العدد 2553 - الثلثاء 01 سبتمبر 2009م الموافق 11 رمضان 1430هـ

ضيف عزيز يزورنا في كل عام مرة

حل علينا ضيف عزيز لكننا حللنا عليه ضيوفا مختلفين.

إنه شهر رمضان الكريم الذي نتأثر به ويتأثر بنا والذي يرسم له الكثير من الملامح والخطوط ونرسم نحن من خلاله الكثير من المواقف والردود، مواقف سلبية وأخرى إيجابية.

«رمضان» شهر طعمه مختلف ولونه مختلف لكن ليس به تناقضات إنما نحن نصر على خلق التناقضات التي يوصم بها هو بينما نحن الفاعلون.

«رمضان» الشهر الذي يحاول أن يحملنا إلى مكان فنحمله إلى مكان آخر مختلف!

المشاهد الآتية دليل على تناقضاتنا وتصرفاتنا نحن لا تناقضات الشهر الذي لا يعرف التناقض:

المشهد الأول: صوم ونوم لتتخلل فترات النوم الطويلة دقائق تفتح فيها نافذة واحدة لتمرير الصلاة!

المشهد الثاني: صيام وفضائيات عربية ثم خيام وشيشة وبعض الموسيقى والغناء الخفيف «يليق بالشهر» حتى أذان الفجر لكنني أشعر بالإرهاق والتعب فأفضل الذهاب الى الفراش، ومحلاك يا شهر رمضان.المشهد الثالث: تخفيضات، تنزيلات، سحوبات، تبضع واربح سيارة وجوائز أخرى قيمة، ليبدأ الزحام والتزاحم وترتفع الأصوات بالصراخ لا بالدعاء لأن ضيفنا لم يعلمنا بتاريخ مجيئه لذلك اضطررنا لاستقباله بالتهافت على محلات بيع المواد الغذائية وذلك لتكديس كل ما تيسر لأن ضيفنا يستحق!

المشهد الرابع: موظفون بعيون حمراء وعصبية خاصة في سياراتهم في الشوارع المزدحمة يتبادلون الأحاديث «الودية جدا» من خلال أبواق سياراتهم دون انقطاع، ليصلوا إلى مكاتبهم مرهقين متعبين، وهدوء، لأننا في شهر الله.

المشهد الخامس: الموظفون للمراجعين: ممنوع الإزعاج، رمضان كريم.

المشهد السادس: النساء في حالة طوارئ في المطابخ بدوام جزئي أو كلي وأنواع من المأكولات والأطباق المنوعة التي تحضر على مدار النهار، وتجارب متعددة ويا بخت (السنانير!)

المشهد السابع: حاث مروري خصوصا في فترة قريبة من الغروب يعني زيادة في ساعات الصوم وانتظار الفرج بعد تناول رجال المرور فطورهم وسوالفهم، وفي ذلك حكمة من رجال المرور وهي تعلم الصبر، أليس هذا شهر رمضان؟

المشهد الثامن صورة تلميذات وتلاميذ المدارس المساكين وحقائبهم ذات الوزن «الثقيل وغير المعروف» والرقاب متدلية والعيون محمرة، أما في الصفوف فنوم فالتثائب ونوم العبادة!

المشهد التاسع سؤال عالبال : ما علاقة الفوازير بشهر رمضان الكريم؟

المشهد الأخير وليس الأخير: عندما نستقبل العيد نشبع الضيف ليخرج سريعا من ذاكرتنا لكننا نحن اليه وننتظره ليملأ الدنيا رمضانيات!

وفي الختام وعلى رغم من كل الهدايا السلبية التي نهديها إلى ضيفنا الكريم إلا أنه يصر على أن يمر بسلام وهدوء متوعدا إيانا أن يزورنا في العام المقبل مهما كانت الظروف وكيف كان الاستقبال ومهما كان الوداع عله يرانا في حال أحسن. ورمضان كريم وكل عام والجميع بألف خير.

إبراهيم حسن

العدد 2553 - الثلثاء 01 سبتمبر 2009م الموافق 11 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً