العدد 2555 - الخميس 03 سبتمبر 2009م الموافق 13 رمضان 1430هـ

ما هي أسباب تخلف العرب وتقدم الغرب؟

ما هي أسباب تخلف العرب و تقدم الغرب؟ سؤال يطرح نفسه في الوقت الذي وصل فيه العرب إلى أدنى درجات التخلف والانحطاط في جميع المجالات: السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية وغيرها... بينما يعيش الغرب في تطور هائل وتقدم لا مثيل له على جميع المجالات والأصعدة.

إن الدول الغربية على الصعيد السياسي تنتشر فيها أنظمة الحكم الديمقراطي التي تستند إلى رأي الشعب ويسود فيها حكم القانون الذي يطبق على الجميع بلا استثناء بما فيهم أصحاب المناصب الرفيعة كما تحترم حقوق الإنسان.

ومن مظاهر الديمقراطية التي نشاهدها اليوم في الدول الغربية إجراء الانتخابات النزيهة التي يصل فيها المترشح للرئاسة والمرشحين لعضوية البرلمان إلى مناصبهم بشكل شرعي من دون الاستعانة بعمليات التزوير.

من تلك المظاهر أيضا، إجراء المحاكمات النزيهة لأصحاب المناصب الرفيعة فكم وزير أو رئيس أجبر على الاستقالة والتنحي من منصبه بسبب فضائح مالية أو سياسية أو جنسية، التي منها على سبيل المثال»فضيحة ووترغيت» وهو اسم لأكبر فضيحة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية التي أجبرت الرئيس ريتشارد نيكسون العام 1974 على الاستقالة من منصبه ومحاكمته بعد أن وجهت له الاتهامات بالتجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى ووترغيت.

إن القانون في الدول الغربية لا يحمي متقلدي المناصب الرفيعة من تقديمهم إلى القضاء ومحاكمتهم في حال خرقهم القانون ذلك أن الرئيس أو الوزير مثله مثل المواطن العادي فهو مساو ٍ له أمام القانون، إلى جانب سيادة القانون، تحترم هذه الدول حقوق الإنسان فتكفل قوانينها حرية الرأي والتعبير مما أفسح المجال للصحفيين ووسائل الإعلام توجيه النقد إلى المواقع الحساسة في الدولة فأدى ذلك بشكل كبير إلى كشف المجرمين والمتورطين في الكثير من القضايا حتى أضحت الصحافة السلطة الرابعة بجانب السلطات الثلاث الأخرى.

كما تحترم هذه الدول الحقوق الأخرى مثل الحماية من التعذيب، والمحاكمة العادلة، والتجمع السلمي أو التظاهرات، وعدم التمييز بسبب الجنس أو اللغة أو العرق أو الدين وغيرها.

وبخلاف الأوضاع هناك تجد واقع الأمة العربية مأساويا فتنتشر بعض الأنظمة الديكتاتورية الفاسدة التي لا تقارن حتى بالأنظمة المستبدة في العصور الوسطى وإن كانت تحمل مسميات وشعارات ديمقراطية إلا أن التطبيق والممارسات تختلف على أرض الواقع.

ففي هذه الأنظمة تجد الحاكم يقبع على السلطة ما يربو على عقود إما نتيجة لنظام توريث الحكم أو إجراء انتخابات مشكوك في نزاهتها مما يؤدي إلى احتكار السلطة لفئة معينة.

إن القانون في هذه الأنظمة أصبح يداس ويضرب بعرض الحائط من قبل المتنفذين وأصحاب المناصب الهامة فلا تجد مساواة للجميع ولا سيادة للقانون بل إنه أصبح يسلط على رقاب الضعفاء والمساكين بينما يهرب أصحاب النفوذ من العدالة، كما أن هذه الدول لا تولي أي اهتمام لحقوق الإنسان فتضع قيودا على حرية الرأي والتعبير وتعمل السلطات على تشديد قوانين الصحافة وتضييق الخناق على الصحفيين ووسائل الإعلام فتمنعهم من إبداء رأيهم و توجيه النقد إلى الغير مما ساهم بشكل كبير في التغطية على الفساد والمتلاعبين بالمال العام والمجرمين وأصحاب الفضائح.

وأدى ذلك أيضا إلى ارتفاع عدد سجناء الرأي، فتراجع مؤشر الديمقراطية لهذه الأنظمة الفاسدة وهو في تراجع يوما بعد يوم نتيجة للممارسات القمعية من تعذيب للسجناء وإجراء المحاكمات غير العادلة للمتهمين واعتقال المتظاهرين والتمييز بين المواطنين.

أما لو تطرقنا إلى المجال الاقتصادي والتكنولوجي عند المجتمعات الغربية فنجدهم يعيشون طفرة تكنولوجية غير مسبوقة ورخاء وتقدما اقتصاديا لا يضاهى.

فلو قارنّا الناتج المحلي الإجمالي للدول العربية مجتمعة بالناتج الإجمالي الأميركي لوجدنا أنها لا تشكل سوى 7 في المئة من الناتج الأميركي مع العلم بأن عدد سكان الدول العربية يفوق عدد سكان الولايات المتحدة.

إن الدول الغربية رواد القوى الصناعية في العالم فتتمتع قطاعاتها الصناعية بالتنوع الشديد والتقدم التكنولوجي الكبير، فتمتلك الشركات الغربية زمام التطورات التكنولوجية في كافة القطاعات الاقتصادية لاسيما في مجالات أجهزة الحاسب الآلي والسيارات والطائرات والمعدات الطبية والعسكرية والأجهزة الكهربائية والتقنية النووية.

كما أن طوفان التقدم التكنولوجي بلغ إلى حد غزو الفضاء الخارجي والهيمنة عليه!

أما لو ألقيت نظرة على الواقع المعيشي للمجتمعات الغربية تجد أن متوسط دخلهم هو الأعلى عن نظرائهم ونسب البطالة والتضخم هي الأدنى في العالم وفي المقابل نجد الوضع العربي متأزم، إذ يشكل النفط ومشتقاته مصدر الدخل الوحيد للدول العربية التي يتركز اعتمادها على هذه الصناعة فقط فيتأثر اقتصادها إلى حد كبير عند تراجع الطلب العالمي على النفط.

لم يفلح العرب في صناعة شيء وبقوا على قاعدة الاستهلاك لا الإنتاج فظلوا يعتمدون على غيرهم باستيراد السيارات والطائرات والأجهزة الكهربائية وغيرها من المعدات المختلفة وتتجه بعض الدول العربية حاليا إلى استيراد الطاقة النووية من الدول الغربية!

لم يتوصل العرب إلى اختراع شيء ولم يبرعوا حتى في صناعة معظم السلع الاستهلاكية التي بقيت مستوردة من الخارج... البطالة والتضخم وصلا إلى أرقام مخيفة ومع حدوث الأزمة المالية ارتفعت هذه الأرقام أكثر من ذي قبل.

كم هو مؤسف حقا ما وصل إليه العرب من تخلف وتراجع وبقوا آخر الناس في سلم الرقي والتطور بعد أن ضاعت أمجادهم وإنجازاتهم للدرجة أنهم أصبحوا الآن ألعاب ودمى يحركها الغربيون متى وكيفما أرادوا حتى باتت كلمة «عربي» رمزا للذل والهوان والخضوع... فما هي أسباب تخلف العرب وتقدم الغرب غير ما ذكرته؟ إنني أتمنى حقا بأن أحصل على إجابة شافية تخلصني من هذا التساؤل الذي يدور بخلدي يوميا.

محمود عباس

العدد 2555 - الخميس 03 سبتمبر 2009م الموافق 13 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 5:46 م

      غياب الوعي عن العرب

    • زائر 22 | 1:08 ص

      بسم الله الرحمن الرحيم

    • زائر 18 | 2:18 م

      يجب علينا فهم كتاب الله القران وتطبيقه يجب علينا ان نمشي خطوة خطوة مع الاسلام في كل المجالات وباذن الله لن يخيبنا الله
      سنجد انفسنا قد تحسننا وحدنا يجب علينا ان نتوحد مع بعضنا البعض وهاذا ما لا يريد منا العرب تطبيقه فقد نهددهم في جميع المجالات

    • زائر 17 | 3:22 ص

      الرجاء اضافة كتابات هذا الكتاب فقد أعجبتني

    • زائر 15 | 1:35 م

      ًالقراءة و التعليم يلعبان دورا اساسيا في التقدم و هذا ما ينقصناً

    • زائر 14 | 6:49 ص

      ههه يقول المثل ما احزن رجل غني رجع فقيرا هههاتركونا في تخلفنا لان الغرب مهما تقدم سيعود الى ما نحن عليه بفناء التكنلوجيا وعندها نكون نحن العرب متعودين على التخلف وهم لا وهاذا سبب من اسباب هلاكهم ونصرة الاسلام

    • زائر 12 | 4:12 ص

      باختصار ما وصلنا اليه هو بسبب بعدنا عن دين الله و ليس هذا فحسب
      بل اصبحنا نعاون اليهود و نشاركهم قتل اخواننا في فلسطين و ننعي جرهاهم و الذين قتلوا منهم و لا
      نعير اهتماما لقتلى المسلمين و ما يحدث في سوريا و غيره

    • زائر 8 | 1:50 م

      نقص اليد العاملة

    • زائر 6 | 11:47 ص

      ليبيا ابريك

      حتى ايام الرسول عليه السلام كان اليهود هم الذين يصنعون الاسلاحة ويبعونه للمسلمين في محاربة كفر قريش فهذا ليس جديد على العرب

    • زائر 4 | 8:10 م

      حدث هذا في الإسلام

      نعم في دولة الرسول (ص) والإمام علي (ع) وحكومة علي بن أبي طالب سلام الله عليه أفضل الحكومات على وجه الأرض فمن تخاصم من الحكام أمام القاضي وهو حاكم البلاد لماذ لأنه نفس رسول الله ولم يسجد للأصنام وبإعتراف الخلفاء الراشدين السابقين له ( لو لا علي لهلك عمر ) ( أتقوموني وفيكم خيرٌ مني ) (لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها إلا أبا الحسن ) بدراسة تاريخنا وسيرة الرسول(ص) والخلفاء الراشدين ستكون لنا حكومات أفضل من الحكومات الغربية وسنقضي على الجرثومة إسرائيل التي تقول نحن نغلب العرب لعدم تصحيح تاريخهم .

    • مجرد سراب | 12:31 م

      السبب ام الاسباب 2

      نوعا ما من غفلتنا وبدانا فى مراحل اعتقد انها متقدمه كثيرا عن السنوات القادمه
      فنحن كان يمتلكنا وما زال يمتلك الكثير من البشر للاسف عقدة الخواجه التى اصابتنا بمرض
      مزمن اسمه امريكا والدول الاوروبيه سواء من منتجاتهم او عادتهم او اسلوب معيشتهم التى اثر علينا
      فمعذرة اخى الغالى نحن لسنا بمتخلفين فالتخلف هو تخلف الفكر والعقل لدى بعض البشر ليس اكثر وليس كلهم

    • مجرد سراب | 12:30 م

      السبب ام الاسباب

      فنحن لسنا متخلفين بل ممكن ان نكون متاخرين نوعا ما ولكن
      كل يوم نخطوا خطوة الى الامام سواء بما لدينا من خبرات وافكار
      او سواء ان نتعلم من الاخرين ونحاول ان نتقدم ونتقدم عن الدول الاخرى
      فنحن ايضا لدينا ما ليس لديهم ويحسدونا عليه وتخرجت عباقره ومفكرين عرب
      كثيرين هم اول من استفادوا من خبراتهم وعلومهم وفلسفتهم
      ولدينا من الخير الكثير ممكن ان نكون تكاسلنا او تغافلنا او اصابنا سوء الاستغلال
      لما لدينا من خيرات ومقومات وغيرها ولكنه ليس عيبا 00 لان كل شخص يرى اننا صحونا

    • زائر 3 | 6:20 ص

      السبب الحقيقي لتخلف العرب

      العرب كانوا متخلفين في الجاهلية يشربون مما تشرب الإبل والدواب فلما جاءهم الرسول الأكرم (ص) هداهم ورفع من شأنهم فلما توفي الرسول وابتعدوا عن نهج الرسول الذي رسمه لهم عادوا للتخلف والجهل.. اما من يدعون وجود تطور علمي ايام العباسيين فذلك راجع للعملماء انفسهم اما خلفاء بني العباس فقد كانوا مشغولين بالغواني والجواري والقصور والخمور والشعراء اكثر من اهتمامهم بالعلماء وكانوا يدفعون لراقصتهم 10 اضعاف ما يدفعون للعالم!!!

    • زائر 2 | 5:49 ص

      العرب ما يتطورون ولا راح يتطورون

      تدرون ليش لأن احنه قاعدين نتهاوش على ناس وأئمة ماتوا من زمان واحنه إلى هذا اليوم كل طرف يقول الشخص الفلاني على حق او الامام الفلاني على حق ( صل وصوم مثل ما امرك ربك ) واعبد ربك حتى يأتيك اليقين واترك الباقي لله سبحانه وتعالى وعلى فكرة الغرب قاعدين يضحكون علينه لأن احنه قاعدين نتهاوش على ائمة انتقلوا الى جوار ربهم من زمان طالما احنى العرب والمسلمين تفكيرنه بهاي الشكل عمرنه ما راح نتطور والغرب ومخابراتهم هم يحطون هاي السوالف في راسنه عشان نخليهم يسوون فينه إلي يبون واحنه هواش مع بعض

    • زائر 1 | 4:07 ص

      هههههه

      انه اقول لكم ليش لان العرب مايهتمون بالعلم! تلاقي نصهم مو مكملين الدراسة و نصهم بهواش يروحون المدرسة الصبح ثانيا عند العرب حب المفاشر على الألقاب الي عندهم وعلى المنطقة الي ساكنين فيها ومحد زرع فيهم حب العلم وعلى الرغم من تعليمهم اساسيات العلوم إلا انهم يفتقرون لمختبرات متطورة تتيح لهم تطوير مهاراتهم وخصوصا في المرحلة الثانوية! اما الغرب فرغم غلاء المواد إلا انه يتم توفيرها للطلبة فيزرع فيهم حب العلم و اتطوير وتلاقيهم صغار لكن مخترعين وعندهم ابداع اما ابنائنا فيشترون اختراعاتهم

    • زائر 13 زائر 1 | 7:17 م

      واضحة، اولا تعليم فاشل و مناهج تعليمية متخلفة والتي تعتبر تلقيم معلومات و ليس علما، ثانيا مؤامرات غربية لقتل المجتمعات العربية و نشر الجهل فيها، ثالثا الاعتقاد الخاطئ اننا بالتعبد والدعاء يكتمل وينتهي دورنا، رابعا الكراهية المنتشرة بين العرب والتي خلقها متآمرون على العرب مما ادى الى الفرقة الكاملة....و....و....الخ

    • زائر 24 زائر 13 | 6:18 ص

      العقلية الشرقية وكل شرقي يصل الي اكتشاف يتم قتله وهاذ تاكيد علي ان اغرب يصيترون علي العالم ويجب علي العرب ان يمسيك يدهوم بعضهوم البعض وان يتكفلو وان يتور في انشطتيهم وللعرب ثروات قد تجعلهم متقدمون في اقل وقت واضمن لكم ذلك لو يرفع العرب من ثمن البترول لبكي الغرب ولم يجد بما يشغل الاته الحربية

اقرأ ايضاً