العدد 2560 - الثلثاء 08 سبتمبر 2009م الموافق 18 رمضان 1430هـ

اقتراح برغبة... فأل خير أو تلميع صورة

محمد مهدي mohd.mahdi [at] alwasatnews.com

رياضة

أخيرا وبعد طول انتظار بدأنا مناقشة توصيات ورشة عمل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الهادفة لدعم رياضة كرة القدم في المملكة من خلال تطوير البنية التحتية، ودعم الأندية والمسابقات، وتحسين آليات التنسيق والإدارة للنهوض بالواقع الكروي في المملكة، بعد ما يقارب السنتين من تقديمها في الورشة التي أقامتها المؤسسة العامة للشباب والرياضة في فبراير/ شباط من العام الماضي، وكأن الحياة في البحرين عودتنا على أن نغط في نوم وسبات عميقين، قبل أن نستيقظ لنعيد تكرار الأمر ذاته.

للوهلة الأولى عندما ترى الدراسة السالفة الذكر، سترى أن الرياضة البحرينية تعاني الأمرّين منذ زمن وأن ما هو موجود في البحرين لا يسمّى منشآت رياضية ولا مسابقات منظمة ولا حتى تُطبَّق على أساس واحد من أساسيات الرياضة الصحيحة، هذا إذا ما عرفنا أن الدراسة جاءت فقط لمسابقات كرة القدم ولم تشمل الرياضات الأخرى على أقلها الجماعية منها، والتي كان من الواجب أن تعمل المؤسسة على دراسة احتياجاتها، وبالتالي فإن الدراسة أظهرت أن الرياضة البحرينية تعاني الكثير من الأزمات التي تحتاج إلى من يقوم بانتشالها من همومها ومصائبها.

لم نكن نحتاج إلى تقارير «الفيفا» من أجل إصلاح وضعنا وهو الذي يعد مكشوفا على الهواء مباشرة، لكننا نحتاج إلى من يعمل على تنفيذ كل التصورات التي من شأنها رفع الرياضة البحرينية وهم العارفون أصلا بكل ما تعانيه رياضتنا، فكيف بنا سنتعامل عندها مع تقرير «الفيفا» بعد أشهر من إقراره، وهل سيطبق المسئولون كلّ ما كتبه الخبراء العالميون!

نعلم بأن رياضتنا تحتاج إلى منشآت رياضية على أعلى مستوى كما هو الحال في الدول الخليجية المجاورة لنا على أقل التقادير وليس كما هو في إيطاليا أو إسبانيا، نعرف بأننا بحاجة إلى قرارات حاسمة من أصحاب الشأن سواء في المؤسسة العامّة للشباب والرياضة أو حتى الاتحادات الوطنية التي تحتاج إلى القرارات الصائبة والحكيمة وعدم التمييز بين الأندية، لا بين كبير وصغير.

لم تكن الكلمات التي قالها المدرب الإنجليزي الكبير روي هدجسون في تلك الورشة غريبة حين قال: ( لم أتوقع أن تكون المنشآت الرياضية في البحرين بهذا السوء، إذ أعتقد بأنها تشابه الإمارات التي هي إحدى دول مجلس التعاون وقريبة من البحرين، لقد صدمت تماما في جولتي على هذه المنشآت)، لم تكن تلك الكلمات غريبة جدا في ظل الصرف غير الصحيح والعملية غير المتقنة الحاصلة في بلد صغير كالبحرين.

لم تكن مقارنة هدجسون للبحرين بالإمارات إلا لأنه كان يعتقد أن البحرين إحدى الدول الخليجية صاحبة القدرة العالية على الإنفاق والمالكة للبترول والنفط كما هي الإمارات، وبالتالي قدرتها على إنشاء وبناء الملاعب الحضارية القادرة على استيعاب الأنشطة الرياضية بأسلوبها الجديد، لكن الواقع غير وغير، فالبحرين لا تمتلك تلك القدرة التي كان يظنها المدرب البريطاني إلا لأشياء أخر، ونحن لن نكون قادرين على الوصول إلى مرتبة ولو بسيطة من الدول الخليجية القريبة منا، فكيف بنا نفكر في استحداث ما هو جديد من ناحية المنشآت والمباني والملاعب الرياضية، لكن بعضهم يقول إن هناك ملاعب أخرى من نوع آخر يجب أن تحظى بهذه الأولوية، وبالتالي نجد أن الملاعب التي تعشقها الشعوب لا تحظى بالأولوية فيما الملاعب التي تعشقها القلة تكون في سلم الأولويات في البناء.

في الوقت ذاته لابد لنا أن نذكر المسئولين بالرياضة البحرينية أو النواب الذين تقدموا بالاقتراح برغبة، أن لا يكون هناك إغفال للرياضات الأخرى، إذا ما قلنا بأن الرياضات الجماعية الأخرى بحاجة أيضا إلى دراسة مستفيضة لمعرفة سلبياتها ونواقصها، والتي لا أعتقد أنها خافية عن الجميع وهي كثيرة من دون شك.

المطلوب في النهاية أن يأخذ المسئولون هذا الموضوع على محمل الجد، وأن تكون المناقشة فأل خير من أجل حل المشكلة الرياضية، وليس درا للرماد وتلميع صورة قبل خوض الانتخابات البرلمانية السنة المقبلة.

إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"

العدد 2560 - الثلثاء 08 سبتمبر 2009م الموافق 18 رمضان 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً