أقام أهالي منطقة القدم تأبيناً مهيباً باليوم الثالث على رحيل السيد معتوق الماجد ، وشارك فيه عدد من الرموز الدينية والرسمية الذين استذكروا مناقب الفقيد وأثره في نفوس أهالي البحرين عامة وأهالي قرية القدم خاصة ، وذلك لما يتمتع به من حسن السيرة وجميل العطاء .

وقد بدأ التأبين بآيات من الذكر الحكيم ، ثم ألقى رفيق درب الفقيد وصديق عمره سماحة السيد عبدالله الغريفي كلمة وسط صراخ وعويل المشاركين بالتأبين ورثى بها الفقيد ومناقبه حيث قال : << أهل قريتك لم يسمعوا منك كلمة وداع ؛ لم يسمع منك عشاقك كلمة وداع ، وأنا أنا أيها الحبيب ألست شريكك وأخاك في الغربة والمعاناة في العمل كل مشوار الصعب فلماذا لم اسمع منك كلمة وداع ؟؟

كنت معك قبل ليلة من رحيلك ما كنت أعلم أنه اللقاء الأخير ، جلستُ سريعاً ما كنت أعلم أنه اللقاء الأخير ، كم تمنيت ادركت ذلك أن هذا هو لقاء الوداع لأطيل الجلوس معك لاملأ عيني بالنظر بوجهك الرباني لاملىء سمعي النابضة بالحب والحنان ؛كم تمنيت أن ادرك انه اللقاء الأخير لأغرق محياك بدموع الوداع ، لاعانقك معانقة الوداع ، ولأقبلك جبهتك قبلة الوداع
أه أه ... ما أقسى الفراق وكيف اذا كان الفراق بلا وداع ولا عناق ؛عفواً أيها الحبيب الراحل يا أبا محمد لن اقسوا عليك في بالعتاب سأبحث لك عن عذر ، ولعل المرض الناهش في رئيتيك ولعل الالم الصارخ في داخلك ولعل المعاناة القاسية التي عشتها في ساعاتك الأخيرة كل ذلك أشغلك عن كلمة الوداع .

لا أظن ذلك ابدا فأنت الباسم المشدود إلى احبائك في أحرج الظروف فحاشى أن تمنعك الالام والاوجاع من قول كلمة الوداع ، أنا أجد لك عذر أخر لعل استعجلت لقاء ربك ولعل هذا الاستعجال شغلك عن أن تقول لنا كلمة وداع .

كيف وهذا اللقاء مع رب كر يم في شهر كريم في يوم كريم ؛ احبائك يبكون فراقك ، يبكون محرابك ، يبكون كلماتك ،يبكون بسماتك ، يبكون اخلاقك ، يبكون حبك الكبير ، عطائك سيرتك جهادك يبكون كل شيء فيك .

عاشوا هذه الايام فجيعتك بقلوب مكسورة وبعيون باكية دامعة ونفوس مثكولة إلا أنهم لا يملكون الا ان يسلموا الا مر لقضاء الله وارادته فالجميع في هذا الطريق سائرون والى ربهم عائدون ولعل المسافة بين احدنا وبين الموت أقصر من هذه الاشبار التي بيننا وبين فقدك .

أيها الحبيب يا أبا محمد نم قرير العين فأنت بأذن الله في مقعد صدق عن عند مليك مقتدر فكل أحبائك يدعون لك بالرحمة والمغفرة ومجاورة الابرار والصالحين .

اعذرني أيها الحبيب الوفي فليست هذه الكلمات تعريف بشخصيتك وما تتميز به من خصوصيات فذلك له مقام أخر وحديث أخر ؛ ما هي إلا كلمة وفاء صاغتها قلب مفجوع مصبوغة بحسرات وزفرات وعبرات.

أخي وصديقي وحبيبي أبا محمد لن أنساك بدعائي بصلاتي بخلواتي وكيف أنت ملى القلب والروح ، وكيف أنساك وقد تعاهدنا أن نكون أخوة أوفياء ، فسوف بأذن الله تعالي وفيا لك في حياتي ومماتي ، سائلاً الله أن يجمعنا معاً إن شاء الله >> .

أما وزير العمل مجيد العلوي فقال << إن حياة الفقيد – يرحمه الله – كانت مليئة بالعطاء والمثابرة والجد والاجتهاد ، مضيفاً أن الفقيد كان رائداً في ميدان العمل الثقافي ولم يقف عطاءه عند أي مكان إلا وكان له ذلك الأثر الكبير في نفوس الجميع ، مؤكداً بالوقت ذاته أن الوقت لا يتسع لذكر مناقب الفقيد جميعها سائلاً الله أن يلهم ذويه الصبر والسلوان .

وفي كلمة ألقاها نائب رئيس الصندوق الخيري لمنطقة القدم عن أهالي القدم السيد فيصل العلوي قائلاً << ان أهالي القدم يعاهدون الفقيد على المضي في الدرب الذي رسمه لنا والعمل من أجل تحقيق الأهداف التي ضحى من أجلها ، مضيفاً أن مكان الفقيد سيلمؤه بعده جميع اهالي القدم الذين تعاهدوا على تحقيق حلم الفقيد بأن تكون منطقة القدم انموذج يقتدى به بين القرى >> ؛ كما كانت للمؤرخ سالم النويدري قصيدة بنهاية الحفل التأبيني رثى بها السيد (ره ) .

يشار إلى أن المعتوق توفي مساء الجمعة في مجمع السلمانية الطبي ، حيث كان يعالج من مرض سرطان الرئة ، إثر تدهور صحته بصورة كبيرة في الأيام القليلة الماضية ، إلى حد منع فيه الأطباء زيارته ، كما يشار إلى أن المعتوق كان قد نقل في فترة من الفترات إلى الأردت لتلقي العلاج وعولج أكثر من مرة
 

صور التأبين (تصوير: محمد الجدحفصي)