العدد 2090 - الإثنين 26 مايو 2008م الموافق 20 جمادى الأولى 1429هـ

كسر احتكار واشنطن لصناعة الفضاء

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

مساء الأحد 25 مايو/ أيار 2008، أنجز المسبار «فينيكس»، رحلته من الأرض التي امتدت 296 يوما قطع خلالها 422 مليون ميل، ليهبط بنجاح على سطح المريخ. عملية الهبوط التي أطلق عليها وصف «7 دقائق من الرعب» كانت تجربة عصيبة لمديري مهمة «فينيكس» الذين شهدوا سابقا فشل مهمات مماثلة. لكن على رغم هذه الأجواء المشحونة حلت في النهاية صيحات الفرح لنجاح عملية الهبوط.

لقد تحولت عمليات إطلاق الأقمار الاصطناعية إلى ما يشبه الأمر العادي في أيامنا هذه، حتى وصل الأمر إلى إهمالها من نشرات الأخبار التي لم تعد تتكلم عنها كما كانت في السابق عندما كانت تتصدر نشرات الأخبار وعناوين الصحف. بيد أن الخوف لا يزال يساور أي شخص على علاقة بهذه التجارة. فقد يقضي قصور مميت في قمر اصطناعي على سنوات من التحضير ومئات ملايين الدولارات هي كلفة صناعة هذا القمر. هذا الأمر يقضي أن تحصل المحركات الصاروخية على تصديقات رسمية من جهات مخولة تثبت أنها تصلح للطيران. مثل هذه المؤسسات ليست موجودة في الولايات المتحدة فقط، فهناك المبنى «B 5» في مركز الاختبار التابع لوكالة الفضاء الألمانية، الذي بوسعه إصدار مثل تلك التصاريح.

لكن على رغم كل ما أنجز، لاتزال رحلات الفضاء وتجاربها تكلف الدولة التي تقوم بها مبالغ طائلة. ويرجع مراقب نوفوستي السياسي أندريه كيسلياكوف (http://www.ru4arab.ru/cp/eng.php?id=20050106140625&art=20050115141445 ) تلك الكلفة إلى واقع ان «الصاروخ وهو آلة معقدة ومكلفة للغاية - يستخدم مرة واحدة فقط. وبالتالي فإن الموارد المالية الضخمة التي أنفقت على صنعه تحترق في الغلاف الجوي بالمعنى الحرفي للكلمة. ولهذا بالذات يعكف الباحثون في العالم كله على تطوير أنظمة متعددة الاستعمال لإطلاق الأقمار الاصطناعية... ويرى العلماء الروس ان النظام الفضائي المتعدد الاستخدام يجب أن يبنى على رجوع المرحلة الأكثر كلفة وهي المرحلة الأولى التي ينتهي دورها قبل خروج النظام من الغلاف الجوي.

ولكي نقدر حجم تلك الكلفة ومقدارها تكفي الإشارة إلى أحد المشاريع الصغيرة في المشروع الفضائي الأميركي. ففي 26 يوليو/ تموز 1972 نالت «شركة نورث اميركان روكول» عقدا بقيمة 2,6 مليار دولار لبناء المكوك والعتاد اللازم لتكامله مع نظام الاطلاق المؤلف من خزان وقود ضخم وصاروخين دافعين».

ومن بين المشروعات التي نفذتها الولايات المتحدة لتقليص أعباء هذه الصناعة على الدولة، كان التحول نحو استخدام السفن الفضائية أكثر من مرة، إلى جانب توفير تلك الخدمات في الأسواق التجارية. وكانت أولى الخطوات على هذا الطريق تلك التي قامت بها شركة «سكايلد كومبوزيتس» التي جازفت بتحمل كلفة بناء سفينة الفضاء سبيسشيبوَن وقامت بإطلاقها في 8 أبريل / نيسان من العام 2004، وكانت سفينة يمكن إطلاقها أكثر من مرة، إلى جانب كونها أول إطلاق تجاري لصاروخ يقوم به القطاع الخاص الأميركي.

وفي حين أن هذه كانت أول رحلات فضائية تجارية مأهولة، فإنها لم تكن أول مرة يطير فيها مواطنون من القطاع الخاص بصفتهم الفردية في الفضاء. فقد دفع رجل الأعمال الأميركي، غيرغوري أولسن، ملايين الدولارات ليزور المحطة الفضائية في العام 2005، كما فعل الإفريقي الجنوبي مارك شتلوورث في العام 2002 والأميركي دنيس تيتو في العام 2001.

وقد جاء في بيان حقائق عن الرحلات الفضائية المأهولة التجارية، أصدرته وكالة الطيران الفيدرالية، أن «دراسة عن السياحة الفضائية تم إجراؤها أخيرا توصلت إلى أنه يمكن لعمليات الطيران الفضائي التي تقل ركابا أن تولد عائدات تبلغ أكثر من ألف مليون دولار بحلول العام 2021 ... كما استنتجت الدراسة أن الرحلات تحت المدارية ستحظى بأكبر حصة في هذه السوق الآخذة في البروز، وأنها يمكن أن تستقطب 15 ألف راكب وتدر عائدات تبلغ 700 مليون دولار في العام الواحد. أما الرحلات المدارية فمن الممكن أن يصل عدد ركابها إلى 60 شخصا وتدر 300 مليون دولار في العام».

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2090 - الإثنين 26 مايو 2008م الموافق 20 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً