العدد 2121 - الخميس 26 يونيو 2008م الموافق 21 جمادى الآخرة 1429هـ

بيل غيتس رائد العمل الخير - تقني

عبيدلي العبيدلي Ubaydli.Alubaydli [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

اليوم 27 يونيو/ حزيران 2008 يغادر بيل غيتس رسميا ونهائيا «مايكروسوفت»، المجموعة التي أسسها قبل 33 عاما. وكما أعلن بنفسه منذ يونيو 2006 سيبقى غيتس الرئيس غير التنفيذي لمجلس إدارة المجموعة، مسلما زمام الأمور في الشركة لصديقه الذي يعرفه منذ فترة الدراسة في جامعة هارفارد ستيف بالمر، الذي يقود المجموعة كرئيس تنفيذي، منذ العام 2000.

من الطبيعي أن يتساءل الكثير منا عن السبب الذي جعل غيتس يتوصل إلى هذا القرار، بعد كل النجاح الذي حققه مع الشركة والتي ترك مقاعد الدراسة في جامعة هارفرد كي يبنيها من مجرد 3 موظفين وبرأس مال لا يتجاوز 20 ألف دولار في إحدى مدن الولايات المتحدة في منتصف السبعينيات من القرن الماضي.

أما غيتس نفسه، فهو يربح من «مايكروسوفت» 250 دولارا كل ثانية، وهذا يعني أنه لو خسر أو صرف ألف دولار فلن يؤثر فيه، لأنه سيعوضه خلال أربع ثوانٍ.

والأهم من كل ذلك أننا اليوم، وبعد مضي نحو ثلاثة عقود على انطلاق «مايكروسوفت»، أصبح برنامج التشغيل (ويندوز) يعمل على 90 في المئة من كمبيوترات العالم وأصبحت «مايكروسوفت» أكبر شركة برمجيات في العالم.

لماذا إذا يغادر بيل غيتس «مايكروسوفت»؟ الجواب في غاية البساطة. يتركها ليتفرغ لمؤسسة «بيل وماليندا غيتس» التي تعتبر أكبر مؤسسة خيرية في العالم، ومخصصة للقضايا الصحية والتعليمية، ولاسيما في الدول الفقيرة. بهذه الخطوة يضع غيتس كل ذلك جانبا، ويجيب على تساؤلات المستغربين بالقول إن «قراره ليس تقاعدا، وإنما هو إعادة ترتيب لأولوياته في الحياة»، لكنه، على رغم انخراطه في العمل الخيري، لا يتوقف عن التساءل «هل يعِ عالم الاثرياء كيف يعيش 4 أو 6 مليادرات من البشر؟ إن كان هذا العالم واعيا، فعلى الاغنياء التدخل وتقديم المساعدة لهم». وقد ترجم غيتس قلقه هذا بشأن فقر العالم في العام 1994 عندما أسس «مؤسسة بيل ومليندا الخيرية».

وقدمت المؤسسة المساعدات للأقليات في العالم وساعدت شعوب العالم الثالث في حروبهم لمكافحة الأمراض مثل الايدز. وفي العام 2000 منحت المؤسسة جامعة كامبريدج مبلغ 210 ملايين دولار لمنحة غيتس السنوية للطلاب، وأنفقت المؤسسة ما يزيد على 7 بلايين دولار أي 7000 مليون دولار في مساعدات أخرى. وبحسب تقرير نشرته مجلة «فوربز» في العام 2005، صرف غيتس خلال ذلك العام أكثر من 28.4 مليار دولار على المشاريع والمؤسسات الخيرية، ليكون بذلك قد انفق ثلث الثروة على الأعمال الخيرية. كما خصصت مؤسسة غيتس وميلندا في الوقت الحالي ما يزيد على 2 مليار دولار للمنظمات التي تعمل بالصحة العامة، وأكثر من 500 مليون دولار لتحسين فرص التعليم، بما في ذلك مبادرة غيتس في مجال المكتبات لتوفير أجهزة كمبيوتر، واستخدام الإنترنت، والتدريب في المكتبات العامة في المجتمعات محدودة الدخل في الولايات المتحدة وكندا.

وفي سياق التزاماته المجتمعية لخص غيتس تجربته المهنية في كتابين «العمل بسرعة الفكر»، وهو كتاب يشرح كيف يمكن بتقنية الكمبيوتر حل مشكلات العمل المهني بطرق جديدة تماما. تم نشر هذا الكتاب بـ25 لغة ويتوفر في أكثر من 60 دولة. أما كتابه الأول الذي حمل تصوراته المستقبلية للعالم فكان «عصر الانطلاق».

بهذا الأعمال الخيرية، وأخرى غيرها يكشف غيتس عن حانب مهم من جوانب شخصيته، ذلك هو المساهمة في الأعمال الخيرية، وبالتالي يأتي تركه لمسئولياته في مايكروسوفت منسجما مع رغبته في تركيز جهوده نحو العمل الخيري. ومن يعرف بعض الشيء عن خلفية نشاطات بيل غيتس لابد أن يعلم أنه مهتم بالنشاطات الإنسانية والخيرية، إلى جانب تبرعاته السنوية الطائلة للجمعيات الخيرية، التي تجاوزت 30 مليار دولار أنفقها على تطوير خدمات الشئون الصحية والتعليمية للأطفال الفقراء. وكما يبدو فقد قرر بيل غيتس أن يركز طاقاته على الأعمال الخيرية من خلال تلك المؤسسة بعد أن اطمأن على مستقبل شركته.

إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"

العدد 2121 - الخميس 26 يونيو 2008م الموافق 21 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً