العدد 2116 - السبت 21 يونيو 2008م الموافق 16 جمادى الآخرة 1429هـ

منارة أكاديمية على مضيق البوسفور

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

هناك الكثير من الجامعات التي تتمتع بالاحترام في تركيا والتي تدرّس بالإنجليزية والفرنسية. ترغب ألمانيا اليوم بالحصول على موطئ قدم في سوق التعليم التركي من خلال جامعة تركية ألمانية في أسطنبول. وقع وزير الخارجية الألماني فرانك - والتر ستاينماير ونظيره التركي علي باباجان وثيقة تأسيس الجامعة الجديدة، والتي ستؤسس على ضفاف خليج البسفور، في برلين قبل نحو أسبوعين، ويتوقع تسجيل أوّل دفعة من الطلبة قبل العام 2010.

«هذا يوم مجيد في العلاقات التركية الألمانية» يعلق ايدزارد رويتر، وقد جاشت عواطفه بشكل ملحوظ. وقد نشأ هذا الرئيس التنفيذي السابق لديملر - بنز في تركيا حيث وجد والده ايرنست رويتر ملاذا آمنا من اضطهاد النازيين في الأعوام 1935 إلى 1946.

أصبح إيرنست رويتر فيما بعد عمدة برلين، وألهم اسمه «مبادرة إيرنست رويتر» التي أنشأها وزيرا خارجية الدولتين العام 2006. وتهدف هذه المبادرة إلى إيجاد أساليب جديدة لرعاية التفاهم بين الثقافتين وخاصة في أعقاب حادثة الصور الكاريكاتورية للنبي محمد (ص) في الصحف الدنماركية. الجامعة هي المشروع الطموح للمبادرة.

إلا أنّ فكرة جامعة تركية ألمانية أكثر قدما من ذلك، وقد عانت من تاريخ طويل من النكسات. كانت حكومة كول قد خططت لمشروع مماثل في بداية تسعينيات القرن الماضي ولكنه فشل لأسباب مالية. لم يكن هذا المشروع الوحيد. ولاتزال الخطط الحالية بانتظار موافقة البرلمان التركي.

«البيروقراطية التركية في مجال التعليم مشهورة بعنادها عندما يصل الأمر إلى حل قضايا تتعلّق بالاستقلال الوطني»، يقول أستاذ العلوم السياسية كلاوس ليغوي أحد المؤسسين الكثيرين للجامعة.

ولكن لم تصل أية من الخطط السابقة مرحلة المشروع الراهن. يجري التخطيط لبدء أعمال البناء في بداية العام 2009، رغم أنّ بابكان لم يحدد تاريخا معينا في برلين. ومن المتوقع أنْ يبدأ تسجيل أوّل دفعة من الطلبة في خريف السنة المقبلة.

يقوم الطرف التركي بتوفير المباني والمرافق وتغطية كلف التشغيل، بينما يقوم الطرف الألماني بإرسال المحاضرين وتطوير المناهج وتقديم المنح. تتوقع برلين حاليا كلفة سنوية تبلغ 3،5 ملايين يورو. وقد تم التخطيط لأربع كليات من حيث المبدأ هي: الهندسة، والاقتصاد والعلوم الاجتماعية، والقانون، والدراسات الثقافية. وسوف يكون التعليم باللغة الألمانية بالدرجة الأولى.

يتسلم الطلبة الذين يحصلون على درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه من الجامعة الجديدة شهادة التخرج من كلتا الدولتين. تأمل الجامعة استقبال خمسة آلاف طالب وطالبة كحد أعلى وسوف تكون مفتوحة أمام «طلبة مميزين من تركيا» وكذلك من ألمانيا.

هناك عدد من المدارس الثانوية في تركيا التي تدرّس بالألمانية بشكل كامل أو جزئي. ويمكن للطلبة في ألمانيا دراسة اللغة التركية كلغة أجنبية في عدد من المدارس. وقد أثار رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان عاصفة من السخط خلال زيارة قام بها إلى ألمانيا في فبراير/ شباط عندما حذر الأتراك الذين يعيشون في ألمانيا من «الاندماج» واقترح كذلك المزيد من المدارس الثانوية التركية.

وصف كلّ من ستاينماير وبابكان ووزيرة التعليم الألمانية أنيت شافان المشروع يوم الجمعة بكلمات مثل: «منارة» و»مؤشر» و»مرحلة جديدة». وواقع الأمر هو أنّ الأساتذة الألمان ساعدوا على تأسيس جامعة في تركيا من قبل. في العام 1933 شجّع مؤسس الدولة التركية كمال أتاتورك الألمان الذين يعيشون في المنفى هربا من النازيين على إيجاد أوّل جامعة ذات توجهات غربية على مضيق البسفور. فأصبح ذلك مشروعا طويل الأمد - تحتفل جامعة أسطنبول بالذكرى الـ 75 لتأسيسها هذه السنة.

* كاتب مستقل، والمقال ينشر بالتعاون مع «كومن غراوند»

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 2116 - السبت 21 يونيو 2008م الموافق 16 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً