استيقظ الموريتانيون فجر أمس الأحد على محاولة انقلابية قام بها ضباط وجنود هاجموا أهدافا حيوية في العاصمة الموريتانية نواكشوط خصوصا وسيطروا على القصر الجمهوري ومقر قيادة أركان القوات المسلحة.

ولايزال مصير الرئيس الموريتاني معاوية ولد طايع الذي وصل الى الحكم عن طريق انقلب عسكري العام 1984 مجهولا، بينما اشارت بعض الانباء الى انه لجأ الى السفارة الفرنسية. ووفقا لصحافي موريتاني مستقل تحدث لـ «الوسط» قائلا ان «معارك ضارية دارت عند حدود الساعة العاشرة بالتوقيت العالمي استخدمت فيها المدرعات عند مشارف القصر الرئاسي بين قوات الحرس الجمهوري والقوات الانقلابية. ونقل عن مصادر قريبة من الانقلابيين أن قائدهم هو صالح ولد حنا وهو عقيد في فرقة المدرعات، أقيل من الجيش الموريتاني العام الماضي و يتحدر من المناطق الشرقية في البلاد ذات الحضور الكثيف في الجيش.

ولد الطايع هرب إلى مكان مجهول

انقلابيون يسيطرون على القصر الجمهوري في نواكشوط

نواكشوط - الوسط، وكالات

شهدت موريتانيا أمس محاولة انقلابية قام بها ضباط بالجيش وأدت إلى هروب الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع من القصر الجمهوري، وتردد أن الانقلابيين سيطروا على أماكن حساسة كالقصر ومبنيي الإذاعة والتلفزيون وهيئة أركان الدرك الوطني وقيادة القوات الجوية ووحدة المدرعات. وعلمت «الوسط» عبر اتصال بمصادر موريتانية أن الانقلابيين طوقوا القوات الموالية لولد الطايع في العاصمة نواكشوط، وأن تلك القوات لم تستطع الصمود أمامهم. وأفادت أنباء بأن الرئيس الموريتاني هرب إلى السفارة الفرنسية بنواكشوط وطلب اللجوء السياسي إلى فرنسا غير أن مصدر دبلوماسي فرنسي في باريس أكد أن ولد الطايع لم يلجأ إلى السفارة خلافا للشائعات التي تسري في المدينة.

وأعلن «ضابط أعلى» في قوات الدرك في اتصال هاتفي أجرته معه وكالة الأنباء المغربية من الرباط أن محاولة الانقلاب يقودها صلاح ولد حنانة، وهو عقيد في فرقة المدرعات أقيل من الجيش الموريتاني العام الماضي. وأوضح الضابط أن ولد حنانة معروف بأفكاره «البعثية»، مشيرا إلى أن له شركاء في صفوف فرقة المدرعات وسلاح الجو هم من الناصريين والقوميين العرب. وقال إن «قائد فرقة المدرعات ولد الغزواني خارج البلاد إذ يقوم بدورة». وأضاف للوكالة المغربية أن القوات الموالية للحكومة كانت تنتظر وصول تعزيزات من شمال موريتانيا وجنوبها. وذكرت قناة «الجزيرة» الفضائية أن القصر الرئاسي قد دمر بالكامل نتيجة المعارك التي دارت بين الانقلابيين والقوات الحكومية منذ الصباح. وأشارت القناة إلى أنهم ألقوا القبض على رئيس الوزراء الشيخ العافية ولد محمد خونا إضافة إلى رئيس الأركان وقائد الحرس الجمهوري. وأوضحت أن القتال تواصل منذ ساعات الصباح الأولى في حين يظل مصير الرئيس الموريتاني مجهولا. وأكد الأمين الوطني للجبهة الشعبية الموريتانية المعارضة «بدى ولد بنه» أن عناصر من الجيش الموريتاني تقف خلف الانقلاب ضد النظام الحالي. وقال ولد بنه في تصريحات خاصة لراديو مونت كارلو أن التذمر والغضب الشعبي مستمر منذ ما يزيد على 18 عاما، كما ازداد في السنوات الأخيرة بشكل كبير. وأوضح المعارض الموريتاني أنه يوجد في موريتانيا حاليا جيشان. أولهما جيش مقرب للرئاسة وهو مكون من حوالي 2000 شخص برتبة ضباط وضباط صف ينتمون عصبيا إلى أسرة الرئيس. وأضاف أن هناك جيشا آخر يعانى كل المآسي التي يعانيها الشعب بأكمله.

ومن جانب آخر ذكر شهود عيان أن معارك بالأسلحة الثقيلة استمرت حتى الظهر ومازالت أصوات النيران تسمع بين فينة وأخرى. وقال أحد سكان العاصمة في اتصال هاتفي إن «القصف يسبب اهتزاز الجدران»، مشيرا إلى أن القذائف قد تكون أطلقت من دبابات. وبشأن القوات على الأرض، لم تذكر أية معلومات موثوق بها أو تم التحقق منها بينما تسري في المدينة شائعات كثيرة تتحدث خصوصا عن ضابطين كبيرين جرحا أو قتلا. وقال أحد الأهالي «العشرات جرحوا والمستشفيات تبذل ما في وسعها لتتكيف مع الوضع. وفر مئات السجناء من السجن المركزي بعدما اختفى حراسه أثناء الفوضى. ويذكر أنه تصاعد التوتر في موريتانيا في أعقاب الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على العراق فيما شنت الحكومة حملة صارمة على من يشتبه بأنهم إسلاميون وبعثيون وساسة من المؤيدين للرئيس العراقي المعزول صدام حسين. ووجهت اتهامات لاثنين وثلاثين من الزعماء الإسلاميين في وقت سابق من هذا الشهر بتهديد الأمن القومي.

معلومات أساسية عن موريتانيا

الاسم الكامل: الجمهورية الإسلامية الموريتانية، الاسم المختصر موريتانيا، عاصمتها نواكشوط. تاريخ الاستقلال: 28/11/1960 تاريخ الانضمام إلى الأمم المتحدة 1969.

تقع موريتانيا في غرب إفريقيا، المساحة الإجمالية: 1030700كم؟ يبلغ عدد التعداد السكاني 2667859 (تقديرات سنة 2000)، النظام السياسي: جمهوري، برئاسة معاوية ولد سيد أحمد طايع الذي ولد في العام 1941، يرأس الحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي.

خبراته السابقة: رئيس العمليات العسكرية، ثم رئيس الأركان تحت قيادة ولد داده (76-1978).

العمل السياسي: شارك في الانقلاب العسكري (1978)، وزير الدفاع (78- 1979)، وزير مسئول وسكرتير دائم للجنة العسكرية للإنقاذ الوطني (79-1981)، وزير المناجم والطاقة(80- 1981)، رئيس الوزراء ووزير الدفاع (81- 1984)، رئيس أركان القوات المسلحة (1984).

تولى السلطة بانقلاب عسكري (84- 1992)، انتخب رئيسا للجمهورية في 18/4/1992، عدد النـزاعات 3، أطرافها السنغال، مالي، المغرب، وذلك في العام 1960 - 1963م (مالي)، 1961 - 1969م (المغرب)، 1989 - 1990م (السنغال)، الأسباب: الحدود (السنغال، مالي)، تأسس موريتانيا، مسألة الصحراء الغربية (المغرب)