العدد 2579 - الأحد 27 سبتمبر 2009م الموافق 08 شوال 1430هـ

السفير الصيني لـ «الوسط»: نولي اهتماما أكبر بالبحرين لحيوية اقتصادها

بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية... والعشرين للعلاقات الصينية - البحرينية

بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس جمهورية الصين الشعبية... والعشرين للعلاقات الصينية - البحرينية 

27 سبتمبر 2009

الجفير- حيدر محمد

أكد السفيرالصيني لدى مملكة البحرين لي تشيقوه أن جمهورية الصين الشعبية تولي أهمية كبرى لتطوير علاقاتها مع البحرين في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

وأضاف السفير الصيني في حوار مع «الوسط» بمناسبة الذكرى العشرين لبدء العلاقات الصينية البحرينية: نحن نرى أن البحرين لها ميزة خاصة في هذا المجال بسبب موقعها الجغرافي المتميز في وسط الخليج، وبعد إنجاز جسر البحرين وقطر ستصبح البحرين مركزا إقليميا في التجارة وفي إجراء النشاطات الاقتصادية والثقافية، ونقطة تحول من حيث النقل والمواصلات ، ونقطة إشعاعية للتعاون الاقتصادي في هذه المنطقة. كما تحدث السفير عن موقف بكين من القضايا الإقليمية والدولية... وهنا نص الحوار:

* كيف تقيم العلاقات الصينية - البحرينية بعد مرور 20 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين؟

- من حسن الطالع أن هذه السنة 2009 تصادف الذكرى الـ(60) لتأسيس جمهورية الصين الشعبية والذكرى الـ (20) لإقامة العلاقة الدبلوماسية بين جمهورية الصين الشعبية ومملكة البحرين.

إننا في الحقيقة نثمن الجهود الحثيثة التي بذلت لتعزيز وتعميق علاقات الصداقة القائمة بين البلدين خلال العشرين سنة الماضية، ونتطلع لتحقيق المزيد من توثيق هذه العلاقات وتوطيدها وتقويتها في السنوات المقبلة للوصول بها إلى آفاق أرحب وأعمق لتفسح المجال أمام البلدين والشعبين الصديقين لبلوغ تطلعاتهما نحو علاقات أمتن وشراكة أوثق.

وإذا أردنا أن نمضي في إطلالة على العلاقات الصينية - البحرينية، فلابد من الوقوف على العديد من المحطات المهمة والجوانب المتنوعة التي تشتمل عليها هذه العلاقات، ففي الإطار السياسي، جرى تبادل الزيارات والاتصالات الرسمية والودية بين المسئولين في كلا البلدين، ومن الجانب الصيني قامت بزيارة البحرين وفود من الحزب الحاكم والحكومة والقوات المسلحة برئاسة كبار مسئوليها.

ومن أهم الزيارات من الجانب البحريني الزيارة التاريخية التي قام بها رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة إلى الصين وتلتها زيارة قرينة جلالة الملك رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة.

وقد ظلت الصين والبحرين تتبادلان التفاهم والدعم في العديد من المحافل الدولية سيما في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المتخصصة وكان تعاونهما يتعزز باستمرار. و في هذا الصدد أود أن أسجل نيابة عن الصين حكومة وشعبا التقدير الوافر إلى حكومة مملكة البحرين وشعبها لاستمرار تأييدها ودعمها للصين في قضية تايوان وحقوق الإنسان وغيرها من القضايا ذات المصالح الجوهرية للصين في المحافل الدولية.

يمكن القول إنه خلال العشرين عاما قطعت العلاقات الثنائية أشواطا كبيرة وفي جميع المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية، والآن تتوسع هذه المجالات إلى المجال الأمني والعسكري، وهناك زيارات متبادلة على المجال العسكري.

ففي العام الماضي قام وزير الدفاع الصيني بزيارة البحرين في نوفمبر/ تشرين الثاني 2008 وقوبل بالترحاب الحار من قبل القيادة البحرينية. وكل ما وصلنا إليه في العلاقات الثنائية كان بفضل الاهتمام والحرص البالغين من قبل القيادتين في الصين والبحرين. وفي هذا المجال نتطلع إلى زيادة الزيارات على قمة المستويات، ونثق أن الزيارات المتبادلة على مستوى كبار المسئولين ستتحقق سنويا.

الرؤية الصينية تنطلق من فلسفة أن السلام والتنمية عنوانا لعالم اليوم. وقد طرح الرئيس الصيني هو جين تاو مبادئ أربعة لما كان يتحدث بشأن نوع جديد من الشراكة الصينية العربية في العام 2004، هي تقوية العلاقات السياسية على أساس الاحترام المتبادل وتكثيف التبادل الاقتصادي و التجاري بهدف تحقيق التنمية المشتركة وتوسيع التواصل الثقافي بما يحقق الاستفادة المتبادلة وتعزيز التعاون في الشئون الدولية بهدف صيانة السلام العالمي وتدعيم التنمية المشتركة.

* ماذا عن التعاون الاقتصادي بين البلدين؟

- من الواضح أن التعاون الاقتصادي بين الصين والبحرين ممتاز وهو يسير قدما نحو الأمام. وبهذا الخصوص أريد أن انوه إلى الزيارة التاريخية التي قام بها صاحب السمو رئيس الوزراء للصين في العام 2002 وخلال تلك الزيارة تم التوقيع على أكثر من 10 اتفاقيات وغالبيتها تتركز على تطوير التعاون في المجالات الاقتصادية، وهذه الزيارة دفعت التعاون الثنائي بين البلدين، كما أن هذه الاتفاقيات نظمت التعاون الثنائي ولعب دور كبير في إرساء معالم هذا التعاون.

* وهل تم تنفيذ هذه الاتفاقيات على أرض الواقع؟

- نعم، تم تنفيذها ويجرى متابعتها بشكل حثيث ومستمر من قبل المسئولين في كلا البلدين. ونحن في الواقع مرتاحون كثيرا لما وصلنا إليه في التعاون التجاري والاقتصادي، وحجم التعاون التجاري بين البلدين تضاعف كثيرا.

لقد شهد حجم التبادل التجاري بين البلدين نموا سريعا خلال العشرين سنة الماضية وقد ارتفع حجم التجارة من 12 مليون دولار العام 1989 إلى 780 مليون دولار العام 2008. ونحن نطمح أن يزداد هذا التبادل التجاري بشكل سريع ولدينا الثقة في ذلك.

وعلى صعيد النشاط الاقتصادي أيضا، أصبح الآن يوجد في البحرين 3 من كبرى شركات التقنية المعلوماتية الصينية 2 منها اتخذت البحرين كمقر المكتب الإقليمي لها، يبلغ عدد التقنيين والإداريين فيه قرابة 500 وفتح مكتب تمثيلي لبنك الصين في البحرين في العام 2004. و3 خبراء صينيين في مجال الزراعة في إطار مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين وزارتي زراعة البلدين. كما دخلت شركات المقاولات الصينية إلى البحرين في مشروعات تبلغ قيمتها أكثر من 200 مليون دولار أميركي وعدد الأيدي العاملة فيها قرابة 800 شخص. وهناك شركات صينية أخرى دخلت في كثير من مجالات التعاون بما فيها قطاع البترول لاستكشاف حقول النفط.

ولدينا اهتمام كبير بتطوير التعاون في المستوى الثقافي أيضا، ففي إطار التعاون التعليمي تمنح حكومة الصين عددا من المنح الدراسية للبحرين كل سنة ويوجد الآن طلاب بحرينيون يدرسون في جامعات الصين ومعاهدها.

وبمناسبة قرب انتهاء فترة عملي الدبلوماسي في مملكة البحرين أريد أن أغتنم هذه الفرصة لأقدم جزيل الشكر للقيادة السياسية وللدوائر الحكومية في البحرين الذين قدموا الدعم والمساعدة القوية لي في إنجاز مهامي خلال الثلاث سنوات الماضية.

* وكم يبلغ عدد أفراد الجالية الصينية في البحرين؟

- الجالية الصينية في البحرين تصل إلى أكثر من 1000 صيني.

* وهل لك أن تحدثنا عن نشاط المستثمرين البحرينيين في الصين؟

- الصين تهتم بجلب الاستثمارات الأجنبية، وخلال الثلاثين سنة الماضية تحسنت ظروف الاستثمار في الصين بفضل السياسات التي تتخذ حسب الظروف الواقعية، ويتم مراجعتها باستمرار لتحسين ظروف الاستثمار وتوفير البيئة الأفضل للمستثمرين.

وعدد كبير من التجار ورجال الأعمال البحرينيين يبدون اهتماما كبيرا للاستثمار في الصين، وهناك معارض تجارية صينية كثيرة، وكل عام هناك معرضان دوليان كبيران، وهناك الكثير من رجال الأعمال البحرينيين يشاركون في المعرضين. وكل عام هناك نحو 4000 بحريني يزورن الصين لمختلف الأغراض: الزيارة والسياحة وممارسة التجارة.

* وأنتم في الصين، هل تولون أهمية لجعل البحرين مركزا للتجارة الصينية في منطقة الخليج؟

- نحن نرى أن البحرين لها ميزة خاصة في هذا المجال بسبب موقعها الجغرافي المتميز في وسط الخليج، وبعد إنجاز جسر البحرين وقطر ستصبح البحرين مركزا إقليميا في التجارة وفي إجراء النشاطات الاقتصادية والثقافية، ونقطة تحول من حيث النقل والمواصلات ، ونقطة إشعاعية للتعاون الاقتصادي في هذه المنطقة.

نحن الصينيون سنعطي اهتماما أكبر للبحرين انطلاقا من أهمية موقعها الجغرافي وحيوية اقتصادها. وأريد أشير إلى الإنجازات البحرينية في مختلف الصعد التي تحققت بقيادة جلالة الملك وصاحب السمو رئيس الوزراء وصاحب السمو ولي العهد، إن الإنجازات في البحرين كبيرة وملفتة للنظر، والبحرين في موقع الريادة في الكثير من المجالات على نطاق العالم والدول العربية ومنطقة الخليج.


إنجازات النمو الاقتصادي الصيني

* اليوم تحتفلون بذكرى مرور 60 عاما على تأسيس جمهورية الصين الشعبية، وخلال السنوات الأخيرة شهدنا انفتاحا اقتصاديا صينيا لافتا، وأصبحت الصين الآن قوة اقتصادية عالمية، هل يمكن أن نسلط الضوء على ذلك؟

- أن الأول من أكتوبر من العام 1949 لم يكن يوما عاديا، حيث أعلن الرئيس الراحل ماو زيدونغ تأسيس جمهورية الصين الشعبية ونهض الشعب الصيني الذي عانى كثيرا من المتاعب الكثيرة. على مدى السنوات الـ60 الماضية، تمكن الشعب الصيني من تحقيق تقدم ملحوظ في كل مجالات البناء الوطني. وقد بلغ إجمالي الناتج الوطني العام 2008 (30067 مليار يوان صيني) (4390 مليار دولار أميركي) وأصبح المركز الثالث في العالم.

فقد تشكل في الصين نظام صناعي عالي المستوى وواسع النطاق يشمل شتى القطاعات. 79 مليون 2008، أنتجت الصين مليارين وسبعمئة وستين مليون طن من الفحم ومئة وستين مليون طن من البترول الخام ومليارا وثلاثمئة وتسعين مليون طن من الأسمنت وولدت ثلاثة تريليونات وأربعمئة مليار كيلو واط ساعة من الكهرباء، حيث احتل حجم الإنتاج لكل من الفحم الخام والأسمنت والكهرباء المرتبة الأولى في العالم ، كما أن حجم إنتاج الأجهزة الكهربائية المنزلية في الصين مثل الثلاجات وأجهزة التلفزيون في المراكز الأولى في العالم، وفي الوقت نفسه، بلغ حجم إنتاج السيارات في الصين إلى 9ملايين وثلاثمئة ألف سيارة في العام 2008 وأصبح المركز الثاني في العالم .

وفي مجال الزراعة، توفر الصين الغذاء لـ 22 في المئة من سكان العالم مستخدمة 7 في المئة من مساحة الأراضي الزراعية في العالم.

* من الواضح أن الصين تسعى إلى علاقات متميزة مع العالم الإسلامي، ولكن الأحداث الأخيرة في بعض الأقاليم المسلمة ألا توثر على صورة الصين في العالم الإسلامي؟

- في 5 يوليو/ تموز الماضي وقعت أحداث شغب إجرامية في منطقة شينجيانغ.

ونحن واثقون أن هذه الحوادث لن تؤثر على العلاقات الصينية مع العالم الإسلامي، لأن غالبية الدول الإسلامية أبدت تفهما لما حدث باعتباره شانا صينيا داخليا والأحداث التي وقعت كانت بسبب قلة من المجرمين.

إنها ليست أحداث بسبب عامل ديني أو عرقي وإنما لأسباب جنائية، وتم احتواء هذا الملف في فترة قصيرة، وفي الوقت نفسه هناك قليل من الناس لم يتفهموا موقف الحكومة الصينية، وهؤلاء لم يعرفوا حقيقة ما جرى، وهذا يعني أنهم لم يعرفوا أسباب وحقيقة تلك الأحداث.

* و ما هو تفسيركم لما حدث من مواجهات كبيرة بين الجيش وبعض المسلمين؟

- أولا، أود في البداية إطلاعكم على حقائق ما حصل في مدينة أورومتشي بمنطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم في الصين يوم 5 يوليو الماضي.

إن هذه الأحداث ليست مسألة عرقية ولا دينية، إنما هي أعمال عنف إجرامية خطيرة قامت بتدبيرها وتنظيمها بدقة «القوى الثلاث» (القوى الإرهابية والقوى الانفصالية القومية والقوى المتطرفة الدينية) داخل الصين وخارجها.

في يوم 26 يونيو/ حزيران الماضي، وقع في مدينة شاوقوان في مقاطعة قوانغدونغ شجار بين العمال من شينجيانغ والعمال المحليين. وهذا الحادث هو قضية عادية متعلقة بالإخلال بالنظام العام، قد تمت معالجتها بصورة مناسبة. لكن «المؤتمر العالمي للويغور» وهو منظمة لقوى «تركستان الشرقية» في الخارج استغل هذا الحادث لتشويه سياسات الصين في الشئون القومية والدينية لإثارة ضجة وإحداث اضطرابات.

* ثمة من يقول أنه جرى التكتم إعلاميا على هذه الحوادث؟

- كلا، بل على العكس تماما وفور حصول أحداث 5 يوليو، قدم الجانب الصيني تسهيلات إلى وسائل الإعلام الصينية والأجنبية لتغطية الأحداث في اورومتشي ميدانيا، حتى يتسنى لشعوب العالم الوقوف على حقيقة الأحداث في أسرع وقت ممكن. على الرغم من وجود تشويهات واضحة في بعض التقارير الإخبارية، سيستمر الجانب الصيني في الالتزام بمبدأ الانفتاح والشفافية والترحيب بوسائل الإعلام لتغطية ما جرى ويجري في اورومتشي ميدانيا وبدقة وأمانة وموضوعية وتتصل مع أبناء الشعب من قوميات ويغور وهوي وهان على نطاق واسع لإعطاء المشاهدين والقرار صورة حقيقة لأحداث 5 يوليو في اورومتشي.

* ولكن الكثير من الحديث يثار في وسائل الإعلام الدولية عن ملف القوميات في الصين، فهل تحظى هذه القوميات، وخصوصا القومية الإسلامية بحقوقها؟

- الصين دولة متعددة القوميات، بها 56 قومية، أكبرها قومية هان التي يشكل أبناؤها 90 في المئة وأكثر من إجمالي سكان الصين،أما الخمس الخمسين قومية الأخرى أقلية بما فيها 10 قوميات إسلامية ويبلغ عدد المسلمين الصينيين حتى الآن أكثر من 20 مليون نسمة.

و ينص دستور الصين على أن كل القوميات بما فيها القوميات الإسلامية متساوية و تتمتع بنفس الحقوق المصالح وفقا للقانون. وضعت الحكومة الصينية سلسلة من السياسات الدينية والقومية على أساس خصوصياتها القومية والدينية من أجل تحقيق المساواة والوحدة والتنمية المشتركة لكل القوميات. تطبق الصين نظام الحكم الذاتي لمناطق الأقليات القومية، من حيث لا تتمتع فقط الأقليات القومية بما فيها القوميات الإسلامية بجميع الحقوق المنصوص عليها في الدستور والقوانين مثل قومية هان، وإنما لها الامتيازات بما فيها الحكم الذاتي.

و في المجال الديني، تحمي الحكومة الصينية الحقوق والمصالح المشروعة للمؤمنين بالأديان وتوضع الطقوس الدينية والعادات لهم موضع الاحترام الكامل.

فنأخذ الإسلام مثلا، توجد في منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم ( قومية ويغور إحدى أكبر القوميات الإسلامية الصينية) أكثر من 24,000 مسجد ويتجاوز عدد المسلمين في هذه المنطقة 10 ملايين نسمة. حققت منطقة شينجيانغ كباقي المناطق الصينية منجزات كبيرة على مدى الـ60 عاما منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، وخصوصا في السنوات الـ30 الماضية منذ بدء عملية الإصلاح والانفتاح حيث نما إجمالي الناتج المحلي بمعدل سنوي بلغ 10.3 في المئة، وارتفع النصيب الفردي للناتج المحلي من 313 يوان صيني في العام 1978 إلى 19893 يوان صيني في العام 2008، ما يفوق المعدل الوطني بنقطتين مئويتين.


موقف الحكومة الصينية من صراع الشرق الأوسط

* ماذا عن الدور الصيني في إنهاء الصراع في الشرق الأوسط؟ انطلاقا من كون الصين عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي؟

- إن قضية الشرق الأوسط قضية معقدة جدا وطال أمدها وشهدت موجات الحروب والسلام. ونحن نؤمن دائما بضرورة تحريك عملية السلام عبر المفاوضات السلمية لكي لا تفوت الفرصة السانحة لمفاوضات السلام.

إنه قد تم التوصل إلى عديد من الاتفاقات المهمة في مؤتمر مدريد للسلام العام 1991 بما فيها «الأرض مقابل السلام». في العام 2002، تبنت القمة العربية بالإجماع مبادرة السلام العربية التي طرحتها السعودية. ويجب الالتزام بتوافق الآراء ومواصلة تحريك عملية السلام على أساس ذلك. وعلى توحيد الجهود من أجل دفع عجلة عملية السلام في الشرق الأوسط.

إن الصين باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي تتابع بكل الاهتمام تطورات الوضع في الشرق الأوسط، وتسعى إلى دفع عملية السلام، وترغب في القيام بدور فعال في إحلال السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط في يوم مبكر.


القضية النووية الإيرانية

* الصين لديها دور فاعل في المشهد الدولي، من هنا ما هو موقفكم من تفاعلات الملف النووي الإيراني؟

- ظلت الصين تسعى إلى تدعيم السلام والتنمية المشتركة في العالم، وندعو باستمرار إلى التدمير الكامل والحظر الشامل للأسلحة النووية وتعارض بقوة انتشار الأسلحة النووية بأي شكل من الأشكال. كما نعمل على دعم التعاون الدولي في مجال الاستخدام السلمي للطاقة النووية. ندعو دائما إلى حل القضايا ذات الصلة سلميا من خلال الحوار والتشاور.

* وكيف تنظر بكين إلى أهمية المحادثات بين مجموعة 5+ 1 (الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي) وإيران؟ وكيف يمكنكم الاستفادة من علاقتكم الإيجابية من طرفي القضية للوصول إلى توافق بشأن الملف النووي الإيراني؟

- نحن نرى أن الحوار والتشاور طريقة وحيدة لحل القضية النووية الإيرانية، ونرى أن دور مجموعة 5+ 1مهم ومؤثر، ونحن دائما ندفع الحوار والمشاورات بين إيران والأطراف الدولية، ونتمنى أن تسفر المفاوضات المقبلة عن تقدم ملموس في هذا الملف.

* أخيرا، كيف تقيمون العلاقات بين الصين و الولايات المتحدة الأميركية بعد وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما للسلطة؟

- إن العلاقات الصينية الأميركية في حالة ممتازة. والتعاون بين البلدين متواصل ويتعمق مع مرور الأيام، وندرك العزيمة والرغبة المشتركة من قبل القيادتين في الصين وأميركا بأن تستمر وتتطور هذه العلاقات المشتركة إلى الأمام لخدمة الاستقرار والتنمية في العالم. وبوجه عام فإن القيادة في أميركا تهتم كثيرا بالعلاقات الثنائية مع الصين وتولي أهمية كبيرة لهذه العلاقات.

* ولكن الفترة الأخيرة شهدت توترا بين بكين وواشنطن فيما يتعلق بقرار الإدارة الأميركية فرض ضرائب على البضائع الصينية؟

- نحن نعتبر من حيث المبدأ أن فرض الضرائب يضر كثيرا بالعلاقات التجارية بين الدول، وهذا أهم عامل يعرقل النمو التجاري البيني، ومن هنا فإن الإجراءات الأميركية بفرض الضرائب على البضائع الصينية خطوة غير ملائمة. ولكن المسئولين في البلدين يقومون بالتشاور بشأن هذه المسألة.

العدد 2579 - الأحد 27 سبتمبر 2009م الموافق 08 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:37 ص

      الموقع الجغرافي

      ها أحنا و ها الموقع الجغرافي
      يعني لو مو الموقع الجغرافي جان ما الينا نصيب ولا حظ وياهم
      يعني حق المصلحه

اقرأ ايضاً