العدد 2570 - الجمعة 18 سبتمبر 2009م الموافق 28 رمضان 1430هـ

48 ساعة في بلاد الرافدين بعد سنوات الحرب

بغداد
بغداد

بغداد - من يارا بيومي (رويترز)
يوصف بأنه مهد الحضارات الذي خلد ثراء عاصمته وروعتها في قصص ألف ليلة وليلة...
لذلك يحفل العراق بتاريخ خصب يقدمه للسائحين.وفي الوقت الذي يتراجع فيه العنف في العراق بشكل لم يشهده منذ غزوه بقيادة الولايات المتحدة عام 2003 فإن المسلحين لا يزالون قادرين على شن الهجمات مما يجعل البلاد مقصدا خطيرا للغاية للجميع باستثناء السائحين من عشاق المغامرة.وصل إلى العراق في مارس آذار أول فوج من السائحين الغربيين منذ سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لكن هجمات شهدتها البلاد وأخرى في بغداد قتلت في أغسطس آب نحو 393 شخصا في واحد من أكثر الشهور دموية خلال العام الحالي.وإذا تحسن الوضع الامني وتراجع العنف فسيجد السائحون المهتمون بالشرق الاوسط بشكل خاص في بلاد ما بين النهرين وهو الاسم الاغريقي القديم لما يعرف الان بالعراق مكانا رائعا للزيارة.ويساعدك صحفي من رويترز على دراية بالعراق فيما يلي كي تحقق الاستفادة القصوى من زيارتك لبلاد الرافدين.
فإذا لم تكن تتحدث العربية فسيكون من الافضل التنقل مع سائق عراقي يتحدث الانجليزية ولديه علم بالوضع الامني في البلاد.وترتدي النساء العراقيات ملابس محافظة بشكل عام ويلبسن الحجاب في بعض المناسبات خاصة عندما يزرن المواقع الدينية.وفي فترة الظهيرة قم بزيارة سوق الكتب الذي يقام كل جمعة في شارع المتنبي شاعر العربية العظيم في القرن العاشر الميلادي.
وكانت بغداد في يوم من الايام عاصمة الخلافة في العصور الوسطى والمكان الذي يوجد فيه الكثير من شعراء وكتاب العربية العظام.وكان الشارع الذي يعود للعصر العثماني مركز الحياة الثقافية الثرية في العراق.
وحاول اصطياد الكنوز الادبية من متاهات متاجر الكتب.وفي الثانية ظهرا استرح من شراء الكتب واشرب الشاي العراقي المحلى ودخن نارجيلة بطعم الفواكه في قهوة الشهبندر ملاذ المفكرين العراقيين.ولالقاء نظرة على التاريخ الاستعماري في العراق اذهب في الخامسة عصرا إلى حي باب الشورجة بالقرب من المقبرة الارمينية التي دفنت فيها جيرترود بيل التي يطلق عليها ملكة بغداد.وعينت جيرترود في منصب سكرتير الشرق وهي باحثة ومستكشفة وكاتبة وعالمة لغويات بريطانية ينسب إليها الفضل في رسم حدود العراق الحديث بعد سقوط الامبراطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الاولى.
وتوفيت عام 1926.وبالعودة في السابعة مساء إلى العاصمة توجه إلى أحد المطاعم الكثيرة في حي الكرادة المزدحم في وسط بغداد وتناول طبق الأوزي العراقي الشهير مع الأرز.واقصد بعد ذلك جسر الائمة الذي يصل بين حيي الاعظمية والكاظمية في بغداد ويستقي اسمه من مزارات أئمة سنة وشيعة في القرون الوسطى تقع على جانبي نهر دجلة.
واذهب إلى مزار الكاظمية ومسجد أبو حنيفة في الاعظمية وهما من المواقع الدينية المهمة للغاية في بغداد.وأعيد افتتاح الجسر في أواخر 2008 بعدما أثارت شائعات بوقوع تفجير انتحاري عام 2005 ذعر آلاف من الشيعة كانوا يعبرون الجسر في رحلة دينية وتدافعهم ومقتل ألف شخص.وفي التاسعة من صباح اليوم التالي اذهب إلى مدينة بابل حيث توجد الحدائق المعلقة الشهيرة إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة.ولا تزال هناك آثار باقية في المدينة على الرغم من نهب ثرواتها بايدي اللصوص والقوى الامبريالية الاوروبية قبل أزمان بعيدة وترك القوات الامريكية وقوات التحالف دبابات فيها.ويعمل المسؤولون للحفاظ على بابل حيث ظهرت دعائم الحضارة الاولى مثل الزراعة والكتابة والقانون المدون والعجلة.وأثناء تفقدك اطلال المدينة الاثرية قم بجولة في القصر الذي بناه صدام عام 1988 على تلة صناعية تشرف على بابل.
ويفخر القصر بقاعاته التي فرشت أرضياتها بالرخام وإطلاله على نهر الفرات والكتابات المنقوشة على جدرانه.وتعرضت الكثير من أجزاء القصر للاهمال بسبب الحرب لكن دار الضيافة التابعة له يستقبل الزوار ولا تزال حدائقه قائمة.
وتصل تكلفة الاقامة في إحدى غرف القصر لليلة واحدة 170 دولارا.وفي الواحدة ظهرا وبعد عودتك إلى بغداد توجه إلى حي المنصور في غرب بغداد وتناول الغداء في مطعم زرزور للكباب العراقي.وقم بعد ذلك بزيارة سوق الشورجة أكبر سوق في بغداد والذي يشتهر ببيع مجموعة كبيرة من التوابل الهندية والسيراميك والهدايا التذكارية المصنوعة يدويا.
ويشتهر السوق أيضا ببيع الزي العربي التقليدي المطرز يدويا.وبالقرب من سوق الشورجة يقع سوق النحاس الذي يبيع مجموعة متنوعة من المنتجات النحاسية مثل الاباريق والقدور وأواني الماء.
تذكر أنك ستمر بشارع الرشيد في طريقك إلى السوق وهو واحد من أقدم الشوارع في العاصمة العراقية.وفي الخامسة عصرا سر في شارع أبو نواس الذي تزينه أشجار الكافور والذي يحمل اسم شاعر شهير عاش في القرن الثامن الميلادي ومن أصل فارسي وعربي.
ويطل الشارع على نهر دجلة وتوجد فيه مطاعم للاسماك وملاهي ليلية وحديقة.واختر في الثامنة مساء أحد المطاعم المطلة على النهر في شارع أبو نواس وتقدم طبق سمك المسقوف العراقي الشهير وتشوى فيه أسماك الشبوط النهرية فوق نيران حرق الاخشاب.وفي اليوم التالي توجه إلى مزار العسكري في مدينة سامراء وهي على بعد نحو ساعة بالسيارة شمالي بغداد.وكان تفجير مسجد العسكري الذي يعرف أيضا باسم المسجد الذهبي في فبراير شباط من 2006 قد فتح الباب أمام سلسلة من أعمال العنف الطائفي التي لم تهدأ إلا في الشهور الثماني عشرة الاخيرة.
وجرت أعمال مكثفة لترميم المسجد.وبني المسجد عام 944 وهو واحد من أربعة مزارات شيعية كبرى في العراق.
واستكمل بناء قبة المزار عام 1905 وتمت تغطيتها بقطع ذهبية قدر عددها بنحو 72 ألف قطعة.وتقع في منطقة قريبة المئذنة الملوية التي تتميز بها سامراء وتعود لعصر الخلافة العباسية.وبالعودة لبغداد في المساء قم بزيارة حديقة الزوراء في وسط المدينة وهي من أشهر أماكن تجمع العائلات العراقية والمحبين.
وتقع حديقة حيوان بغداد هناك بجانب مكان للترفيه حديث إلى حد ما.
واستأجر زورقا واركبه في بحيرة صناعية هناك لتشاهد بعينيك رأسك...
العراقيين وقد عادت حياتهم إلى طبيعتها من جديد
 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 12:05 م

      من الشعر بيت

      وانا عندي شعور غريب تجاه هذا القطر العربي العزيز لي طفولة فيه وفي شبابي كما ان العرق دساس
      وتسيل الدموع مدرارا عند كربلاء وخد ونشد بيت دعبل من رائعته
      نفوس لدى النهرين من ارض كربلاء
      معرسهم فيها بشط فرات
      توفوا عطاشا بالفرات فليتني توفيت فيهم قبل حين وفاتي
      حتى الفن العراقي ليس فن الدح والغمس فتسمع صوت الداهية ياس خضر في الريل وحمد من شاعر العراق المبدع مظفر
      قم بزيارة المتحف العراقي لتجد فيه تاريخ الانسانية جمعاء وحين تشم رائحة دجلة تدكر الجواهري والسياب

    • زائر 3 | 8:53 ص

      الفاتحة

      منذ سقوط نظام الرئيس العراقي ( الراحل )؟ صدام حسين .. باقي شوي وتقول رحم الله من قرأ لروحه الفاتحة .. كلنا راحلون لكن هذا قول عنه المخلوغ قول المعدوم إلى جهنم وبئس المصير ترى أمثال صدام اللعين كما يذكر في القرآن (( يحسب أنّ ماله أخلده )) ما يتوقع إنه ينقلع من مكانه بعد مو من ينقلع الدنيا، حفظ الله العراق وجميع بلاد المسلمين من كل سوء.

    • زائر 1 | 7:47 ص

      سلمت ياعراق

      سلام الله على العراق ، فللتو قد جئت من هناك بعد فراق سنوات طويلة أبعدتني عنه حيث كنت أعيش هناك في أجمل سنين حياتي ، لكن مع كل هذا ومع كل الحروب التي مر بها العراق يبقى شامخا رافع الرأس عاليا ، سلمت ياعراق ولتبقى شوكة في أعين الإرهابيين والأعداء دوما.

اقرأ ايضاً