العدد 2099 - الأربعاء 04 يونيو 2008م الموافق 29 جمادى الأولى 1429هـ

الرقابة وحرية الصحافة

سهيلة آل صفر suhyla.alsafar [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

طرأت هذه الأسئلة لي... بعد كتابتي للمقال السابق عن تصدير المشروبات التي تحوي أجزاء من الخنزير... وبعد أن تم حذف الكثير من مقوماته الأساسية، من اسم الشركة المنتجة وأشياء دقيقة أخرى! ومن حسن الحظ أن ذلك قد تم برضا مني (ولكن على مضض)! حرصا مني على الإصرار لإيصال تلك المعلومة إلى القارئ أولا... وأترك له خياله في التخمين عن بقية النواقص.

وثانيا: لرفع الضرر وعدم تعريض إدارة التحرير إلى مشكلات قانونية (هم في غنى عنها)! مع المشكلات الأخرى التي تواجهها صحافتنا الحالية هذا الأيام!

وبدأت أتساءل عن نوعية السياسة المتبعة في بلادنا والتي تضطر بها الصحف إلى الشطب والحذف من حقائق غير مسموحٍ للشعوب معرفتها! أو التداول بأمرها... على رغم أهميتها في حياتنا! ما يحجم العمل الصحافي والكتابة عموما في الموضوعات المهمة... وقد يقال إن الجهات المسئولة تحمي حقوق الشركات والمؤسسات للاستثمار في بلادنا! ولكن ما هو الثمن لكل هذه الحماية... وما هي كمية الأضرار والمخلفات التي تصيبنا من جراء تعزيز الجهل وحجب الحقائق!؟

وأرى أننا في ورطة حقيقة يراها الجميع ولكن! لا حيلة لهم فيها! فهم مكبلون... فنحن نكتب كلاما، ينشر بعضه، ثم يفهم نصفه، ويبقى في الذهن ربعه، وينتهي بأن يصعب تطبيق أي جزء منه! ويصبح في النهاية حبرا على ورق، وقليل الفائدة، فنحتار من القوة التي يعطينها الله لمواصلة الكتابة على رغم كل هذه الإلغاز، والعراقيل!

ونحتار ثانية حينما نرى أن الصحف مهددة دائما من فضح أية حقائق والتنصل من دورها الحقيقي، بسبب تحجيم حريتها ودورها الريادي في التقصي والبحث والتحليل!

وعندما نرى أنه لا توجد جهة حقيقة مهمتها الدفاع عن حماية المستهلك وتقاعس الجهات المسئولة عن التزامها في التدقيق في المواد والسموم التي تصدر إلينا من غذائها والمواد الاستهلاكية الأخرى!

وحينما نعجز عن التعرف على النوايا الحقيقة لمن يدعون أنهم أصدقاؤنا ولكنهم في الواقع هم أعداؤنا، باستنزاف شعوبنا وخيراتها وأراضينا.

وحينما يغلف كلام الأعداء وتحويله إلى رموز الخير يكون ظاهرها عكس باطنها الشرير.

كيف لنا أن نرى كل هذا ونشطب الكلام؟! ونستمر في قبول هذه المهازل الورقية!

كمن يقذفنا بالنيران، ونحن ندافع بالاختباء فقط ومن دون محاولة رد العداء للحفاظ على ماء الوجه! فيما يرموننا به من بضائع على الأقل!

إلى متى كتاباتنا ستبقى تعاني! كالبهلوانات في السيرك، نكتب الألغاز والإشارة وندرب القراء على فهم ما يقال من بين السطور.

متى سيتحرر القلم من الصندوق الحديد الذي قررت السياسات وضعنها فيه، كي نكشف الحقائق والمؤامرات، ورفع مستوى التفكير عند شعوبنا، التي طال أمدها في الصمت والانتظار والفرجة.

لقد بات القلم سلاحا مكبلا، وتضاءل دوره في تحفيز العقول وإنقاذ النفوس المسجونة داخل الأسوار!

فهل لنا من وقفة للتأمل... للنظر في مدى الظلم الواقع على شعوبنا... متى سيأتي دورنا المؤثر الحقيقي في كتابة كل ما نريد ومتى سيكون الصدق هو ميثاق الشعوب في التعاملات ومتى سنتوقف عن الخوف من الآخر... من الغرباء!

إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"

العدد 2099 - الأربعاء 04 يونيو 2008م الموافق 29 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً