العدد 2588 - الثلثاء 06 أكتوبر 2009م الموافق 17 شوال 1430هـ

دوريات مشتركة لمنع نشوب حرب أهلية في العراق

يأمل مسئولون أميركيون أن تبني الدوريات المشتركة بين الجيش العراقي وغالبية من العرب والقوات الكردية الثقة في المناطق الشمالية المتنازع عليها التي يسودها التوتر لترطب من جفاف العلاقات الذي يخشى كثيرون أن يكون سببا في اندلاع الحرب المقبلة في العراق. ولا تثق القوات ذاتها في تحقيق ذلك. ويقول شموك حيدي (28 عاما) من قوات البشمركة الكردية من نقطة تفتيش خارج بلدة وانا الصغيرة التي تحيط بها الجبال لانحتاج الجيش العراقي هنا.

سيثيرون مشاكل ولن يقبلهم الناس. وبعد ستة أعوام ونصف العام من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة والإطاحة بالرئيس العراقي المخلوع صدام حسين لا يزال شمال العراق محور النزاع بين الأقلية الكردية والحكومة العراقية في بغداد التي يغلب عليها الشيعة للسيطرة على أراضيه واحتياطياته النفطية. ويريد الأكراد ضم مناطق شاسعة بشمال العراق ومن بينها مدينة كركوك المنتجة للنفط لمنطقتهم شبه المستقلة. ويعتبر المسئولون الأميركيون الذين يسابقون الزمن لإقرار الهدوء في العراق قبل انسحاب القوات القتالية الأميركية من العراق الخلاف أكبر تهديدا لاستقرار البلاد الذي كادت أعمال العنف بين السنة والشيعة أن تمزقه. ونقل صدام حسين آلاف الأكراد من كركوك ومناطق أخرى في إطار سياسة التعريب، ولكن السكان العرب يقولون إن الأكراد انتقلوا بأعداد كبيرة بعد العام 2003 لقلب الميزان لصالحهم. وتأجل استفتاء بشأن وضع المناطق المتنازع عليها، ويخشى مسئولو الأمم المتحدة أن يؤدي لنشوب حرب أهلية. وحتى الآن حدثت عدة مواجهات بين القوات العربية والكردية في المناطق المتنازع عليها ولكن لم يقع اشتباك مسلح فعلي. وفي أغسطس/ آب لمح قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال راي اوديرنو لتشكيل قوات ثلاثية من الجيش العراقي والبشمركة والقوات الأميركية للإشراف على نقاط التفتيش والقيام بدوريات مشتركة.

والفكرة بسيطة. فمن خلال العمل معا وبناء علاقات يقل احتمال تبادل إطلاق النار على بعضهم بعضا. ويتوقع أوديرنو أن يقوم الجيش الأميركي بدور أشبه بقوات حفظ السلام في منطقة تشهد استقرارا متزايدا ولكنها ما زالت قابلة للاشتعال. ويقول مسئولون عراقيون وأميركيون أن قادة جميع الأطراف يوافقون من حيث المبدأ ولكن لم يتم الاتفاق على التفاصيل بعد.

ويعارض بعض الساسة العرب في المناطق المتنازع عليها الفكرة بشدة.

وصرح أوديرنو للصحافيين في واشنطن هذا الأسبوع لا يزال أمامنا شوط نقطعه. ومثل كثير من البلدات في هذا الجزء المضطرب من العراق يعيش الأكراد والعرب جنبا إلى جنب في وانا.

ورغم النزاع عليها إلا أن البشمركة يسيطرون فعليا عليها. ويرفرف العلم الكردي بشمسه الصفراء فوق المباني ونقاط التفتيش، وكثيرا ما يكون ذلك بالقرب من صور رئيس كردستان العراق مسعود البرزاني، بينما لا يرى العلم العراقي في أي مكان. وحين تسير بمحاذاة نهر دجلة في اتجاه الموصل تختفي نقاط تفتيش البشمركة وتظهر نقاط تفتيش الجيش العراقي ومعظم أفراده من العرب.

وهناك يثير جنود عرب مخاوف مماثلة بشأن الأكراد. وقال مهدي نعيم الذي يحرس نقطة تفتيش في حي تقطنه غالبية من العرب في الموصل اسأل أي أسرة هنا وستقول الشيء نفسه...

لا نريد البشمركة هنا. وأضاف لا أعتقد أنها فكرة جيدة حتى إذا كان ذلك إلى جانب الجيش العراقي.

وشكا بعض السكان العرب في الموصل من سوء معاملة القوات الكردية منذ العام 2003،وتثير مثل هذه التعليقات تساؤلات بشأن إثارة الدوريات توترات بدلا من تهدئتها مهما كانت النوايا طيبة. ومع استمرار نشاط تنظيم «القاعدة» وجماعات أخرى حول الموصل مستهدفة القوات المحلية والمدنيين في محاولة لتأجيج صراعات عرقية بشمال العراق فإن التعاون أمر ملح. وأدت سلسلة من التفجيرات الهائلة في مناطق متنازع عليها في نينوى لتبادل الاتهامات بين العرب والأكراد ما صعد من خلاف يصب في مصلحة المسلحين. وقال الكولونيل جاري فوليسكي قائد القوات الأميركية في الموصل «لا يتعلق بالأمن بل السياسة، ما فعله المسلحون في بعض هذه المناطق هو...».


هناك فجوة ...

توجد نقطة تفتيش في الشمال وأخرى في الجنوب وهناك فراغ بينهما يمكن للمسلحين التحرك داخله دون أن يعترضهم أحد وهو المكان الذي وقعت فيه هذه الهجمات.

نحن نسد هذه الفجوات. وربما كما هو متوقع يكون الأكثر حرصا على الدوريات المشتركة هم العرب الذين يقيمون في مناطق يسيطر عليها الأكراد والسكان الأكراد في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش العراقي ويشكو كل من الاثنين من تفرقة. ومحمود أحمد موظف عربي يعمل في سد الموصل ويشكو من تأخره كثيرا عن العمل بسبب نقاط تفتيش البشمركة ويقول يضطهدنا البشمركة.لا يحترمون العرب على الإطلاق.

وكادت قوات البشمركة والقوات العراقية أن تدخل في صدام بسبب بلدة خانقين الشرقية في أغسطس من العام الماضي.

وفي نينوى اضطرت القوات الأميركية للتدخل هذا العام والتوسط ثلاث مرات لمنع اشتباكات بين قوات شديدة التسليح من الجانبين. وفي إحدى المواجهات أمر رئيس الوزراء نوري المالكي القوات بالتوجه لسد الموصل بعدما سمع عن تهديد أمني هناك ما أدى لتوترات مع البشمركة التي تسيطر على السد. دور الوسيط الذي تقوم به القوات الأميركية لتهدئة التوترات أثار مخاوف بشأن ما سيحدث بعد انسحابها. وقال أحمد علي وهو عربي يقيم في جزء يسيطر عليه الأكراد في نينوى إذا ذهب الأميركيون ستندلع حرب أهلية بكل تأكيد.

العدد 2588 - الثلثاء 06 أكتوبر 2009م الموافق 17 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً