العدد 2584 - الجمعة 02 أكتوبر 2009م الموافق 13 شوال 1430هـ

فما هي الحكومة الشاطرة؟!

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ما نشهده من كثرة وعود حكومية وأحلام وأماني لا حد لها في كل أسبوع من مجلس الوزراء الموقر، يثير الاستغراب، إذ لا يمر أسبوع دون أن يكون لمجلس الوزراء جملة من الأحلام الجديدة والتوجيهات السديدة لتحقيق الرفاه لأبناء هذا الوطن.

هذه الأحلام التي لا نراها إلا على أوراق الصحف وعبر أثير تلفزيون العائلة العربية ليتلوها تشكيل اللجان ومن ثم لجان اللجان ولجان لتفعيل لجان وأخرى لتعطيل لجان، حتى تموت كل الأحلام في دهاليز تلك اللجان.

ما يثير الاستغراب أنه منذ زمن ليس ببعيد وجّه سمو رئيس الوزراء لحل قضية الجامعيين العاطلين من خريجي الخدمة الاجتماعية بعد عدة اعتصامات نفذوها أمام وزارة التربية والتعليم، وكالعادة اجتمعت اللجان من الجهات المعنية وشُكلت لجان لدراسة الحالة، وكأن الحالة جديدة لم تكن موجودة من قبل ولم تُدرَس من قبل ولم يُسلَّط عليها الضوء مرارا وتكرارا حتى مَلَّ الجميع من الحديث في هذه القضية، وحل هذه القضية من خلال تفعيل أمر أقره مجلس الوزراء منذ زمن طويل وهو تحديد مشرف اجتماعي لكل 250 طالبا في كل مدرسة.

قد لا يُعجب البعض حديثنا عن الحكومة أو انتقادنا لها ولأدائها، وقد يتهمنا البعض بالمبالغة إذا ما قلنا وذهبنا إلى أبعد من أن الحكومة غير قادرة على تفعيل قراراتها التي تذهب ادراج الرياح سريعا لأسباب عدة، منها: عدم المتابعة لتنفيذ القرارات، عدم الاهتمام أصلا بمثل هذه القضايا بقدر ما يكون الهدف «بهرجة إعلامية».

فقد أعاد مجلس الوزراء من جديد في جلسته الأسبوع الماضي توجيهاته بسرعة حل وضع العاطلين الجامعيين من خريجي الخدمة الاجتماعية، ووجّه المجلس ديوان الخدمة المدنية وصندوق العمل ووزارة التربية والتعليم إلى الإسراع في إيجاد الآليات المناسبة التي تكفل توظيف خريجي الخدمة الاجتماعية وإدماجهم في سوق العمل.

عندما نقول إن الحكومات الشاطرة هي تلك التي توازن بين ما هو في يدها من موارد وبين الأحلام التي يمكن أن تحققها، والحكومة الذكية هي تلك التي تستطيع أن تخرج نفسها من عنق الزجاجة في أشد الأزمات، والحكومة الناصحة هي تلك التي تستميل الرأي العام لجانبها لدعم مواقفها، والحكومة القوية هي تلك التي تنفذ توجيهاتها بسرعة ولا تحتاج إلى توصية جديدة لسرعة إيجاد الحل.

ليس تهكّما أو إساءة ولا استنقاصا من حق أي فرد في الحكومة، إنما الأمر واقع وحقيقة لا يمكن أن نغطيها ويجب أن يتقبلها الجميع بأن الحكومة الذكية والقادرة والقوية هي مثل تلك المرأة الشاطرة التي يمكنها أن «تغزل برجل حمار» وليس فقط بإبرة.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 2584 - الجمعة 02 أكتوبر 2009م الموافق 13 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 12:00 م

      سؤال محير

      لماذا العاطلين كلهم من مذهب واحد فقط لماذا يوظف غيرهم من المذهب الآخر من أول ما يتخرج من الجامعة مع أنه اقل تحصيل دراسي بكثير من هؤلاء العاطلين؟ أليست طائفية؟ مكتب التوظيف في التربيه كلهم من مذهب واحدة؟ أين الوطنية وأين الضمير الذي يدعونه؟

    • زائر 2 | 4:46 ص

      مقال جريء - مبتعث وعاطل في الخدمة الاجتماعية

      أسجل إعجابي بهذه الكلمات المصفوفة حول اصدار التوجيهات والقرارات التي لا تفعل. نشر مؤخرا أن هناك 200 شاغر كشفت عنهم الوفاق مؤخراً لخريجي الخدمة الاجتماعية. بينما تدعي الوزارة أنها نفذت قرار 250 طالب لكل مرشد اجتماعي، وتحرج الوزارة أكثر من مرة ليصرح أحد مسئوليها بأن هناك شواغر وظيفية لكن "الميزانية" وما أدراك ما الميزانية؟! هذا الأسبوع كشف ش.علي سلمان عن تعاطي الوزارات السلبي مع النواب لزيادة مخصص الوزارة من ميزانية الدولة .نحن عاطلون في أحد أهم التخصصات بل إني مبتعث من الوزارة!

اقرأ ايضاً