العدد 2559 - الإثنين 07 سبتمبر 2009م الموافق 17 رمضان 1430هـ

طيبة أهل البحرين

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

مساء أمس الأول احتشد عدد غير قليل من أهالي البلاد القديم في خيمة تقع في وسط الطرق الضيقة، من أجل تدشين كتاب وفيلم «طبعة البلاد القديم العام 1949» من تأليف وكيل وزارة الصحة السابق عبدالعزيز حمزة. وكان من بين الضيوف عدد من الرسميين، جاء في مقدمتهم مستشار رئيس الوزراء محمد المطوع ورئيس الأمن العام اللواء عبداللطيف الزياني. الأجواء داخل الخيمة عبّرت عن واقع البحرين وعكست الطيبة التي تعتبر الذخر الأكبر لهذا البلد المعطاء.

أثناء التقديم للحفل انقطع التيار الكهربائي للخيمة، والذي كان يعتمد على مولد خاص، وخيم الظلام الدامس لنحو نصف ساعة، بينما كان مشغلو المولد يتدبرون الأمر... لكن الملاحظ أن الحضور لم يرتبك منهم أحد، وتواصل البرنامج بينما درجة الحرارة كانت ترتفع داخل الخيمة بسبب انقطاع أجهزة التبريد. بعد ذلك عادت الكهرباء، وعاد الهواء المكيف، وتواصل البرنامج كما لو أن التيار الكهربائي لم ينقطع. انتهى عرض الفيلم وقدمت الهدايا التذكارية، وبعد ذلك توجّه رئيس الأمن العام عبد اللطيف الزياني ماشيا مع عدد من الأهالي نحو أحد المنازل.

الوصف أعلاه يبدو طبيعيا، ولكن علينا أن نتذكر أن هذه المنطقة هي من المناطق التي توصف بـ «التوتر» بسبب تكرر الأحداث فيها والمناوشات الأمنية بين الفترة والأخرى، وهي في الوقت ذاته تحتضن رئيس الأمن العام الذي جلس بين الناس وخرج معهم ماشيا من دون أن تكون هناك أي توترات (حتى أثناء الظلام الدامس)... وفي الأثناء كنت أقول لأحد الزملاء إن أية جهة تستعدي هذا الشعب تعتبر من أغبى المخلوقات على وجه الأرض، فهذا الشعب الطيب لا ينوي الأذى لأحد، وكل ما يودّ الحصول عليه هو أن يعيش في بلده معزّزا ومكرما.

أما الكتاب الذي تم استعراضه في فيلم فإنه حديث آخر، إذ نقل الناس إلى حادثة الغرق التي راح ضحيتها 41 شخصا من أهالي البلاد القديم قبل ستين عاما، وتلك الحادثة أوضحت أيضا معاني الشهامة والشجاعة والمروءة والتكاتف والتعاضد بين أفراد المجتمع.

الحوادث المأساوية تمرّ على المجتمعات، ولكنها وهي تلف الجو بالحزن تعيد تعريف الناس بأنفسهم، فترى العطاء من دون حدود، وتشهد الكرم والسخاء بين الناس، وتلتفت إلى عظمة الخصال الإنسانية التي يحتويها المجتمع، وتتعرف على جذور عظيمة تقف خلف وحدة أهل البحرين. وهذا لم يحدث فقط في طبعة البلاد القديم العام 1949 وإنما أيضا عندما سقطت طائرة طيران الخليج في العام 2000، وأيضا في الحوادث المؤلمة التي تتسبب في موت أعداد غير قليلة من الناس.

على أننا لا نحتاج إلى أن تحلّ علينا مصائب لنكتشف طيبة شعبنا العظيمة، فكل ما نحتاج إليه الآن هو أن يتوقف المسئولون عن الإصغاء إلى «مسشتاري السوء» الذي يبثون الأحقاد بينهم وبين الناس، وسيرون أن مالديهم من خير يحسدهم عليه العدو ويغبطهم عليه الصديق.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 2559 - الإثنين 07 سبتمبر 2009م الموافق 17 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 8:25 م

      كلامك أطيب

      أثلج صدري كلامك وهكذا ينبغي أن تورد الابل وليس عن طريق اثارة الشكوك في كل قرار وحركة يقوم بها مسئول من هذه الطائفة او تلك. هذا المقال. كنا ولا زلنا والله لا يغير علينا في مدينة المحرق ندخل البيوت ونحن صغارا لايعرف أحدنا ما دين أو مذهب فلان أو فلتان و لايهمنا ان عرفنا فالسني يدخل بيت الشيعي و العكس والسني يدخل المأتم وياكل ويشرب في المناسبات والعكس صحيح ولافرق بيننا. المحبة والصداقة كانت سائدة إلى أن أتى اناس من كلى الطائفتين دخلوا السياسة لا ليعمروا الوطن بمشاريع مفيدة ولكن باثارة النعرات.

    • زائر 20 | 5:20 م

      ما أروعك

      (( وفي الأثناء كنت أقول لأحد الزملاء إن أية جهة تستعدي هذا الشعب تعتبر من أغبى المخلوقات على وجه الأرض )) ما أروعك يا دكتور ... الله يرحم أبوك الجمري ... والله انك ولد أصول .

      أبو محمود

    • زائر 19 | 2:34 م

      اهل البحرين

      قمر نحن بأرض قمرية فتلاقى القمران

    • زائر 18 | 8:29 ص

      js

      من خلقت الدنيا واحنا هل البحرين بالجود والطيب معروفين

    • ام زهراااء | 8:22 ص

      ونعم الشعب شعب البحرين

      شكرا لقلمك الجريئ اخي منصور

    • زائر 17 | 8:09 ص

      شعب طيب وكريم ومضياف ولكن ليس ساذج

      عنوان المقال ذكرني باغنية قديمة لأحمد الجميري تقول " من خلقت الدنيا وحنا هل البحرين بالطيب ويا الكرم معروفين" طبعاً أهل البحرين الأصليين معروف عنهم من سنوات الأجداد السماحة وحسن السريرة ودماثة الأخلاق مع القريب والبعيد صبورين وقانعين بما رزقهم الله من رزق حلال ولكنهم ليسوا ساذجين يعلمون ما يضرهم وينفعهم لا نريد الفتنة أن تغير من تماسكنا وتلاحمنا . ام محمود

    • زائر 16 | 7:24 ص

      كفاكم نوم

      لو نزل كبار المسؤلين في الدولة الى الناس وكلموهم وجه لوجه دون ان يستغبوهم او يستغفلوهم لكنا بخير اضافة الى اقلام الفتنة وحناجر السوء التي تنعق بين الفنية والاخرى ، اهالي البلاد كغيرهم من اهالي الوطن الحبيب الا ان دخول الغريب الى ارضنا ونهبه لخيراتنا على مسمع ومراى من اعيننا بدا يسعر الناس ويحولهم من طيبيبن الى ... ، فانتبهي من سباتك ياحكومة

    • زائر 15 | 7:09 ص

      الى خالد الهادم

      والله ما احد خرب البحرين واساء الى سمعتها سواك وامثالك الدخلاء فياغريب كن فى بلدنا اديب وان لم تستحى فلا تفعل ماشئت بلدنا لنا وليس لاحد سوانا طال الزمن ام قصر عاجلا ام اجلا سيرجع الحق الى اصحابه ياصاح وماضاع حق وراءه مطالب و

    • زائر 14 | 6:01 ص

      خالد الشامخ: الطيبه عنواننا..

      معظم سكان البحرين طيبين و لكن هناك شباب مغرر بهم خربوا هذه السمعة و من يتجاهل هذا فهو جاهل..

    • زائر 13 | 5:54 ص

      كفى من بعد كفى

      ان كان هذا الشعب طيبا فلا يجوز له الاستمرار على الطيب، لا بد ان يتحول هذا الشعب الى طير كاسر، اسد مجروح حتى يستطيع الدفاع عن وجوده في وجه الهجمات العاتية المتتالية.

    • زائر 12 | 5:54 ص

      كفى من بعد كفى

      ان كان هذا الشعب طيبا فلا يجوز له الاستمرار على الطيب، لا بد ان يتحول هذا الشعب الى طير كاسر، اسد مجروح حتى يستطيع الدفاع عن وجوده في وجه الهجمات العاتية المتتالية.

    • زائر 11 | 5:47 ص

      تلميع الجزم...

      بعد ما عجزت أقلام الفتنة المقرضة عن النيل من الوطن وأهله الطيبين الأصيلين أنتهجت الان خط التلميع ولعق الجزم بمسمى طيبة أهل البحرين .. عجبي ناس ماترى الحق الا في نفسه وتدعي الدفاع عنه لكن عندما يوجه له النقد تقلب الحقائق وتتهرب من الواقع.

    • زائر 10 | 5:34 ص

      وقفة إجلال وإكرام

      لا أستطيع إلا أن أنحني لهذا الشخص العظيم وهو الدكتور منصور

    • زائر 9 | 4:06 ص

      شكرا دكتور ولكن

      دكتورنا العزيز يا نجل شيخنا المناضل لك الشكر على هذه الكلمات التي تثلج الصدر وهي فعلا خارجة من ابن بار بوطنه ولكن ألا ترى معي أن هناك من يحاول العبث بهذا الشعب مستغلا هذه الطيبة لكي يجعل منه شعبا يتغلغل فيه الإجرام والعادات الشريرة وذلك بغرس امواج من البشر ليست لهم صلة بعادات وتقاليد وموروثات هذا الشعب المؤمن المسالم الذي إن أراد الاحتجاج
      فإنه يقدم على ضرر نفسه قبل أن يضر الآخرين
      ولم يحدث ضرر للآخرين إلأ في أضيق الحدود
      حينما تبلغ القلوب الحناجر

    • زائر 8 | 3:10 ص

      برافوا دكتور

      دكتور موضوع يشق بنابعه من طبية قلبك
      فعلا لا نريد شيئ سوء يعيش في بلده معزّزا ومكرما.
      لا نشعر غرباء في البلد والاجنبي معزز فيها مكرم

    • زائر 7 | 3:09 ص

      طيبة البحرينيين اوضح من الشمس

      والله ان طيبة اهل البحرين الأصيلين لا تحتاج لدليل ولا برهان،والكل يعلم بذلك حتى الذين يصفون هذا الشعب الطيب الكريم بأبشع الأوصاف وبأخس النعوت،نعم حتى هؤلاء يعلمون في قرارة انفسهم ان هذا الشعب تجري الطيبة والكرم والسلام والقناعة ...الخ كل تلك الصفات تجري في عروقه وهي من الصفات الوراثية التي ورثها عن ابائه واجداده وهي مغروسة فيه ومتجذر فيه بقوة كتجذر النخيل الباسقة في اعماق ترتبته الطاهره .

    • زائر 6 | 3:06 ص

      اصبت

      دكتور منصور لا اخفي عليك امتعاضي من بعض مقالاتك لكني في نفس الوقت اقف باعجاب عند بعضها و هذا احدها و ارى بأنك تجيد اصابت الاهداف بدقت في المقالات التى اختلف فيها معك و التي اتفق معك فيها
      كما انك تحسن التوصيف و تقترب كثيرا من المشاعر اثمن جرائتك و احترم رأيك و طريقة عملك المهني ( اوقفني بعض ما كتبته عن ذكرياتك ) و اتمنى لك التوفيق و بالمناسبة فأن جريدة الوسط خلقت نوع من التوازن في الاعلام الصحفي و شاركت في تطويره و شجعت المواهب الصحفية و اوقفت كثير مشاريع مضرة بالوطن

    • زائر 5 | 1:23 ص

      أناس طيبون في أرض طيبة

      تذكرت - وأنا أقرأ مقالك الرائع - كاتبة مشهورة في الصفحة الأخيرة من احدى صحف السوء كيف أنها تترجم كل موقف بإنه امتداد لولاية الفقيه في ايران، وهي دائمة التحريض ضدنا، كل حركة كل سكون هو بتعليمات ايران والهدف معروف طبعاً هو تأليب النظام ضدنا. نحن أبناء هذه الأرض الطيبة وطيبتنا للأسف فهموها بالمقلوب، ولو فتشوا في كل بقاع الدنيا لن يجدوا شعباً طيبا كريما خلوقا معطاء كأبناء البحرين، عشت مع شعوب مختلفة في العالم ولم أجد كطيبة هذا الشعب خاصة أبناء القرى الذين يأسرونك بأخلاقهم وطيبتهم

    • زائر 4 | 1:11 ص

      صحف و نواب السوء أيضا

      ليس فقط مستشاري السوء هم من يبثون الأحقاد بين الناس والنظام ،،، هناك أيضا نواب السوء، وصحف السوء.. بالأمس رأيتهم كيف حرضوا النظام تجاهنا بسبب علم ! وكأنه آر بي جي!! رغم اننا وقفنا مع مشروع الاصلاح وصوتنا مع الميثاق ..لا أدري لم يحسبون ان كل صيحة ضدهم .. هم مهووسون بعقدة طائفية لا علاقة لها باحترام حقوق الآخرين في ممارسة خصوصياتهم، وكل همسة يترجمونها ضد النظام!!....الله كريم .. منصور يا منصور

    • محب البحرين | 12:52 ص

      حسافة يالبحرين

      "إن أية جهة تستعدي هذا الشعب تعتبر من أغبى المخلوقات على وجه الأرض، فهذا الشعب الطيب لا ينوي الأذى لأحد، وكل ما يودّ الحصول عليه هو أن يعيش في بلده معززا مكرما" .... "فكل ما نحتاج إليه الآن هو أن يتوقف المسئولون عن الإصغاء إلى «مسشتاري السوء» الذي يبثون الأحقاد بينهم وبين الناس، وسيرون أن مالديهم من خير يحسدهم عليه العدو ويغبطهم عليه الصديق" ... من أسميتهم "مستشاري السوء" ما هم إلا أذناب, ولهم نصيب من الجرم

    • ابو حاتم | 9:56 م

      مشكور

      بارك الله فيك يا دكتور منصور
      حقا ان هذا الشعب طيب الى ابعد الحدود

    • زائر 2 | 9:02 م

      طيبة القلب عنوان اهل البحرين الاصليين

      طيبة اهل البحرين معروفة والكل يفتخر بها وكان يميز البحريني او البحرينية بطيبته ولكن الدخلاء على شعب البحرين شوهوا بعض من هذه السمعة الطيبة وفي الوقت الحاضر اصبح اهل البحرين من كل العالم فمنهم العربي والاسيوي وغير ذلك من الجنسيات وهؤلاء يتكلمون ويتصرفون باسم شعب البحرين ولكن في الحقيقة انهم ولو حملو الجنسية البحرينية فانهم بعيدين كل البعد عن طيبة واخلاق اهل البحرين الاصليين ، كما ان بعض الدخلاء لا يطيب له خاطر الا اذا راى المشاكل وخلق نوع من التفرقة بين المواطنين

    • زائر 1 | 8:34 م

      ابو ملاك

      احسنت دكتور على هذا المقال، لكن ما تقول في من يثير الفتنة بين الشعب الواحد ويسعى لان يمزق بعضه بعض من اجل مصالحه الشخصية، وهل تخاف من يوم تصبح فيه طيبتنا ذكريات بسبب تجنيس آلف البكتيريا.

اقرأ ايضاً