احتضن بيت الشعر بالمنامة التابع لمركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث فيلم «فدوى طوقان» الذي أخرجته الكاتبة والروائية والمخرجة الفلسطينية ليانة بدر حيث سردت الشاعرة طوقان في الفيلم مراحل حياتها وأحاسيسها وطفولتها وكيف بدأت تخطو خطواتها الأولى نحو كتابة الشعر والظروف التي قادتها للكتابة.
وقد يستغرب القارئ من أن الشاعرة الكبيرة فدوى طوقان قد تحولت إلى شاعرة وهي سجينة المنزل حيث سحبها أهلها من مقاعد الدراسة وهي صغيرة لتبقى سجينة المنزل لسنوات إلا أنها على رغم سجنها كانت تهرب من هذا السجن إلى أعلى منطقة مرتفعة في منزل والديها لتنظر إلى العالم من هذه النقطة الصغيرة وتحدق إلى ما نهاية في الأفق البعيد.
وقد استثمرت الشاعرة الفلسطينية التي أذهلت العالم بشعرها هذا السجن من خلال الإغراق في التأمل والكتابة بشكل متواصل كما أنها لم تتوقف عند هذا الحد بل أخذت تراسل الصحف ومنها صحيفة «الرسالة» آنذاك حيث أخذت تنشر كتابتها باسم مستعار إلى أن تعرف والداها وأقرباؤها إلى كل ما تكتب فأخذوا يشجعونها ويدفعونها للكتابة حتى أصبحت ترسل أشعارها باسمها الحقيقي.
وللمرة الأولى يتعرف المتلقي في البحرين عن قرب إلى تجربة حية للمرحومة الشاعرة فدوى طوقان التي تحدثت بشكل مباشر من خلال الفيلم عن تجربتها مع الشعر والكتابة وأوردت جوانب من حياتها لم يعرفها محبوها من قبلُ.
ويعتبر فيلم «فدوى طوقان» من أهم الأفلام الوثائقية التي أخرجتها ليانة العام 1999 حيث يتحدث الفيلم عن حكاية شاعرة عظيمة من فلسطين عرفت الألم والحب وعاشت الاحتلال وكتبت أجمل الأشعار التي قرأها الكبار وطلبة المدارس.
وللمخرجة أفلام أخرى وهي «زيتونات» الذي حصد عدة جوائز عربية وعالمية منها ميدالية ذهبية من بلدية فلورنسا بإيطاليا العام 2001، وفيلم «الطير الأخضر» و «حصار» وهو عبارة عن مذكرات الكاتبة وفيلم عرض الأسبوع الماضي في مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث تحت عنوان «مفتوح مغلق».
العدد 2095 - السبت 31 مايو 2008م الموافق 25 جمادى الأولى 1429هـ