العدد 2123 - السبت 28 يونيو 2008م الموافق 23 جمادى الآخرة 1429هـ

إلى أين تأخذنا منابر الفتنة والتحريض؟

عبدالمنعـم الشـيراوي comments [at] alwasatnews.com

ما بال نائبنا المحترم الشيخ جاسم السعيدي وما هي مصلحة الدين الإسلامي أو البحرين في بياناته التي أصبحت منبرا إعلاميا يفوق ما تنشره الجمعيات السياسية ومنظمات المجتمع المدني ووكالات الأنباء؟ وما السر وراء إطلاقه النار في كل الاتجاهات؟ ومتى كان الجدل والنقاش والحوار بشأن ملفات وقضايا وطنية مطية للتحريض على تيارات وطنية وإسلامية وتخوينها أو اتهامها بأنها تعمل ضد المصلحة الوطنية ومصلحة الوطن دون دليل واضح مبني على معطيات قائمة وليس على الهرطقة وتوجيه الاتهامات؟

أسئلة يمكن أن نزيد عليها الكثير وهي أسئلة يتم تداولها في الشارع البحريني وعلى ألسنة الكثير من شرائح المجتمع سواء الناشطين في الشأن العام أو المثقفين والكتاب.

أيها السادة، كفاكم خلطا للأوراق، وكفاكم التمثل والتشبه بإخوانكم في تيار المستقبل اللبناني في العمل الدؤوب لإثارة الفتنة الطائفية وتشطير المجتمعات العربية هنا وهناك تشطيرا عموديا، وهو تشطير لا يخدم في نهاية الأمر لا المجتمعات التي تثيرون الفتنة فيها، ولا المشروع الإصلاحي - إن تبقى منه شيء - ثم تدفنونه، ولا المشروع الوطني والعربي والإسلامي في خلق مجتمع واع ومتحرر وقوي ومتقدم لصالح المواطن المغلوب على أمره المحاصر بالغلاء والفصل التعسفي، وتردي الخدمات، وتراجع معدلات التطور والتقدم فيه. وهذا أمر مرفوض وطنيا وعربيا وإسلاميا سواء كان في البحرين أو في العراق أو في لبنان. فقد انكشفت الأوراق وانكشفت الجهات التي تعمل على إعادة تفعيل المشروع الأمروصهيوني في المنطقة من أجل بلقنتها وإشغالها بالصراعات الجانبية، وحرفها عن توجهها نحو المزيد من الديمقراطية والشفافية والتطور العلمي والسياسي والاجتماعي.

ونسأل شيخنا وعضو مجلس النواب سعادة النائب جاسم السعيدي: أين كنتم عندما كانت الحركة الوطنية تسعى إلى إعادة الديمقراطية وتأكيد حقوق المواطنة والقضاء على التمييز والفساد الإداري والمالي؟ بل أين كنتم وأين كانت التيارات الإسلامية السياسية الممثلة في تيار الإخوان والسلف حين كان مناضلو التيار الديمقراطي التقدمي المنبثقة منه جمعيات كوعد والمنبر التقدمي يسجنون ويشردون ويستشهدون تحت وطأة التعذيب الوحشي منذ فترة الاستعمار البريطاني وخلال أكثر من خمسين سنة؟ فتارة توجهون سهامكم المسمومة صوب الكتاب الديمقراطيين والليبراليين, وتارة نحو مناضلي وكوادر التيار الديمقراطي التقدمي. وتارة توجهونها لخدمة أجندة مشروع الفتنة الطائفية نحو إخوتكم في الدين الذين تدعون تمثيله والعمل به والدعوة له.

ومنذ متى كان الدين الإسلامي يمنع المسلمين من الرد على أولي الأمر أو التعبير عن آرائهم وتوجهاتهم والدفاع عن مصالحهم إن شعروا بالغبن والظلم والاعوجاج؟

ألم تسمعوا بالحديث الشريف «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده, فإن لم يستطع فبلسانه, فإن لم يستطع فبقلبه, وذلك أضعف الإيمان»؟ ألم تسمعوا بمقولة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما حاججته امرأة فقال: «أصابت امرأة، وأخطأ عمر»؟.

عموما نعتقد أن رد الأخ عبدالله بوحسن الذي نشر في إحدى الصحف المحلية على شيخنا وعضو مجلس نوابنا كان واضحا وشفافا، إذ يكذب فيه كل الادعاءات التي ساقها سعادة النائب، أو من ادعى تمثيله لعائلته وتحدث باسمه وكأن الأخ الرفيق عبدالله بوحسن قاصر يحتاج لمن يتحدث باسمه أو أن يحرّف الوقائع بالنيابة عنه.

«وعد» يا نائبنا الجليل ليست الجهة التي تغرر بالشباب البحريني وتحشو أدمغتهم بالأفكار الدخيلة والهدامة. وليست «وعد» من يغرر بالشباب البحريني ويلهيهم عن العمل السياسي الوطني في مجتمعهم ويجرهم للقتال لصالح المشروع الصهيوني والمشاريع الإرهابية في الدول الأخرى.

«وعد» ابنة تاريخ عريق من النضال المشرف الذي قدم الشهداء وروّى أرض هذا البلد بدمائه الزكية. «وعد» هي التيار الصادق البعيد عن الفتن الطائفية ومحاربة الطواحين والهيمنة على مواقع العمل والمناصب لمحازبيها دون كفاءة، ولنا في ما تم نشره عن احتكار الوظائف والمناصب في مكتب مجلس النواب ووزارة التربية والتعليم مثل صارخ لا يحتاج إلى دليل.

«وعد» يا نائبنا المحترم هي التي تآمر البعض على إسقاط مرشحيها الوطنيين الشرفاء ذوي التاريخ الوطني الشامخ عبر المراكز العامة، وجرى منعهم من الوصول إلى مواقع القرار التشريعي رغم ضعف تأثيره وتفعيله.

أيها السادة، كفاكم إثارة الفتنة الطائفية البغيضة، وكفاكم توزيع التهم وتحريض الدولة وأجهزتها على القوى الوطنية وتيارات المعارضة الشريفة، فهذا الشعب سيصحو يوما من الغيبوبة التي أدخلتم شرائح عدة منه فيها، ويوما ما سيقيّم دوركم وأداءكم ومشروعكم، وسيأتيكم رده واضحا صريحا شفافا لا لبس فيه. وتذكروا قوله سبحانه وتعالى: «ولتكـن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون». (آل عمران: آية 104). ونردد نحن قوله تعالى «فذكر إن نفعت الذكرى، سيذكر من يخشى» (الأعلـى: الآيتان 9 و10).

إقرأ أيضا لـ "عبدالمنعـم الشـيراوي"

العدد 2123 - السبت 28 يونيو 2008م الموافق 23 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً