أكد الرئيس المصري حسني مبارك في مقابلة نشرتها صحيفة «الأهرام» الحكومية أمس (الاثنين) أن «إسرائيل» يجب أن توقف الاستيطان قبل أن تفكر بعض الدول العربية في اتخاذ خطوات لتطبيع العلاقات معها.
وأدلى مبارك بهذا الحديث في واشنطن إذ وصل السبت في زيارة تستغرق عدة أيام سيلتقي خلالها الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم (الثلثاء) كما يعقد مباحثات مع عدة مسئولين أميركيين. وقال مبارك «أكدت للرئيس أوباما في القاهرة (خلال الزيارة التي قام بها للعاصمة المصرية في الرابع من يونيو/ حزيران الماضي) أن المبادرة العربية تطرح الاعتراف بـ(إسرائيل) والتطبيع معها بعد وليس قبل التوصل للسلام العادل والشامل». وأضاف «قلت له إن بعض الدول العربية التي كانت تتبادل مكاتب التمثيل التجاري مع إسرائيل قد تفكر في إعادة فتح هذه المكاتب إن التزمت (إسرائيل) بوقف الاستيطان واستئناف مفاوضات الحل النهائي مع السلطة الفلسطينية من حيث توقفت مع حكومة (رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود) أولمرت».
جاء ذلك في وقت قال فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن طريق المفاوضات هو الطريق الوحيد الذي يريد أن يسلكه للوصول إلى إقامة الدولة الفلسطينية. وقال عباس في اجتماع للحكومة الفلسطينية «نحن طلاب سلام. نحن نقول الطريق الأساسي والوحيد هو طريق السلام والمفاوضات. ليس لدينا أي طريق آخر ولا نريد أن نستعمل أي طريق. نريد سلاما مبنيا على العدل والشرعية الدولية من خلال طاولة المفاوضات ومن خلال القوانين الدولية ومن أسسها خطة خريطة الطريق».
ودان عباس الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على المجموعة السلفية «جند أنصارالله»، معتبرا أنه «عمل شنيع» و»غير إنساني». وقال عباس إن «الطريقة التي استخدمتها (حماس) طريقة بشعة جدا وغير إنسانية». وأضاف إن «هذا العمل الشنيع والبشع قامت به (حماس) ضد مجموعة هي من تفريخات (حماس)». وكانت الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة «حماس» في غزة هاجمت مجموعة إسلامية متطرفة تتبنى فكر «القاعدة» تطلق على نفسها اسم «جند أنصارالله» ما أدى إلى سقوط 24 قتيلا بينهم زعيمها الشيخ عبداللطيف موسى. وجاء ذلك فيما قالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية أن الرئيس الفلسطيني سيصل إلى الخرطوم غدا (الأربعاء) لإجراء محادثات مع الرئيس السوداني عمر البشير الذي صدرت ضده مذكرة توقيف دولية.
إلى ذلك، نفى المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة إيهاب الغصين وجود نفوذ أو تنظيمات تابعة لـ «القاعدة» في قطاع غزة. وقال الغصين «غزة ليست أرضا خصبة لتنظيمات كالقاعدة، والتنظيمات الفلسطينية الموجودة بالقطاع هي فصائل مقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي فقط، ولم يدخل أحد إلى قطاع غزة، وهؤلاء الأفراد الذين اعتنقوا تلك الأفكار التكفيرية تلقوها بطريقة غير مباشرة عبر الإنترنت». من جانب آخر، قالت «حماس» إن دعوة الرئيس الفلسطيني عقد دورة طارئة للمجلس الوطني الفلسطيني لانتخاب الأماكن الشاغرة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية «غير قانونية وتمثل تجاوزا للحوار الفلسطيني».
واتهم الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في بيان صحافي، عباس باستباق نتائج الحوار الفلسطيني الذي ترعاه مصر عبر الدعوة لإجراء انتخابات لمنظمة التحرير. وقال أبو زهري «إن هذه الدعوة غير شرعية وما سيبنى عليها غير شرعي وغير قانوني ومرفوض من جانب حركة حماس».
في سياق آخر، أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أمس نداء عاجلا تحت اسم «نداء رمضان» بغرض توفير مبلغ 181 مليون دولار لإغاثة سكان قطاع غزة في شهر رمضان. وقال المتحدث باسم الوكالة عدنان أبوحسنة في مؤتمر صحافي عقده في شمال قطاع غزة «إن هذا النداء يأتي بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك في حين ما تزال الأوضاع تتدهور بشكل متسارع في القطاع المحاصر».
في إطار آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي أن عسكريين إسرائيليين متمركزين على الحدود مع مصر فتحوا النار على عنصر في حرس الحدود المصري هددهم بسلاحه. وقالت متحدثة باسم الجيش إن «عسكريين رأوا شخصا مشبوها يقترب حاملا بندقية كان يلقمها فأطلقوا النار في الهواء ثم في اتجاهه». وتبين فيما بعد بحسب مصدر عسكري إسرائيلي إن هذا «الشخص» عنصر في حرس الحدود المصري. وفي القاهرة، قال مسئول في أجهزة الأمن المصرية إن مجندا في الحادية والعشرين من العمر جرح في الكتف برصاصة أطلقت «من الجانب الآخر للحدود على الأرجح». وأضاف هذا المسئول الذي طلب عدم كشف هويته أنه «نقل إلى المستشفى وإصابته بالغة».
العدد 2538 - الإثنين 17 أغسطس 2009م الموافق 25 شعبان 1430هـ