العدد 257 - الثلثاء 20 مايو 2003م الموافق 18 ربيع الاول 1424هـ

حملة دكتوراه وماجستير عاطلون عن العمل

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

كثيرون هم... يعيشون بيننا ولكن حزنهم في قلوبهم... نسمع عنهم وقد لا نراهم لكنهم موجودون... مواطنون... نعم إنهم مواطنون وفي الدرجة الأولى ومن العيار الثقيل نجوميتهم تكمن في أجمل شيء في الحياة وهي الشهادة العلمية، ذلك السلاح الذي شهروه في وجوهنا ولكنا خجلنا من ان نقابلهم... علماء تعبوا... حزموا أمتعتهم ذات يوم ورحلوا ليتعلموا كي يخدموا بلدهم... مكث البعض منهم أعواما في الغربة متحملين ألم التغرب وفراق الوطن لكن الامل كان يبتسم في وجوههم ساعة تحصيلهم العلم... ولكن حين رجعوا صدمهم الزمن واعرضت عنهم اكثر وزاراتنا التي نخرت فيها المحسوبية والبيروقراطية والفساد المالي والاداري... اجانب يتكدسون في وزاراتنا، بعضهم انتهت عقودهم ومازالت تجدد وبعضهم وصل إلى سن الشيخوخة ومازال يعمل وأبناؤنا الجامعيون (فايف استار) باقون في بيوتهم من دون عمل بعد ان ملوا وعود وزارة العمل وكرهوا جشع التجار وحزنوا لذلك الوضع البيروقراطي في شركات ووزارات تسكنها التحالفات يرفض الكثير منها توظيف البحرينيين بحجة أنهم «يكرهون العمل» أو «لا يمتلكون شهادات» هكذا يطرحون مبرراتهم لكنهم يقولونها ولو سرا... اننا نخشى ان جاء هؤلاء بشهاداتهم وفرضوا هيبتهم واكتشفوا بعضا من الفساد سيحرجون بعض المسئولين الذين قادتهم المحسوبية إلى الوظيفة لا المؤهل أو الكفاءة... بعض المديرين ورؤساء بعض الأقسام يعقدون صفقات طويلة الامد مع موظفين أجانب يعيشون معهم حياة قائمة على المنفعة المتبادلة!!!

بل بعض المديرين أو رؤساء الأقسام مؤهلهم الوحيد هو هيبة العائلة أو العلاقات الوطيدة بين يدي اسماء لخريجين اكفاء يمتلكون شهادات عليا، فهم بين حامل لشهادة الدكتوراه والكثير منهم حملة شهادة الماجستير وإلى الآن لا يعملون، بعضهم استطعت ان اصل إليه لأتحدث معه، وبعضهم لم يسعفني الوقت لذلك سأكتب اسم من لم أصل إليه «بالحروف» أما من تكلمت معهم... فكلهم يشكون سوء الحال وغربة الوطن ويسألون لماذا لا نعمل ونحن مواطنون؟ وللأسف ادارة الهجرة مازالت تجنس وتوظف اجانب بتجنيس عشوائي وهؤلاء المواطنون متكدسون... في وزارة التربية فقط اعداد مكدسة لأجانب يعملون على الحاسب الآلي بل ويتعلمون على يد بحرينيين!! وهذه حال مرضية لدى كل وزاراتنا بلا استثناء فهي تغص بالاجانب ومنهم كبار في السن.

- عبدالجليل علي حسن. ماجستير ، التخصص: محاماة... يقول: لقد عملت سابقا في وظيفة بـ 100 دينار والآن أعمل في وظيفة براتب لا يتجاوز 200 دينار... يضيف: «اعضاء البرلمان يناقشون قضايا البرقع وغيره ونحن هنا لا عمل يكفل لنا الكرامة!!».

سمعت حديثه فوجدت الألم يتحرك بين ثنايا كلماته... فسألت نفسي: اين هي وزارة العدل؟ اين هي دائرة الشئون القانونية؟ واين هي الوزارات الاخرى؟!

- عزيزة محمد حسين تحمل مؤهل الماجستير في الآداب... تقول: امنيتي ان اعمل في وزارة التربية... هنا وضعت يدها على الجرح، فقلت في نفسي: التربية... انها مثقلة بالبيروقراطية السابقة ومازال قسم التوظيف والامتحانات للجميع بالمرصاد... انها تستطيع توظيف اخواننا العرب بأزواجهم حتى في اقسام ادارية أو في الحاسوب وغيره لكنها لا تستطيع ان توظف هؤلاء!! وهنا أزمة خطيرة لمسئول الحراس وبدأت الرائحة تفوح والملف الآن في يد بعض النواب. مشكلة التربية حتى في تعيين مديري المدارس فأناس يمتلكون مؤهلات عليا ومكثوا 25 عاما يعملون في الوزارة ولم يرقوا واناس في بداية الطريق حصلوا على كل شيء... معايير التربية معايير خاصة ليست موجودة حتى في دول الموز.

- مؤيد محمد مكي عمران يحمل مؤهل ماجستير آداب لغة انجليزية حصل على شهادته من جامعة سالفورد في بريطانيا وللأسف مازال عاطلا على رغم ان الوزارات تضيق بالاجانب من مختلف الجنسيات... مئات الشركات وأكثر من 10 وزارات ليس بإمكانها أن تستوعب هذا الرجل على رغم مؤهله الكبير... هل يستطيع أحد ان يعتب على هؤلاء اذا هم هاجروا أو كرهوا هذه الحياة... آلاف الاجانب يعملون في كل مكان وتجدد لهم العقود ومازالت هناك تنشر في الهند والاردن وسورية وغيرها طلبات وظائف وابناؤنا عاطلون... اين هم المسئولون عن هؤلاء.

- رياض عبدالصمد غانم مؤهل ماجستير ادارة أعمال (دراسات تجارية)... مازال عاطلا على رغم وفرة المشروعات التجارية فهو مواطن مازال ينتظر الفرج.

- خالد حسن مهدي يحمل مؤهل ماجستير ادارة أعمال (تسويق) مازال في ريعان شبابه بيد انه مازال بلا عمل ينتظر ان يجود عليه الوطن بعمل يحفظ له الكرامة التي كفلها الدستور.

- عبد العزيز محمد علي مؤهل ماجستير إدارة أعمال ومازال هو الآخر يبحث عن عمل. وغيرهم كثيرون... البعض منهم لم يسعفني الوقت للاتصال بهم لكني اضع اسماءهم بالحروف لكن اسماءهم عندي حتى ارقام هواتفهم.

- حسين أحمد العالي. ماجستير ادارة اعمال (تسويق) تخرج في جامعة براد فورد (بريطانيا).

- أ.أ.م ماجستير إدارة أعمال (المنامة)

- خ.م.ح ماجستير إدارة أعمال (الادارة التنفيذية).

- ج.أ.ح ماجستير إدارة اعمال (تجارة).

- ع.ع.أ ماجستير إدارة اعمال (محاسبة).

- م.ح.ح ماجستير إدارة اعمال (دراسات تجارية)

- د.ن.ع ماجستير تقنية حيوية.

- ع.ع.م ماجستير علوم.

- أ.ف.ح ماجستير هندسة.

- خ.أ.م ماجستير إدارة اعمال.

- م.ح.ع ماجستير إدارة اعمال.

هؤلاء بعضهم تكلمت معهم شخصيا وبعضهم لم أستطع التحدث معه إذ كان الهاتف مغلقا اما البقية الاربعة من قائمة العشرين فقد حصلوا على اعمال وبقي هؤلاء لكنا نعدهم بان ننشر تحقيقا صحافيا عبر «الوسط» يبثوا من خلاله معاناتهم لنوصلها إلى البرلمان والمسئولين.

ولا ننسى طبعا عبدالامير المطوع (دكتوراه في الاقتصاد) وحسين العلوي (دكتوراه في الفلسفة السياسية). هذه عينة عشوائية لبعض البحرينيين العاطلين... فهل بعد ذلك يستطيع احد ان يعاتبنا لو انتقدنا البطالة او التجنيس أو تضخم الأيدي العاملة الاجنبية. لا أخفي عليكم اني تذكرت موضوع النائب عبدالنبي عن التمييز والمحسوبية في الوزارات، بعضهم متزوج وله ابناء وبعضهم لم يتزوج بعد وينتظر رحمة الوزارات

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 257 - الثلثاء 20 مايو 2003م الموافق 18 ربيع الاول 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً