العدد 276 - الأحد 08 يونيو 2003م الموافق 07 ربيع الثاني 1424هـ

قسم الإعلام... هل هو الجود بالموجود ؟!

يتوافق عمل الاعلام الموجه للخارج في بلد ما، مع ما تقوم به وزارة الخارجية، من محاولة لتحسين صورة البلد، وتسويقه سياسيا واقتصاديا وسياحيا، وربطه مع العالم باتفاقات صداقة وأخوة ذات مصلحة بالدرجة الأولى. واذا ما كانت وزارة الخارجية ضعيفة، وغير مؤهلة أكاديميا وعمليا، فإنها ستفشل بلا شك في خلق جسور صداقة وأواصر محبة مع الآخرين، وستبقى هذه الدولة اذن وحيدة على قارعة الطريق، بينما يتسابق الآخرون لحصد الاستثمارات والصفقات والنجاحات على الأصعدة كافة. وما ينطبق على وزارة الخارجية، ينطبق تماما على الاعلام، الذي يجب أن يكون مؤهلا وقادرا، ليضطلع بدوره الريادي ذاك.

وليس الاعلام الخارجي فقط، الذي يحتاج إلى كوادر مبدعة ومنتجة، فلا يمكن بأي حال من الأحوال الفصل بين الاعلام الموجه للداخل عن ذاك الموجه للخارج، في ظل وجود بث فضائي، لا تحده حدود جغرافية أو سياسية. ومن هذا المنطق كان حديثنا عن الاهتمام بالكوادر الاعلامية، وتدريبها عمليا، وتجهيزها لخلق سفراء يتحدثون باسم البلد، ووزراء يستدلون على العثرات ويصلحون الأخطاء.

في وطننا، يقوم قسم الاعلام والسياحة والفنون في جامعة البحرين بالدرجة الأولى بهذا الدور الحساس، لكونه القسم الرسمي الوحيد الذي يفترض أن يؤهل كوادر اعلامية تغذي شريان الاعلام البحريني بالطاقات. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه... هل يقوم قسم الاعلام بجامعة البحرين بهذا الدور فعلا؟

ربما تفكر الادارة الجامعية بهذه الطريقة: تستطيع أن تفتح قسما لعلوم الفلك، أو علم الذرة، بكل سهولة، وما عليك سوى اعداد أكثر من مكتب، وكتابة لوحة كبيرة تحت عنوان القسم المراد افتتاحه، ومخاطبة أحد البروفيسورات، ليأتي ويقدم وصلته التدريسية في أي فصل دراسي، وانتهى الأمر.

ليس في ذلك تجني ولا مبالغة، ولا هو حديث العواطف كما سمته ادارة العلاقات العامة في الجامعة في ردها علينا المرة الفائتة، بل واقع، يحاول الكثيرون الهرب منه، لأنه يوضح مدى العجر، ويبرز مكامن الخلل.

وتدليلا على صحة كلامنا، نورد هذه القصة. ذهب أحد الطلاب ذات مرة لقسمه، وسأل سكرتيراته عن الخطة الجديدة المقررة للاعلام هل تشمل دفعة «2000» أم لا ؟ فأجابت احدى السكرتيرات بالايجاب والاخرى بالنفي، وهذا في القسم الواحد بل المكتب الواحد، فما بالك بالتنسيق بين الكليات والاقسام الأخرى؟!

في قسم الاعلام نفسه، تأخر أحد الاساتذة على طلابه ذات يوم، ثم ما لبث أن دخل وسلم عليهم والابتسامة تعلو وجهه، فتساءلوا عن ذلك؟ فقال: كنا في اجتماع القسم نحاول توزيع مواد الفصل المقبل وترتيب جداول الحضور، والغريب أن الصراع نشب بين الاساتذة، بسبب أن معظمهم يريدون الحضور صباحا والانتهاء من الدوام قبل الظهر، من دون مراعاة للطلبة، و الأنا حاضرة بقوة هنا!

وأستاذ أحد مواد الاعلام يشتكي لطلابه عدم وجود غرفة مجهزة بفيديو وتلفاز ليعرض لهم بعض اللقطات التي تصب في صميم المادة، فتخيل معي كيف يعجز مدرس المادة عن توفير ما تعتبره الاسرة البحرينية كماليات ، فهلا خصصتم لهذا القسم الفقير موازنة يمكنه من خلالها بدء أعماله؟!

وأستاذ آخر، عمل على تدريس طلابه فن التصوير والمونتاج نظريا طيلة الفصل الدراسي، وعندما شارف على الانتهاء، وصلت الكاميرات المخصصة لهذه الدروس ولكنها لم تكن لتكفي ربع الطلاب، وتم تجهيز غرفة مسكينة تحتوي على جهازين مونتاج، والآن تعمل الغرفة بجهاز واحد بعد تعطل الجهاز الآخر. والحديث ذو شجون، والقصص كثيرة، ونطرح هذا التساؤل مرة أخرى على ادارة الجامعة، وأرجو أن يتحملونا، فالأسئلة التي تنتظر الاجابات كثيرة... هل يصح أن يستغني الدكتور عن جانب مهم من المقرر بسبب عدم وجود قاعة مجهزة بفيديو وتلفاز؟!

هذا غيض من فيض، وطبعا من لا يتحمل تبعات انشاء قسم من هذا النوع، يقطع الطريق على نفسه بعدم فتح هذا التخصص نهائيا، فمن لا يستطيع تحمل المسئولية، لا يحمل نفسه أعباء المسئوليات.


ماذا يحتاج قسم الاعلام في جامعة البحرين؟

فصول خاصة بطلبة الاعلام.

غرفة مونتاج تلفزيوني، تحتوي على أكثر من خمسة أجهزة على الأقل.

مختبر يحتوي على عشرين حاسوب على الأقل، مجهزين بكافة البرامج التي يحتاجها طالب الاعلام، خصوصا مع افتتاح فرع اعلام/ وسائط متعددة، وتجهيز الكمبيوترات بالبرامج التي تخص التحرير الصحافي.

قاعات مخصصة للعرض، وتحتوي على أكثر من تلفزيون وفيديو، وأجهزة عرض الصور على الحائط.

استديو تلفزيوني واذاعي على هيئة مختبر للطلبة.

توفير مستلزمات العمل الاعلامي، ومنها كاميرات الفيديو والكاميرات الرقمية الحديثة.

ربط المؤسسات الاعلامية في المملكة بالقسم مباشرة، وفتح وزارة الاعلام لطلبة الاعلام.

ربط مطبعة الجامعة بقسم الاعلام، ودعم كافة المشروعات وأعمال الطلبة، ومنها اصدار جريدة باسم طلبة الاعلام أو طلبة الجامعة

العدد 276 - الأحد 08 يونيو 2003م الموافق 07 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً