العدد 2546 - الثلثاء 25 أغسطس 2009م الموافق 04 رمضان 1430هـ

نداء إلى وزيرة التنمية... بعد بكاء مرير!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

اتصلت بي إحدى الأخوات تبكي ضيق الحال وصعوبة العيش وكثر الديون، فظننت بأنّ قصتها مشابهة لقصتنا كمواطنين في البحرين، ولكن كانت هذه القصّة أصعب قليلا، إذ إن حياة هذه الفتاة مرّة ووعرة وبها كثير من المآسي، وعلى رأسها الإعاقة السمعية.

وبعد أن سمعت قصتها طلبت منها كتابتها، ووعدتها بأني سأرفقها في عمودي، آملة أن تتم قراءتها من قبل الوزيرة للتحرّي عن موضوع المشكلة ومن ثمّ مساعدة هذه الأُخَيّة، وخاصة في رمضان.

وإليكم ما كتبته الفتاة حرفيا:

تحية طيبة وبعد...

أنا طالبة عمري الآن 23 سنة، ومعاقة سمعيا منذ أن كنت في الصف الرابع الابتدائي، ولكنني لم أعلم عن مكرمة الإعاقة من قبل الملك إلا منذ سنتين تقريبا... تخرجت من المدرسة والتحقت بجامعة البحرين حيثُ ارتبطت حينها، وحصل بيني وبين زوجي الكثير من المشاكل أهمها بسبب بُخله الشديد ومعاملته، فطلبت منهُ الطلاق، وظلّت قضيتي في المحكمة لمدة سنة ونصف تقريبا إلى ان تطلقتُ طلاقا خُلعيا، وعندي بنت واحدة عمرها سنتان.

وفي الفترة نفسها التي كانت فيها قضيتي في المحكمة، كنتُ لتوي قد علمتُ عن مكرمة الإعاقة فذهبتُ للمركز الاجتماعي التابع لي، وقلتُ للموظفة أُريد أن أُقدّم أوراقي لمكرمة المعاقين، فأعطتني الموظفة استمارة، وعندما أنهيتها قمت بتقديمها مع كامل المستندات والفحص الطبي من مركز الفاتح التابع لمجمع السلمانية الطبي، ليتضح الموضوع عند مراجعتي لهم بأن الاستمارة التي قدّمتها الموظّفة ليست طلب معاقين وإنما طلب للضمان الاجتماعي، لأتحمل أنا غلطة ليس لي دخلٌ بها، وكون قضيتي مازالت في المحكمة وقبل الطلاق فلم يشملوني بهذا الطلب.

تقدمت لهم مرة أُخرى وأخبرتهم بأنني اُريد مكرمة الإعاقة، وليست الضمان الاجتماعي وقدّمت طلبا لمكرمة الإعاقة مرة أُخرى. وعجبي من الموضوع بأن مكرمة الإعاقة لا تتعلق بكون الفرد أعزب أو متزوج أو مطلق، يعمل أو لا يعمل.

ظللتُ أتردد على المركز لأشهر ويخبروني بأن لدي قضية طلاق في المحكمة وحالما تنتهي سيتم النظر في أمري ويقولون لي بأن اللجنة لم توافق على أوراقي، وأستغرب من الموضوع فهو لا يتطلب إعاقتهُ لوجود قضية، بل إن مجرد اعاقة الشخص تجعله يحصل على المكرمة!

المهم، منذ خمسة أشهر تقريبا حصلت على الطلاق الخُلعي، ومنذ ان استلمت ورقة طلاقي واستبدلت بطاقتي السكانية بالذكية الجديدة، حتى توجهتُ للمركز المعني وقدمتُها لهم في شهر أبريل/ نيسان 2009.

الصدمة الكبرى عند مراجعتي لهم شهر يوليو/ تموز 2009 ، يُخبروني بأن لدي طلب ضمان اجتماعي فقط ولا أثر لطلب الإعاقة في الكمبيوتر لديهم، لأنهُ لا يحقُ للفرد ان يتقدم بطلبين بل طلب واحد فقط وسيرسلون لي الباحثة في منزلي، لتفقد أحوالي حتى أحصل على مكرمة الضمان الاجتماعي.

نداء اليكِ يا وزيرة التنمية الدكتورة فاطمة البلوشي المحترمة...

أنا لا أريدُ قدوم الباحثة لي، لأنني لا أريد مكرمة الضمان الاجتماعي، بل اريدُ فقط مكرمة الإعاقة لا غير.

زوجي أوقف النفقة منذ سنة ونصف تقريبا إلى الآن، وأنا على أبواب الدراسة، أعتمد على راتب والدي التقاعدي، السمّاعات التي أرتديها تحتاج لتصليح فهي منذ ست سنوات تقريبا، ومصاريف ابنتي التي لا تنتهي، حتى إنني ممن استلموا رسالة «عزيزي المواطن، بياناتك لا تزال قيد الدراسة، وسيتم إعلامك باستحقاقك بالدعم من عدمه خلال الفترة القادمة»، فإلى متى أنتظر هذه المكرمة؟!

انتهت رسالة المواطنة.

لكن لم تنتهِ مشكلتها ومشكلة آخرين يماثلونها، إذ إن الفئات الخاصة تحتاج منا الى مدّ يد العون والمساعدة، وإن أخطأنا في ورقة أو أخطأوا هم في ورقة، فإنّه حريٌ بنا تعديلها، فالإنسانية لا تعرف عمرا ولا لقبا ولا دينا، وإنما هي أكبر من ذلك كلّه، وكفانا أسوة بالرسول (ص) كمثال حي على الإنسانية.

وإننا في انتظار رد وزارة التنمية الاجتماعية، ومساعدتها لهذه الفتاة، وما اذا كانت استوفت شروط المكرمة أم لا، حتى لا تزداد المصائب في حياتها، فتنهار كالآخرين، وعندها نلوم أنفسنا لأننا لم نقم بواجبنا على أكمل وجه!

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2546 - الثلثاء 25 أغسطس 2009م الموافق 04 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 9:52 ص

      أيرضيك يا سعادة الوزيرة؟

      يجب على السيدة الفاضلة وزير التنمية التأكد بنفسها من اداء موظفيها، وخصوصاً المسئولين منهم. قبل فترة راجعت مركز جد حفص الإجتماعي ولم تحل الموظفة مشكلتي، فقابلت رئيسة المركز التي كانت باحثة إجتماعية قبل ذلك، وهي سيدة متعالية جداً وتتكلم من رأس انفها، ولا تحترم لا كبار السن ولا صغاره، حيث شعرتُ بالإهانة لمعاملتها ،وعندما سألتُ عن إسمها عرفتُ إنها تنتمي لعائلة بحرينية معروفة بالتعالي والتكبر فتركت المركز متالماً. هل يرضي الوزيرة الفاضلة ما تلاقيه الفئة المحتاجة من أخطاء وسوء معاملة من بعض موظفيها؟

    • زائر 2 | 9:18 ص

      عجبي من هذه الوزارة

      للأسف هذه الوزارة ينطبق عليها المثل الشعبي: لا يرحم ولا يخلي رحمة الله تنزل، فهمها فقط تجفيف منابع دعم المحتاجين ومنع جمع التبرعات لهم، أما الفقارة فكان الله في عونهم

    • زائر 1 | 12:43 ص

      ياوزيرة لماذا لاعلم لكى بما يفعله موظفيك للمراكز ببني البشر

      وهل انتم فعلا بشر مثلنا؟ لاأعتقد انا عاطل عن العمل منذ اكثلر من 10 سنوات تقدمت قبل سنه للضمان الاجتماعى جأوا وكشفوا ولليوم يقولون اوراقكم فى اللجنه شنهو تصنعون صاروخ وحتى الصنوق الخيرى مايعطونه شىء كونكم شلتون حصالتهم من الدكاكين وماعنهم يعطونه احنا الفقراء وعلاوة المذلة للغلاء للحين صار 9 اشهر ناطرين والملك عطاكم لفلوس وين وديتها ياوزيرة ليش ماتعطين الشعب حقوقه الكويتين يسمونه الطرارورة الخليجين زين هالون مو حرام الحين رمضان وانتي عايشة فى نعيم ماتحسين حتى بالفقير هذا اسلام مالكم الكفاراحسن

اقرأ ايضاً