العدد 2573 - الثلثاء 22 سبتمبر 2009م الموافق 03 شوال 1430هـ

مباحثات أميركية روسية لنزع الأسلحة النووية

أكدت دوائر دبلوماسية مطلعة أمس (الإثنين) أن الولايات المتحدة وروسيا استأنفتا مباحثاتهما بشأن نزع الأسلحة النووية في جنيف.

وقالت الأنباء الصادرة عن هذه الدوائر إن قرار الولايات المتحدة بالتخلي عن الدرع الصاروخية في شرق أوروبا ربما سيكون له تأثير كبير في تيسير إجراءات المفاوضات التي تتم في السفارة الروسية في سويسرا. وتهدف هذه المباحثات إلى مد فترة العمل باتفاقية «ستارت 1» لخفض الأسلحة النووية الاستراتيجية الموقعة بين كل من واشنطن وموسكو.

وترددت أنباء عن استعداد روسيا التام لتخفيض ترسانتها النووية بصورة أكبر مما تم الاتفاق عليه بين الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف والرئيس الأميركي باراك أوباما خلال لقائهما في شهر يوليو/ تموز الماضي.


استئناف المفاوضات الروسية الأميركية بشأن اتفاقية ستارت في جنيف

موسكو تعارض أي مشروع أحادي مضاد للصواريخ

بيرن، موسكو - أ ف ب، د ب أ

صرح رئيس أركان القوات المسلحة الروسية نيكولاي ناكاروف الاثنين بأن موسكو لن تقبل بأي نظام للدفاع المضاد للصواريخ ما لم يتم إعداده بالتعاون مع روسيا.وقال الجنرال ماكاروف إن «كل ما يتعلق بالنظام الدفاعي المضاد للصواريخ يثير لدينا موقفا سلبيا. إما أن نصنع درعا مضادة للصواريخ معا (أي مع الولايات المتحدة) أو....».

وكان الجنرال ماكاروف يتحدث أمام صحافيين في سويسرا حيث بدأ الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف زيارة تستمر ليومين. كما قال ناكاروف إن خطط نشر صواريخ في جيب قرب حدود بولندا لم تلغ بعد قرار الولايات المتحدة مراجعة خططها لنشر درع صاروخية في أوروبا.

وقال نائب وزير الدفاع الروسي فلاديمير بوبوفكين في مقابلة من الطبيعي أن نتخلى عن الإجراءات التي خططت روسيا لاتخاذها كرد على الدرع وذكر بصفة خاصة نشر صواريخ اسكندر كأحد هذه الإجراءات.

وحين سئل عن تقارير تحدثت عن قرار لروسيا بعدم نشر صواريخ اسكندر في كاليننغراد قال رئيس هيئة الأركان الروسية ناكاروف أمس (الاثنين) لم يتخذ مثل هذا القرار. يجب أن يكون هذا القرار سياسيا. يجب أن يتخذه الرئيس.

وقال ناكاروف للصحافيين المرافقين له في طائرة من موسكو إلى جنيف إنهم (الأميركيون) لم يتخلوا عن الدرع المضادة للصواريخ لقد استبدلوها بعنصر ينشر في البحر.

ويرافق الجنرال ناكاروف الرئيس الروسي في رحلة إلى سويسرا. وليس معتادا في روسيا أن يعارض مسئولان كبيران بعضهما علانية في مسألة حساسة ذات أهمية داخلية أو دولية.

ولم يتضح على الفور الأسباب التي دفعت ماكاروف لذلك على رغم أن بعض المصادر تعتقد أن الجنرال ربما يريد التأكيد على أن قرار بمثل هذه الأهمية لا يمكن أن يتخذه إلا الرئيس ولا ينبغي أن يعلنه نائب وزير.

ورحبت روسيا بقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بالتخلي عن نظام دفاع صاروخي أرضي بعد أن هدد القادة الروس بنشر صواريخ اسكندر قصيرة المدى في كاليننغراد إذا رفضت الولايات المتحدة التخلي عن خططها.

وقال الكرملين دوما إن روسيا ستنشر الصواريخ كإجراء مضاد فقط إذا مضت واشنطن قدما في درعها الصاروخي. وقالت إن الدرع يهدد أمنها القومي ويقلب الميزان الاستراتيجي في أوروبا.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أخير أن بلاده ستستعيض عن النظام طويل المدى بتقنيات قصيرة ومتوسطة أكثر فاعلية إضافة إلى قدرات أرضية أخرى.

ووفقا للتقارير الأميركية فإن القوقاز كان من بين الاختيارات المطروحة أمام البنتاغون لاستضافة نظام الرادار الأرضي.

وفي غضون ذلك، استؤنفت المفاوضات الأميركية الروسية حول خفض الأسلحة النووية الاستراتيجية أمس في جنيف بعد أيام قليلة من قرار واشنطن التخلي عن نشر الدرع الصاروخية في أوروبا التي كانت تعطل هذه المفاوضات، بحسب الخبراء.

وقال مصدر دبلوماسي روسي لوكالة فرانس برس «استؤنفت المفاوضات في مقر البعثة الروسية» لدى الأمم المتحدة. وأوضح «هذه المرة ستستمر (المفاوضات) أكثر من العادة بوجود وفدين مهمين من الجانبين». وأشار إلى أن الجولات الست الماضية المخصصة لتمديد معاهدة خفض الترسانات النووية الروسية والأميركية (ستارت 1) التي ينتهي العمل بها في الخامس من ديسمبر/ كانون الأول المقبل، استمرت في الحد الأقصى لثلاثة أو أربعة أيام.

وأعاد الروس والأميركيون إطلاق مفاوضات ستارت التي تعطلت في ظل إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، مع تولي إدارة أميركية جديدة عازمة على تحسين علاقاتها مع روسيا.

وتعهد الجانبان بالتوصل إلى اتفاق جديد بحلول نهاية العام غير أن المباحثات بدت أكثر تعقيدا مما كان متوقعا خصوصا بسبب المشروع الأميركي لنشر درع صاروخية في بولندا وتشيكيا الذي رأت فيه روسيا تهديدا لأمنها. وقال خبراء إن إعلان واشنطن التخلي عن هذا المشروع وهو ما أشادت به روسيا، يمكن أن يسهل المفاوضات ويفسر قرار المفاوضين بتخصيص مزيد من الوقت بغية إحراز تقدم فعلي.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مارس ضغوطا في بداية سبتمبر/ أيلول الجاري ووعد بأنه سيكون لدى الرئيسين الأميركي باراك أوباما والروسي ديمتري مدفيديف «ما يقولانه حول طريقة تقدم المفاوضات» أثناء اجتماعهما في قمة العشرين في بيتسبرغ يومي 24 و25 سبتمبر.

ومن المقرر أن يعقد الرئيسان مباحثات ثنائية على هامش الاجتماعات السنوية للجمعية العامة الأربعاء.

وبحسب برلماني روسي نافذ تنوي روسيا خفض ترسانتها النووية بشكل يفوق ما أعلنه الرئيسان إثر اجتماعما في يوليو/ تموز في موسكو. وكان الرئيسان اتفقا على خفض ما بين 1500 و1675 رأسا نوويا استراتيجيا (مقابل 2200 كحد أقصى بحسب معاهدة ستارت 1 لعام 1991). ويبدو أن موسكو أضحت مستعدة لخفض ما يصل إلى 1300 رأس.

بيد أنه سيكون أمام المفاوضين مسائل أخرى يبحثونها خلال اجتماعهم هذا الأسبوع بينها عدد الرؤوس النووية التي سيتم الاحتفاظ بها في البلدين. وقال مستشار الشئون السياسية الروسي سيرغي بريكودكو إنه سيكون من غير المعقول التوصل إلى اتفاق سريع موضحا في تصريحات صحافية «لا تزال هناك تناقضات».

وتأتي هذه الجولة السادسة من المفاوضات حول معاهدة ستارت في جنيف في الوقت الذي يقوم فيه الرئيس الروسي بأول زيارة من نوعها لرئيس روسي لسويسرا.

العدد 2573 - الثلثاء 22 سبتمبر 2009م الموافق 03 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً