العدد 2107 - الخميس 12 يونيو 2008م الموافق 07 جمادى الآخرة 1429هـ

حزب الدعوة لا يحتمل الجعفري والمالكي معا

علي الشريفي Ali.Alsherify [at] alwasatnews.com

-

كما كان متوقعا أعلن رئيس وزراء العراق السابق إبراهيم الجعفري الشهر الماضي تشكيل تيار سياسي جديد أسماه «الإصلاح الوطني» لينهي بذلك فترة طويلة من حياته الحزبية داخل حزب الدعوة العراقي الذي رأسه لفترة ليست بالقليلة، قبل أن يتولى رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي رئاسته العام 2007.

ووفقا لما أعلن فإن التيار الجديد يضم عناصر من حزب الدعوة، ومستقلين من قائمة الائتلاف العراقي، وآخرين محسوبين على التيار الصدري. ويبدو من خلال تركيبته المعلنة أن الجعفري فشل في منح التيار الجديد مسحة غير طائفية أو كسب سياسيين من أهل السنة أو الأكراد على رغم محاولاته التي بدأها قبل الإعلان، الذي يدل توقيته على أنه يسعى إلى الاستعداد لمرحلة الانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في شهر أكتوبر/ تشرين الأول هذا العام.

لكن لماذا أعلن الجعفري تأسيس هذا التيار الجديد بعيدا عن حزب الدعوة الذي انتمى إليه منذ منتصف الستينيات من القرن الماضي وأصبح فيما بعد أحد منظريه في نهاية الثمانينيات، وأمينه العام والناطق الرسمي باسمه منذ التسعينيات؟ وعلى ماذا سيعتمد الجعفري للحصول على أصوات انتخابية تؤهله للفوز بانتخابات مجالس المحافظات هذا العام، والانتخابات البرلمانية العام المقبل؟

حزب الدعوة يعد من أعرق الأحزاب العراقية التي مازالت باقية على الساحة السياسية، فهو ثاني حزب إسلامي بعد جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في العراق مطلع الخمسينيات والتي أطلقت على نفسها لاحقا اسم الحزب الإسلامي العراقي. كما أن حزب الدعوة كان من أكثر الأحزاب التي قدمت تضحيات على محراب الساحة العراقية، وهو أيضا من أكثر الأحزاب تنظيما، لكنه مع كل ذلك مازال يفتقر إلى القواعد الشعبية في الوسط الشيعي الذي يتقاسمه بشكل رئيسي الصدريون (نسبة إلى مقتدى الصدر) والمجلس الأعلى الإسلامي أو ما يطلق عليه الآن «البدريون» (نسبة إلى تنظيم بدر التابع له)، ومن خلفهما بمسافة حزب الفضيلة.

قلنا إن الشارع الشيعي في العراق يتقاسمه تياران رئيسيان هما «الصدري» و «البدري»، والأخير حسم تحالفاته خلال السنتين الأخيرتين مع حزب الدعوة بزعامة نوري المالكي ليشكلا نواة قائمة الائتلاف الموحد، لكن الأول مازال يعاني من قلة خبرة في إدارة تحالفاته السياسية أو إدارة تنظيماته بشكل محترف والتي يرى الجعفري أنه يمكن أن يؤسس له (في حال تحالفه معه) تيارا جديدا يضم فيه أحزابا شيعية أخرى من بينها الفضيلة أو مستقلون من الائتلاف الحاكم بالإضافة إلى الموالين للجعفري داخل حزب الدعوة. وهذا يمكن، في حال تحققه، أن يمثل قوة مهمة وصعبة داخل الشارع الشيعي.

صراع الجعفري - المالكي داخل الساحة الشيعية سيضر كثيرا بحزب الدعوة ومستقبله في العراق، فالجعفري يود العودة إلى الواجهة السياسية بأصوات المناوئين للبدريين وحزب الدعوة - جناح المالكي، وهو في حال نجاحه سيؤدي إلى تفتت حزب الدعوة الأم وتحوله إلى أجنحة أخرى تضاف إلى «أحزاب» الدعوة الثلاث الحالية المنشقة عن الحزب الرئيسي.

إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"

العدد 2107 - الخميس 12 يونيو 2008م الموافق 07 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً