد أكثرها عند جاليات أخرى)، وقال إن البلديات تمنع استملاك المساجد وإن هذا يكلفهم كثيرا في استئجار المكان، كما أن السلطات الألمانية لا تفسح المجال لاستجلاب أئمة معتدلين للمساعدة في إدارة شئون الجالية العربية، والتربية الاسلامية مازالت لا يتم تدريسها في المدارس (وهذا السؤال أجاب عليه وزير التعليم وسأذكره في مقال لاحق).

وكانت لنا أيضا زيارة لـ «الجالية العربية الألمانية المستقلة»، وهي مجموعة من الناشطين العرب (من مختلف البلدان والاتجاهات) الذين أسسوا جمعيتهم العام 2006 وفازوا بجائزة البلدية للاندماج في العام 2007، وهم يركزون على الخدمات الاجتماعية فقط، وقرروا إبعاد الجدالات السياسية لكي يتمكنوا من توجيه الجيل الثاني الذي بدأ يكبر في ألمانيا. ويقول مسئولو الجمعية إنهم مع الاندماج، ولكنهم ضد الانصهار، لأن الهوية العربية الاسلامية يمكنها أن تغني المجتمع الألماني، كما يرفعون شعار «الجامعة العربية» رغم أنهم لا يحصلون على مساعدتها، وإنما فقط للتذكير بهويتهم العربية.

أما بطل الجالية العربية، فهو أول نائب عربي يفوز بمقعد في برلمان ولاية برلين عن الحزب الديمقراطي الاشتراكي في العام 2006 عندما كان عمره 28 سنة فقط، وفي أبريل/ نيسان الماضي أصبح رئيسا لفرع الحزب في منطقته الانتخابية، وينقل عن رئيس الكتلة النيابية عن حزبه القول «لو كان لدي عشرة مثله لحكمت ألمانيا». النائب العربي الشاب (عمره حاليا 30 سنة) اسمه «رائد صلاح» جاء إلى ألمانيا من الضفة الغربية (فلسطين) عندما كان عمره خمس سنوات (مع والده)، ورغم كل الظروف الصعبة فقد درس في المدارس الألمانية (المتطورة في مناهجها)، وانتمى إلى الحزب الديمقراطي الاشتراكي عندما كان عمره 18 عاما، ودرس بكالوريوس الاقتصاد ثم أسس شركة لها حاليا خمسة فروع، وفي العام 2006 انتخبه الألمان في منطقته ليمثلهم في برلمان ولاية برلين.

الحديث مع رائد صلاح شيِّق وممتع، ويبدو من الحديث معه أن ما وصل إليه (وهو في مقتبل العمر) مجرد البداية، ويقول إنه يسعى إلى تقديم أنموذج صالح للشباب العرب أن بإمكانهم أن يحققوا آمالهم من خلال التعليم والجد والاجتهاد، ويشير إلى أنه لم يأكل لحم خنزير قط ولم يشرب الخمر، ومع ذلك اقتنع به الألمان (90 في المئة من منطقته ألمان و10 في المئة مهاجرون) وانتخبوه ليمثلهم في البرلمان.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2089 - الأحد 25 مايو 2008م الموافق 19 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً