العدد 2550 - السبت 29 أغسطس 2009م الموافق 08 رمضان 1430هـ

العدلية إلى متى؟

لا أحد يستطيع اليوم نكران بصمات وجهود المجالس البلدية في تطوير مدن وقرى البحرين، وحل العديد من مشاكلها في هذا الخصوص، إلا أنني أود أن ألتمس في هذا المقال من وزير شئون البلديات والزراعة جمعة الكعبي أن يتوجه بنظره الكريم ويقف عدة وقفات في منطقة حيوية بالدائرة السابعة من محافظة العاصمة وبالتحديد منطقة العدلية مجمع 327.

الوقفة الأولى، تتمثل في الطريق رقم 2728 المتفرع من الشارع الرئيس للعدلية (شارع أسامة بن زيد)، إن الداخل إلى هذا الشارع الحيوي المضيء يفاجأ لو انعطف نحو الطريق المذكور، حيث يجد نفسه في عالم آخر من الظلمة، تستقبله في بوابة هذا العالم حاويات القمامة لتزيد من المنظر بشاعة، ومن ثم الظلمة الحالكة التي تقلل من وجودها مصابيح المحلات الموجودة على طرفي الطريق، ولكن ماذا يحدث في الساعة التي تغلق فيها المحلات أبوابها؟! بكل بساطة يكون الشارع معرضا لأي نوع من أنواع الجرائم نتيجة هذه الظلمة!

ومشكلة الإضاءة لا تقتصر على هذا الطريق فقط، فمعظم طرق العدلية تشكو منها، وإذا وجدت إضاءة في أحد الطرق، فهي بحاجة إلى صيانة.

وليست الإضاءة وحدها هي مشكلة الشوارع الداخلية في العدلية، فالشوارع أجري عليها العديد من أعمال الحفر بمختلف أسبابها، وماذا كانت النتيجة؟ النتيجة شوارع غير ممهدة، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على عدم متابعة أولي الأمر لما يتم بعد أعمال المجاري والحفر، وهي مشكلة لا أعتقد أنها تخص شوارع العدلية فحسب، بل إنها تعم جميع شوارع البحرين، ولا ندري من هو المسئول.

وإذا ما سرت قليلا في هذا الطريق استوقفك على الجانب الأيمن منه بيت الأشباح (أقصد بيت العزاب)، ولنا في هذا المسكن وقفة ثانية...

فهذا المسكن يمثل مشكلة أو بالأحرى أزمة سبق وأن تحدث عنها رئيس اللجنة الفنية بمجلس بلدي العاصمة عضو لجنة سكن العزاب الوزارية عبدالمجيد السبع حيث أوضح أنها من أخطر الظواهر التي تهدد استقرار المجتمعات المحلية، وتفضل مشكورا بتوضيح وتحليل المشكلة وأسبابها، كما بين العضو التشريعات واللوائح الصادرة في البحرين، والتي منها قرار صادر عن وزارة الصحة حول الاشتراطات والمواصفات الصحية لمساكن العمالة الوافدة، ولكن يا عزيزي العضو (لا حياة لمن تنادي) فأين وزارة الصحة؟ وأين البلديات من سكن العزاب رقم 1425 الواقع على طريق 2728بمجمع 327، فأنتم وضعتم مجموعة من الاقتراحات والحلول على المدى القريب والبعيد، ولكنها لم تطبق، والله أعلم متى سيتم تطبيقها، وإلى حين يتم تطبيقها ألا يمكن اتخاذ إجراءات فورية لحين تشريع هذه الحلول؟ كمراقبة هذه المساكن وتحديد عدد العمال في كل مسكن، فمسكن العزاب الواقع في منطقتنا يضم ومن دون مبالغة ما يقارب حمولة الست شاحنات في مسكن لا يستوعب حتى ربع هذا العدد، علاوة على الحالة المزرية التي يبدو عليها المسكن من ناحية النظافة من جهة، ومن حيث بنية المسكن من جهة أخرى، أمر آخر يتعلق بشخصية هذه الفئة وبالتحديد ما ترتديه من ملابس غير محتشمة عندما تخرج، وكثرة البصق الناتج عن تناول (البان)، أما داخل المسكن فهي شبه عارية (وهذا المنظر يراه البعض بحكم ارتفاع منازلهم عن مسكن العزاب المكشوف) الأمر الذي يجعلنا نعاني من ثلاثة مشكلات في آن واحد، مشكلة سكن العزاب وسط الحي، ومشكلة النظافة، ومشكلة خطورة هذا السكن، فحتى الآن لم نلمس أي توجه لعلاج هذه المشكلة، مع العلم بأن عضو المجلس البلدي للمنطقة يشهد له بإخلاء مجموعة من مساكن العزاب بالمجمعات، 328، 330، و 334، كما أننا سبق وأن عرضنا هذه المشكلة على العضو الحالي والسابق أفلا تستحق العدلية يا سعادة الوزير هذا الإجراء أيضا؟! أم أننا ننتظر حدوث حادثة لأحد الأطفال أو النساء عندها نفكر في الحل!

الوقفة الثالثة تتعلق بحديقة المنطقة، هذا المكان الذي أصبح متنفسا لسكان هذه المنطقة وأصبح جزءا منهم يريدون أن يروه بصورة حسنة دوما. فالحديقة نظيفة ويمارس فيها الصغار والكبار أكثر من نشاط، ولا أحد يشك في وجود متابعة لها فقد تم مؤخرا توفير دورات مياه، إلا أنني أود التنبيه إلى بعض الأمور المتعلقة بها وبمتابعتها.

الأمر الأول: شكونا ولفترة طويلة من حاجة بعض المصابيح والكشافات للصيانة الأمر الذي دعانا للاتصال بقسم الشكاوى لتصليحها، لدرجة أن أحد الكشافات الموجود بالقرب من الملعب كان حجب الرؤية في الملعب ويضر بعض اللاعبين بإمداد شيء طويل لمحولة رفع الكشاف ليتسنى لهم اللعب وهذا يشكو خطورة عليهم وعلى المارة، ولم يتم تصليحه حتى الآن!

علاوة على ذلك فإننا نرى ضرورة تسقيف الملعب الحديقة لما يشك ذلك من ردع لخطورة رمي الكرة بالخطأ خارج أسوار الحديقة نحو الشارع، أو نحو البيوت المجاورة.

ويقودنا هذا إلى الحديث عن سور الحديقة، فالسور منخفض وهو يعطي منظرا جماليا للحديقة إلا أنه بدأ يصبح لعبة عن الأطفال، وبالتالي يشكل خطر سقوطهم، ولم تسجل إية حالات ضرر حتى الآن إلا أن الأمر لا يسلم، وعليه نتمنى ترفيع سور الحديقة حتى يزول هذا الخطر.

الأمر الأخير المتعلق بالحديقة هو الرصيف المحيط بالحديقة، فالرصيف موجود ولكنه محاط بالتراب، أعتقد أنه كان من المتفرض أن تكون مواقف للسيارات بدلا من أتربة تزعج الداخل والخارج إلى الحديقة. علاوة على أن إحدى زوايا هذا الرصيف مكسرة بدرجة تشكل خطورة على المارة وخاصة الأطفال.

هذه بعض المشاكل المتعلقة بمنطقة العدلية والتي نرجو من المسئولين وعلى رأسهم سعادة الوزير أن يجدوا حلا لها.

سيد عدنان العلوي

العدد 2550 - السبت 29 أغسطس 2009م الموافق 08 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً