العدد 2582 - الأربعاء 30 سبتمبر 2009م الموافق 11 شوال 1430هـ

أحمدي نجاد ينتقد المطالبة بدخول المنشأة النووية الجديدة

إيران ستدخل محادثات جنيف الحاسمة اليوم «بنهج إيجابي»

انتقد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مطالبة زعماء العالم السماح بدخول المنشأة النووية الإيرانية الجديدة لتخصيب اليورانيوم، مؤكدا أن طهران «لن تتضرر» مهما حصل في المحادثات التي ستجريها اليوم (الخميس) مع القوى العظمى.

ونقل التلفزيون الرسمي عن أحمدي نجاد قوله إن «قادة هذه الدول ارتكبوا خطأ تاريخيا بتصريحاتهم حول المنشأة الجديدة. وبعد هذا سيقولون كذلك إن على إيران أن تسمح بالدخول إلى المنشأة بأسرع وقت ممكن». وأضاف «من هم حتى يملوا على الوكالة (الدولية للطاقة الذرية) وإيران ماذا تفعلان؟».

وقال أحمدي نجاد إن محادثات جنيف «فرصة استثنائية للولايات المتحدة وعدد قليل من الدول الأوروبية لإصلاح طريقتها في التعامل مع دول العالم الأخرى».

وصرح الرئيس الإيراني كذلك أن الجمهورية الإسلامية «لن تتضرر» مهما حصل في محادثات جنيف التي تهدف إلى حل الأزمة المحيطة ببرنامج إيران النووي.

وأضاف انه «بإمكان المفاوضين بكل تأكيد تبني أي سياسة يريدون، ولكننا لن نتضرر». وتابع أن «إيران أعدت نفسها لأي ظروف وقد تعلمت البلاد خلال الأعوام الثلاثين الأخيرة الوقوف على قدميها وتغيير أي ظروف لتخدم مصلحتها».

في سياق متصل، أعلن الرئيس الإيراني أن بلاده ستقترح قيام طرف ثالث بتخصيب اليورانيوم على المستوى اللازم لتغذية مفاعلها النووي للأبحاث في طهران بالوقود بدلا من قيامها بهذه العملية بنفسها، كما نقلت عنه وكالة الأنباء الطلابية.

وجاء ذلك فيما أعلن متحدث باسم الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي قام الأربعاء بزيارة إلى الممثلية الإيرانية داخل سفارة باكستان في واشنطن. ولن يلتقي متقي أي مسئول أميركي خلال هذه الزيارة، حسبما أوضح فيليب كراولي الذي اكتفى بالقول «إن إيران تقدمت بهذا الطلب فقط وقبلناه». وصرح مسئول البرنامج النووي الإيراني علي صالحي الثلثاء الماضي انه مستعد لمناقشة المخاوف بشأن المفاعل النووي الثاني، إلا انه استبعد تجميد عمليات التخصيب. وقال انه سيقدم «قريبا جدا» جدولا زمنيا لعمليات تفتيش تقوم بها الوكالة الذرية.

غير أن مدير عام الوكالة الدولية محمد البرادعي قال في تصريحات نشرت أمس إن إيران «خالفت القانون» بعدم إعلانها عن بناء مفاعل ثان لتخصيب اليورانيوم عند بدء بنائه. وقال في نص نشر على الانترنت إنه «كان من المفترض أن تبلغنا إيران في اليوم الذي قررت فيه بناء المنشأة. ولم يفعل (الإيرانيون) ذلك».

وسيجتمع مسئولون من الدول الست الكبرى مع كبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي سعيد جليلي اليوم لمناقشة برنامج إيران النووي المثير للجدل.

وقال جليلي الأربعاء قبل أن يتوجه إلى جنيف للمشاركة في المحادثات الحاسمة، إنه سيعتمد نهجا «ايجابيا» في هذه المحادثات.

وقال جليلي للصحافيين في مطار طهران «إننا متوجهون إلى أوروبا لخوض هذه المفاوضات بنهج ايجابي وآمل أن تكون هذه فرصة للآخرين للقيام بالأمر نفسه أيضا». وفي المقابل، حذر علي اكبر جوانفكر المستشار الإعلامي لاحمدي نجاد أن بلاده لن تسمح بأن «تسود القوة والنفوذ مفاوضات» جنيف. وأضاف «نذكر الأطراف الغربية المشاركة بضرورة استخدام ثقافة المفاوضات وتجنب مفهوم العصا والجزرة غير الأخلاقي». وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الأربعاء للصحافيين في الأمم المتحدة أن على إيران أن تختار بين الوفاء بالتزاماتها الدولية في ما يتصل ببرنامجها النووي أو التعرض لعزلة أكبر.

وقالت كلينتون «على إيران أن تختار: الوفاء بالتزاماتها الدولية، وهذا لا يعني فقط السماح بتفتيش (منشآتها النووية) بل أيضا وضع حد لأنشطتها في غياب نوع من التفتيش والمراقبة من شأنه ضمان أن ما تقوم به ينطوي فقط على هدف سلمي». وأضافت أن «البديل (من ذلك) هو مزيد من العزلة والضغوط الدولية». كما قال مسئول أميركي رفيع للصحافيين إن على إيران «أن تستعيد الثقة المفقودة بالنوايا السلمية» لبرنامجها النووي، وتابع «ننتظر من الإيرانيين أن يكونوا مهيئين للتركيز على القضية النووية وان يظهروا استعدادهم لاتخاذ تدابير بهدف استعادة الثقة المفقودة بالطابع السلمي» لبرنامجهم النووي.

ومن جهته، ابلغ متقي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن طهران لن تتخلى عن «حقها» في التكنولوجيا النووية. ونقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ايرنا) عن متقي قوله إن «إيران تدافع عن حقها المطلق في تطوير تكنولوجيا نووية مدنية ولن تخضع مطلقا للضغوط السياسية ولن تتخلى مطلقا عن حقها في تطوير تكنولوجيا نووية مدنية». ووبخت إيران مون لانتقاده كشفها منشأتها النووية الجديدة قائلة إنه يكرر اتهامات غربية لا أساس لها وكان ينبغي له انتظار آراء خبراء المنظمة الدولية.

وسيقود الممثل الأعلى لسياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية خافيير سولانا المحادثات باسم الصين وروسيا وفرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، مع المفاوض الإيراني جليلي الذي سيلتقيه للمرة الأولى منذ يوليو/ تموز 2008. إلى ذلك، استبعد وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي وجود اتفاق بين السعودية والكيان الصهيوني لاستخدام الأراضي أو الأجواء السعودية للهجوم على إيران. ,وكان مصدر مسئول في السعودية نفى يوم الثلثاء الماضي بشدة ما نشرته صحيفة «صنداى اكسبرس» البريطانية يوم الأحد الماضي بأن المملكة ستغض الطرف في حال قيام المقاتلات الإسرائيلية بالتحليق فوق أراضى المملكة.

العدد 2582 - الأربعاء 30 سبتمبر 2009م الموافق 11 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً