العدد 2584 - الجمعة 02 أكتوبر 2009م الموافق 13 شوال 1430هـ

المهرجانات السينمائية العربية... أزمة التكرار وضعف التنظيم

لكل مدينة عربية مسابقتها السينمائية الخاصة

مهرجان آخر يضاف لقائمة المهرجانات العربية التي تقام هذا العام، فبعد أن ختم «مهرجان الفيلم الدولي» في دورة الثالثة والمقام في تونس أعماله مطلع الأسبوع الماضي، والذي حمل شعار «نساء أني أحبكن»، بحضور وصف بالعالمي، بسبب توافد عدد من الوجوه الشهيرة في عالم الفن حفل افتتاحه، أمثال: كلاوديا كاردينال، ميراي دارك وليان فولي، بدأت التعليقات مرة أخرى حول أهمية التنسيق والتناغم مابين المهرجانات العربية، التي بدأت تتكاثر دون هدف معين أو نتيجة مغيرة في مجال الفن السينمائي العربي.

وعلى رغم أن المهرجانات السينمائية التي تم استضافتها في العديد من مدن الدول العربية من الشرق إلى أقصى دول المغرب العربي، وصل للعشرات هذا العام، بعضها نال تغطية إعلامية جيدة، وبعضها الأخر ضاعت أخباره في زحمة الأخبار. إلا أن النتيجة الفعلية لهذا العدد الكبير من المهرجانات لم يتجاوز كونه خبرا عن إقامة مهرجان في هذه المدينة. تنتهي أخبار المهرجان مع انتهاء حفل افتتاحه، إذا حظي بتغطية من التلفزيونات وتم بثه على شاشات الفضائيات، حتى أن الكثير من المهتمين باتوا لا يتتبعون النتائج النهائية لحفل توزيع الجوائز، لأسباب عديدة، من بينها مسألة تكرار العمل ذاتها في عدت مهرجانات، وتفاوت مستوى هذه الأعمال، وضعف المنافسة فيما بينها، وتحويل هذه المهرجانات، لسوق تجارية يعرض فيه الغث والسمين، ما يجعلها كعرض استعراضي لمدينة معينة، لكي تقول نحن نجري مهرجان سينمائي على أرضنا يحمل اسم مدينتا.

ويتصدر قائمة الانتقادات أيضا، موضوع سوء التنظيم والتنسيق ما بين هذه المهرجانات، فعدد المهرجانات الكبير، يوحي بأن الإنتاج السينمائي العربي في أوجه، لدرجة أن مهرجان أو اثنين أو ثالثة مهرجانات عربية غير قادرة على احتواء هذا العدد الكبير، على الرغم من أن هناك شبه إجماع من كل من يفهم في سينما العربية ابتداء من المشاهد العادي وصولا لكبار النقاد السينمائيين في الوطن العربي، أن السينما العربية تمر في مرحلة خطيرة، همشت فيها الأعمال المهمة لحساب الأعمال التجارية، فنادرا ما نسمع عن فيلم سينمائي يتناول قضية مهمة، بأسلوب مميز وفريد على شاشة سينما عربية، والأندر أن نرى هذا الفيلم.

فالفيلم العربي معرض للكثير من العراقيل سواء الاجتماعية في تخوفه من طرح بعض القضايا الاجتماعية الحساسة في المجتمع، ومادية في ضعف الموازنات التي تخصص للفيلم يخاف منتجه أن لا يرى النور، فيفضل وضع أمواله في عمل يعرف أن قنوات الأغاني العربية ستعرض إعلانه وكأنه أهم عمل سينمائي عربي لهذه السنة، ويضاف لكل ما سبق مقص الرقيب الذي بات السينمائيون يعرفون أنه لا يغفل أي عمل حتى الذي تقيد بكل ما تفرضه الرقابة من شروط، فهي تجهز على كل الأعمال دون استثناء، بحكم العادة لا الحاجة. هذا بالإضافة للمزيد من الأسباب التي تزيد الوضع سوءا على صنعة السينما العربية.

ومع هذا فإن المهرجانات السينمائية يفوق عددها اليوم عدد الأعمال الفلمية التي تستحق أن تذهب للمهرجان محليا كان أو عالميا.

ولا تنتهي مشكلة المهرجانات السينمائية العربية على مختلف أشكالها وتخصصاتها، بأنها كثيرة العدد من دون سبب وجيه، بل يضاف لهذه الإشكالية، تقارب مواعيدها، فهي تتركز في عدت أشهر من السنة، فترى أصحاب هذه الأعمال والمتابعين يتراكضون ما بين دول ومدن الوطن العربي لمتابعتها، دون أن يكون هناك فاصل زمني ما بينها لكي يتسنى للبعض إنتاج المزيد أو تطوير فكرة أو عمل. فهي تأتي دفعة واحدة، تتنافس فيما بينها، حتى أن بعض المهرجانات تقام في نفس البلد، لكن في مدن مختلفة.

وبعد كل هذه الإشكاليات تأتي مسألة تهميش دور الممثل العربي في هذه المهرجانات التي تقام أساسا لعرض شيء يخصه، فوسائل الإعلام على أشكالها تعنون أخبار هذه المهرجانات بأنها استقطبت أسماء عالمية من نجوم البساط الأحمر، وأن الفنانة الفرنسية أو الأميركية أو الإيطالية فلانة شرفت حفل الافتتاح بحضورها، وكأن الممثلين العرب هم تحصيل حاصل والمفخرة تحصل بقدوم ممثل لا يتكلم ولا يفهم لغة هذه الأفلام في كثير من الأحيان.

وتبقى المفارقة في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثانية والثلاثين، العام الماضي عندما استضاف النجمين التركيين المعروفين بـ ( نور ومهند) أبطال الدراما التركية (نور) في المهرجان، حيث انتقدت محاولة المنظمين الترويج لحفل افتتاح المهرجان كما يروج لمستحضرات التجميل وعلب الشامبو، وبعض الفيديو كليبات الغنائية.

العدد 2584 - الجمعة 02 أكتوبر 2009م الموافق 13 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً