وصل في ساعة مبكرة من فجر اليوم إلى البحرين وفد المنتخب السعودي الأول لكرة القدم عبر جسر الملك فهد وذلك لملاقاة منتخبنا الوطني في لقاء ذهاب الملحق الآسيوي المؤهل لمونديال 2010 يوم غد (السبت).
وجاء وصول المنتخب السعودي عبر جسر الملك فهد بالحافلة بعد ختام معسكره الذي أقامه في معسكر الدمام وتمت إجراءات الوصول بيسر وسهولة عند الجسر ليتوجه مباشرة إلى مقر إقامته بفندق الدبلومات بالمنامة، على أن يخوض الأخضر تدريبه الأخير في الساعة 10.00 من مساء اليوم على استاد البحرين الوطني لمدة ساعة واحدة.
ويرأس البعثة عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم طارق كيال، وتضم مدير المنتخب فهد المصيبيح والمدرب خوسيه بيسيرو بالإضافة إلى الأجهزة الإدارية والفنية والطبية و25 لاعبا هم: وليد عبدالله، مبروك زايد، منصور النجعي، أسامة هوساوي، ماجد المرشدي، نايف القاضي، حمد المنتشري، عبدالله شهيل، عبدالله الزوري، حسن معاذ، تيسير الجاسم، محمد مسعد، مناف أبو شقير، سعود كريري، أحمد عطيف، عبداللطيف الغنام، حسين عبدالغني، محمد الشلهوب، محمد نور، ياسر القحطاني، مالك معاذ، ناصر الشمراني، عبدالعزيز السعران، ريان بلال، عبدالرحمن القحطاني والذي سيتحدد اختياره بناء على الكشف الذي أجرى له الليلة الماضية على موضع الإصابة التي يعاني منها في مشط القدم لتحديد إمكانية عودته للتدريبات ومدى استفادة المنتخب من خدماته في مباراة السبت من عدمها.
وكان المنتخب السعودي خاض مساء أمس تدريبه الأخير بمعسكره في المنطقة الشرقية، إذ أجرى تدريبه الأخير باستاد الأمير محمد بن فهد بالدمام. وكان تدريبا مغلقا عدا الربع الساعة الأولى فقط التي سمح خلالها لممثلي وسائل الإعلام بالوجود بعد أن فرض المدرب بيسيرو السرية على التدريب الذي كان الأساسي للفريق السعودي وركز خلاله على التطبيقات الخططية والتشكيلة الأساسية.
وصرح رئيس بعثة المنتخب السعودي إلى البحرين طارق كيال أن مهمة المنتخب السعودي لن تكون سهلة بتاتا عندما يقابل منتخب البحرين غدا بقوله: «ولكن في الوقت نفسه نحن واثقون من نجومنا من اجل تقديم مباراة جميلة تليق بسمعة الكرة السعودية وذلك من اجل المنافسة من جديد على بلوغ المونديال. وبرأيي أن نجوم الأخضر يمتلكون مقومات فنية ومهارية عالية سيستخدمونها في مباراتهم المقبلة والتي ستكون فاتحة خير على منتخبنا الوطني في مباريات الملحق».
وعن المباراة الودية التي خاضها الأخضر أمام المنتخب الماليزي قال كيال: «التجربة برأيي كانت مفيدة جدا لمنتخبنا، إذ تعرف المدرب على قدرات اللاعبين بشكل واضح ودون بعض الأخطاء من أجل تجنبها في المباريات المقبلة، بالإضافة إلى وجود تجانس واضح بين عدد من اللاعبين وهذا هو الأهم قبل مواجهة المنتخب البحريني».
وعن إصابة النجم نايف هزازي، قال كيال: «نايف لاعب مميز وهو من أبرز نجوم المنتخب وإصابته تعتبر خسارة للمنتخب السعودي وللكرة السعودية عموما، ونتمنى له الشفاء العاجل من أجل العودة من جديد إلى الملاعب».
تحظى مباراة المنتخبين البحريني والسعودي الأول لكرة القدم باهتمام كبير من وسائل الاعلام الرياضية الخليجية التي استعدت جيدا لتغطية هذه المواجهة الخليجية العالمية.
وشهد استاد البحرين الوطني منذ أمس الأول حركة نشطة من قبل القنوات الرياضية الفضائية التي حجزت مجموعة من الكبائن الخاصة لتكون استوديوهات خاصة لها خلال تغطية المباراة وهي قناة البحرين الرياضية وقناة ابوظبي الرياضية وقناة الجزيرة الرياضية وقناة أي آر تي وقناة السعودية الرياضية، وعكفت هذه القنوات على اتخاذ التجهيزات التقنية للاستوديوهات من الاستاد اعتبارا من الليلة وكذلك يوم المباراة غدا.
واختارت هذه القنوات مجموعة من المحللين الرياضيين من إداريين ومدربين ولاعبين سابقين وإعلاميين قدموا إلى البحرين اليوم وغدا، فيما ستقوم بعض القنوات الرياضية الخليجية بتغطية المباراة من استوديوهاتها مثل دبي الرياضية والدوري والكأس، إلى جانب وجود شبكة من المراسلين للكثير من القنوات الرياضية داخل الملعب لرصد اللقاءات المباشرة قبل وبعد المباراة وبين الشوطين.
وتشير الأنباء إلى أن بعض القنوات الرياضية حضرت إلى البحرين بعربة النقل التلفزيوني الخاصة والمجهزة بكاميرات ليتسنى لها نقل المباراة مثل قناة السعودية الرياضية وقناة اي آر تي لكن ذلك سيعتمد على الاتفاق مع الشركة المالكة لحقوق النقل وهي «وورد سبورت» والتي يوجد ممثلوها في البحرين منذ 3 أيام.
من جهة ثانية، بدأت قناة البحرين الرياضية الليلة قبل الماضية ببث برنامج مباشر خاص باللقاء بعنوان «منتخبنا في عيونهم» والذي يبث من الاستوديو الخاص بالاستاد الوطني ويستضيف خلاله الزملاء الصحافيين والمدربين والإداريين وهو من إعداد وتقديم الزميل فواز العبدالله وإخراج فواز شمسان.
قال مدرب أولمبي نادي الاتحاد السعودي علا رواحى إن مباراة البحرين مع السعودية مهمة للفريقين بل صعبة لهما وإن كان الفريق السعودي وصل للنهائيات أربع مرات وهذه الخامسة ولن تكون عليه سهلة.
وأضاف «المباراة تجمع فريقين كبيرين وكل منهما لديه الأمل والفرصة في التأهل وهذا حق مشروع لهما ولكن أرى أن الفريق السعودي لديه العزيمة والإصرار في ان يقدم مباراة جيدة لكونها مهمة جدا خارج أرضه.
وتابع «أرى أن خطورة البحرين تكمن في وسطه الذي يعد أفضل الخطوط فيه ولديه مفاتيح اللعب في المحورين عند محمود جلال وسالمين اللذين لديهما القدرة على صناعة الكرات الهجومية. ومع أن البحرين لديه خط هجوم جيد وفاعل لكنه لم يكن مثل الوسط في خطورته الذي يعمد ماتشالا في أن يسيطر على منطقة الميدان لأن أي فريق يمتلك هذه المنطقة يستطيع أن يمتلك الملعب والمباراة بأكملها.
أما الدفاع البحريني أيضا جيد ولكن فيه بعض الفراغات التي من الممكن الاستفادة منها. وأرى السعودية لو أرادت أن تكسب المباراة لابد لها أن لا تعطي الفرصة للبحرين في السيطرة على منطقة الوسط.
وقال أيضا: «أما الفريق السعودي فأرى أن خطوطه شبه متوازنة بدءا من الدفاع الذي لا يعاني المشكلات وأما الوسط فقد يكون غياب عبدعطيف سلبي عليه كصانع ألعاب ولكن عودة محمد نور قد تسد هذه الثغرة وسيقوم بنفس الدور وأما الهجوم فسيتأثر بغياب هزازي ولكن عودة مالك معاذ إلى مستواه في المباراة الأخيرة وأما ياسر القحطاني مع فريقه شاهدناه قد عاد إلى التهديف وهذا أمر إيجابي ولذلك المدرب لديه حلول كثيرة ولكن الأهم بأن يحافظ على توازنه في الوسط للسيطرة عليه.
وأضاف «المباراة ستكون تكتيكية للمدربين 10 في المئة وإن مدرب البحرين ماتشالا لن يلجأ للحذر لكون المباراة على أرضه وهي مهمة لكسب النقاط ولكن أيضا لن يلعب مفتوحا في خطوطه وسوف يهاجم من البداية وسيعمل على القضاء على مناطق الخطورة في الفريق وماتشالا يعرف الأخضر جيدا. أما مدرب السعودية فاعتقد أنه سيلعب بحذر كبير ويسعى إلى التعادل وأن لا يخسر المباراة وسيغلق مناطق الخطورة لدى الفريق البحريني ولن يعطي الفرصة لهم في الانتقال الهجومي وعليه أن لا يجاري الفريق البحريني في أسلوبه لأنه يلعب خارج أرضه وعليه اللعب بأسلوب شخصي فلذلك أتصور أن المباراة تكتيكية وتحتاج إلى عمل كبير حتى تخرج بالنتيجة الإيجابية.
وتابع «من وجهة نظري ولدي الإحساس أن المباراة ستنتهي بالتعادل لأنه سيكون فيها الحذر والبحرين فريق قوي وإذا السعودية استطاع أن يهيمن على الأمور فبإمكانه التعادل أو حتى الفوز.
يوم السبت المقبل في المعمعة المنتظرة التي تجمع منتخبنا الوطني والمنتخب السعودي في رحلة الذهاب للملحق الآسيوي تنتظر الجماهير في الطرفين بأن تكون الكلمة الحاسمة لفريقهم وبالتالي ستكون المهمة صعبة للفريقين.
هناك نقاط متفقة للفريقين وأخرى تختلف فيهما وهناك لكل فريق مميزات تختلف عن الآخر.
من دون شك أن التاريخ العالمي الذي بحوزة الفريق السعودي ترجح كفته على منتخبنا لأن منتخبنا لا يمتلك سوى فرصة تاريخية فاتت عليه دون أن يفعلها لكي يتأهل إلى النهائيات وبالتالي سيكون هذا اللقاء بمثابة الحرب المعلنة بين الطرفين إذ يسعى منتخبنا أن يحقق الحلم الذي طال انتظاره أما الأخضر يسعى إلى تكرار تواجده في المحفل العالمي من جديد ولكن لن يتم ذلك إلا بالحسم في المباراتين الذهاب والأياب.
يمتاز منتخبنا الوطني دون شقيقه السعودي بسلاح الروح القتالية والحماس والمعنويات في الكثير من المباريات وهذا ما لمسناه في الكثير من المباريات وحقق فيها الفوز ونذكر ذلك في لقاء اليابان في البحرين بهدف علاء حبيل. الفريق السعودي يمتاز بأنه يلعب من دون يأس حتى لو لم يقدم العرض المطلوب فتراه يعود إلى المباراة في أي لحظة من لحظات المباراة ويخرج فائزا وإن لم يلعب بالروح القتالية كما هي ميزة منتخبنا الوطني.
نعتقد أن التحدي سمة من سمات المنتخب السعودي الذي طالما تغنى به خلال المباريات الحاسمة والتي أعادت له الكثير من الهيبة والكبرياء وبالتالي يكون منتخبنا الوطني أمام تحدٍ كبير في اجتياز هذه المحطة بتحدٍ أكبر عندما يحقق الفوز على شقيقه الأخضر ويحسم الموقعة لصالحه... فالتاريخ يؤكد بأن السعودية الأكثر حسما في مثل هذه المواقع وإن كانت طموحاتنا كبيرة لمنع التحدي السعودي من اجتياز المهمة بسلام ورفع شعار أكون أولا أكون في محطة استاد البحرين الوطني ولكن هذا التحدي يجب أن يكون ملتزما بالروح الرياضية والأخلاق العالية بعيدا عن العصبية والتوتر الخارج عن النص.
هذه النقطة تسجل لمن تكون لديه القوة الفولاذية الخارقة البعيدة عن الضغوط النفسية والارتباك والخوف والتصدي للمباراة بقوة إرادة تجعل الفريق يلعب بأسلوب الفوز والثقة بالنفس من دون معاناة. نعتقد أن الفريق السعودي قد يمتاز بهذه الميزة الأكثر عن منتخبنا ولكن هذا لا يمنع من أن يكون الأحمر لديه القوة والإرادة والعزيمة في اجتياز الأخضر وهي الطريق السريع لتحقيق الحلم الذي طالما انتظرناه.
هذه النقطة مهمة جدا لأي مرحلة وبالتالي التخطيط خارج الملعب بالشأن الإداري مكملا للدور الفني داخل الملعب... ومتى ما كان الجهاز الإداري والفني منظمين كلما كان الاداء داخل الملعب للاعبين أفضل وينعكس بالإيجاب على نتيجة المباراة، فهل كان منتخبنا الوطني منظما بتخطيط واضح في طريقة لعبه وأسلوبه في مبارياته الودية أم أنه سيكون ضائعا في مباراة السعودية المقبلة.
لا يختلف اثنان من أن اللقاء الذي يجمع منتخبنا الوطني مع السعودية في المقام الأول أخوي بدرجة امتياز إذ يجمع أشقاء ولذلك نأمل بأن يبتعد الفريقان عن التوتر العصبي والأعمى وأن يلتزم الجمهور من الطرفين التشجيع المثالي. وطبعا لابد من فائز وخاسر في المباراة وبالتالي علينا تقبل النتيجة بأي ما تكون ولمن تكون حتى نعكس العلاقات الرياضية في أسمى صورها بين الطرفين وهذا ما نثق فيه من نجوم الفريق ولابد من التحلي بالأخوة والتوفيق للفريقين في هذا اللقاء المهم.
العدد 2555 - الخميس 03 سبتمبر 2009م الموافق 13 رمضان 1430هـ
بالتوفيق
الله يوفق الاحمر البحريني في موقعه غدا و دعواتكم في هذا الشهر الفضيل لتخطي هذه العقبة الصعبة