العدد 2112 - الثلثاء 17 يونيو 2008م الموافق 12 جمادى الآخرة 1429هـ

وقود الهيدروجين

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

على الرغم من اعلان السعودية زيادة انتاجها كمحاولة منها في تهدئة العواصف التي باتت تسود، بشكل غير مسبوق أسواق النفط، تواصل أسعار النفط، الذي تشير بعض التوقعات الى ان سعر البرميل منه قد يقفز الى 200 دولار خلال الثمانية عشر شهرا المقبل، ارتفاعا إلى أرقام غير متوقعة، فقد بلغت اسعاره في أسواق اليوم إلى مستويات قياسية جديدة قاربت من 140 دولارا للبرميل.

وسط هذه العواصف النفطية، تدشن شركة صناعة السيارات اليابانية هوندا إنتاج أول سيارة مزودة بخلايا تعمل بوقود الهيدروجين، الذي يؤدي تفاعله مع غاز الأوكسيجين في نشوء طاقة كهربائية، تحرك سيارة هوندا الجديدة إف سي إكس كلاريتي FCX Clarity، دون أن يصدر عنها سوى بخار مائي. وتزعم الشركة اليابانية أن سيارتها الجديدة أكفأ من حيث الاقتصاد في استخدام الوقود ثلاث مرات من السيارة العادية التي تعمل بالبنزين.

وليست هوندا اليابانية هي أول من يصنع هذا النمط من السيارات، فقبل شهرين طرحت عملاق صناعة السيارات الفارهة الألمانية شركة مرسيدس جيلا جديدا من سياراتها من الفئة (بي) وزودتها بمحركات أكثر اقتصادية وأعلنت أنها ستطرح نسخة منها تعمل بخلايا وقود الهيدروجين في الأسواق بحلول العام 2010.

ويبدو ان مرسيدس ليست الشركة الألمانية الوحيدة التي بدأت تنحو هذا النحو فقد، عهدت شركة بي إم دبليو (BMW ) إلى مهندسيها ومراكزها البحثية للاضطلاع بتحقيق تلك المعادلة، وكانت نتيجة تلك البحوث سيارة مسيدس الرياضية ذات محرك 750hl من طراز سيدان بـ 12 سلندر يعمل بإحراق الهيدروجين، ولا تترك وراءها من عادم سوى خليط من الماء والبخار، وهو ما يخفض التلوث المنبعث منها بنسبة 99.5 في المئة.

وكما تشير الكثير من المصادر () فإن هناك «أكثر من 30 شركة لصناعة السيارات تتسابق على تطوير خلايا وقود الهيدروجين لاستخدامها بدلا من النفط (وأن هذه الشركات العملاقة) تستثمر ملايين الدولارات في أبحاث تطوير خلايا وقود الهيدروجين».

ويتوقع تقرير لمؤسسة «برايسووترهاوس كوبرز» (PWHC) للاستشارات المالية أن يصل حجم صناعة خلايا الوقود على مستوى العالم إلى 46 مليار دولار بحلول العام 2011. وذكر تقرير تسويقي لمجموعة فريدونيا أن حجم السوق الاميركية لهذه الخلايا سيصل إلى 8.8 مليارات دولار العام 2011.

وفي أواخر العام الماضي، تناقلت وكالات الأنباء () أخبارا حول تدني كلفة إنتاج الهيدروجين كمصدر من مصادر الطاقة، مبشرة بأنه من الممكن قريبا «استخدام طاقة الهيدروجين المتجددة في تشغيل السيارات ما سيمهد الطريق امام سيارات لا تلوث البيئة وذلك بعد ان زال العائق الرئيسي المتسبب في عدم انتاج هذا النوع من السيارات بكثرة وهو التكلفة العالية وآثار الهيدروجين الملوثة للبيئة (مشيرة إلى ما أعلنه باحثون في جامعة مينيسوتا الاميركية من انهم) أنتجوا الهيدروجين من الكحول الايثيلي باستخدام مفاعل لديه القدرة على توليد طاقة كافية لتدفئة منزل او تسيير سيارة».

العائق الثاني الذي كان يقف حجر عثرة في تطوير الوقود الهيدروجيني كان التكلفة الباهظة للتخزين. وقد نجح مؤخرا باحثون ألمان في تطوير طريقة عملية () «لتخزين الهيدروجين الذي تحتاجه خلايا الوقود الهيدروجيني التي تستخدم في توليد الكهرباء من خلال تفاعل كهربائي كيميائي بين عنصري الماء: الهيدروجين والأكسجين».

ووفقا لما تناقلته وكالات الأنباء حينها ( ) فسوف يكون بمقدور العلماء والمخترعين المنافسة «لنيل هذه الجائزة الكبرى، بالإضافة إلى الحصول على جوائز أخرى تتراوح ما بين مليون و4 ملايين دولار، إذا ما توصلوا لحلول ملائمة يكون من شأنها التوسع في استخدام وقود الهيدروجين».

هذه الصورة الوردية لاستخدامات الهيدروجين كمصدر من مصادر الطاقة، وخاصة لتسيير السيارات والمحركات الأخرى، بما فيها محركات الطائرات، لا تخلو من بعض السلبيات. ففي الآونة الأخيرة حذرت مجموعة من العلماء من أن خلايا الوقود التي تعمل بغاز الهيدروجين قد لا تخلو من ضرر بكوكب الأرض.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2112 - الثلثاء 17 يونيو 2008م الموافق 12 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً