العدد 2301 - الثلثاء 23 ديسمبر 2008م الموافق 24 ذي الحجة 1429هـ

عن كنائس المنامة

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

لطالما كانت أعياد «الكريسماس» وملامحها جزء ا من تاريخ مدينتنا القديمة المنامة التي تتوسطها أقدم كنيستين ليس في البحرين فقط بل على مستوى منطقة الخليج بحسب الوثائق التاريخية التي تحتفظ بهما كنيستا الإنجيلية الوطنية والقلب المقدس الكاثوليكية.

فالكنيسة الإنجيلية أنشئت في أواخر القرن التاسع عشر وتحديدا في العام 1893 على يد التبشيريين الأميركيين بينما تم بناء كنيسة القلب المقدس في العام 1940 وذلك على أيدي ثلاث عوائل بحرينية ترجع أصولها إلى الهند والعراق، بينما كان مصممها قس إيطالي يدعى ماغلغيان. وتشير الوثائق التاريخية إلى أن أول عائلة كاثوليكية قدمت إلى البحرين كانت عائلة دياس من الهند في العام 1919 تلتها عائلتا تومنا وأوجي في العام 1920 اللتان ترجع أصولهما إلى العراق.

أهل المنامة لديهم ذكريات مع الكنيسة الإنجيلية التي كانت في يوم الأعياد توزع الهدايا والكعك والبسكويت على أطفال الفرجان وأيضا على أطفال الملجأ الذي كانت تديره «دادا مريم» التابع للكنيسة وذلك بحسب الكلام الذي قاله أكثر من مرة جيل آبائنا الذي ليس بالأمر الجديد عليهم وهم الذين تعج ذاكرتهم بكثير من الذكريات ومما كان يعطى لهم من لعب وحلوى في صغرهم وأيضا كان هناك عطلة ميلاد تعطل فيها إدارات الدولة في منتصف القرن الماضي.

لن يكون هذا المظهر الوحيد بل هناك عرف عكفت على إقامته إدارة الكنيسة الإنجلية الوطنية منذ زمن طويل وذلك بفتح مجلس يستقبل المهنئين بالعيد من مسيحيين ومسلمين في صباح يوم الميلاد من كل عام والذي يصادف غدا (الخميس) وهو يعرف باسم «مجلس كريسماس».

يقام داخل مبنى إدارة مستشفى الإرسالية الأميركية، يقدم فيها كعك العيد الذي يحضر بوصفة محلية من التمر مع القهوة البحرينية.

قبل عامين تسنى لي زيارة هذا المجلس الذي رحب بي رئيس الأطباء بمستشفى الإرسالية باول ارميردنج موضحا لي أن «مجلس الكريسماس» هو الوحيد من نوعه في البحرين لكنه ليس الأقدم على مستوى الخليج إذ كان ذلك عرفا معمولا به في مدينتي البصرة والعمارة بالعراق.

ورغم التسامح الديني الذي يتمتع به البحرينيون سواء على المستوى الأهلي والرسمي الذي يحرص على دعم الأقليات بشتى الصور وتقليدها مختلف المناصب، إلا أن مسيح البحرين يبقون محرومين من سماع صوت أجراس الكنائس في يوم عيد ميلاد السيد المسيح الذي مازال غير مسموح به حتى الآن بحسب كلام أحد أبناء هذه الأقلية التي يبلغ عددها اليوم وبحسب الإحصاءات الرسمية 800 شخص، رغم إقامة مراسم القداس داخل الكنائس بمختلف مذاهبها.

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2301 - الثلثاء 23 ديسمبر 2008م الموافق 24 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً