العدد 2126 - الثلثاء 01 يوليو 2008م الموافق 26 جمادى الآخرة 1429هـ

عِقال «إبل الوطن» والراعي

محمد المخلوق comments [at] alwasatnews.com

ربما تعيب أطراف حكوميّة (أو محسوبة عليها) على بعض أطراف المعارضة ما بات يعرف بـ «ازدواجيّة الولاء»، ويتجلّى ذلك في جملة من التصريحات التي يظهر من بين أسطرها ما يشير إلى هذه العائبة، وترتفع العقيرة بذلك كلما دهم البلاد أو المنطقة أمر مخوف.

لربما أشبهتْ بعض أطراف المعارضة المذهب الحريديّ الذي يرى في الدولة الإسرائيليّة عدوّا لدودا ينبغي مناورته للحصول على القدر الممكن من المكاسب، وهو قياس مع الفارق. نعم، لربما نجد أن «بعض» المعارضة ينحو خطابها نحوين: الأول دينيّ بمفهوم شموليّ للقيادة الدينية وللحياة والأرض (الوطن)، والآخر واقعيّ يتعامل مع الموجود في مفهوم الوطن «الجغراسياسي» بما يشمله من إلزام بدساتير توصف بـ «نصف ديمقراطية» وانقياد لقيادة سياسية، مع ما يستتبع ذلك من طبيعة تعامل وخطاب، والخطابان حتما سيختلفان ويتباينان. هذه الديناميكيّة التي يسير عليها «بعض» المعارضة لا يمكن أن نصنّفها بالسلبية، إذ إن هذه الازدواجية تعبّر عن حالة برغماتية تستحق الإشادة والدعم، لا التخوين وشن الحرب. الغريب أن مَنْ يتهمون أولئك بالازدواجية (من أطراف محسوبة على الحكومة) بدأوا ينتهجون أنفسهم سبيلا مزدوجا في الخطاب، إذ اختلط مفهوم الولاء وفق الميثاق والدستور بمفاهيم دينية توجب الطاعة العمياء، ناسين مبدأ النصيحة وهو المقدّم، وهو ما لا يفعلونه متى احتاج الناس لذلك منهم.

إنّ ازدواجية «بعض» المعارضة مرونة ينبغي التعامل معها بشيء من التقدير والشكر، بالإضافة إلى العقل والسياسة، فلن تنفع المشروعات والخطط لتعزيز المواطنة شكلانيا، إذ لن تظلّ الإبل في العقال وهي تضرب بالسياط يوميا، فتأمّل.

العدد 2126 - الثلثاء 01 يوليو 2008م الموافق 26 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً