العدد 282 - السبت 14 يونيو 2003م الموافق 13 ربيع الثاني 1424هـ

بريمر: لن نلزم أنفسنا بموعد نهائي للانسحاب

معترفا بمقاومة عراقية ضدّ الاحتلال

محمد دلبح comments [at] alwasatnews.com

.

قال الحاكم الاميركي في العراق بول بريمر إنه لا يعتقد أن على الولايات المتحدة أن تلزم نفسها بتحديد موعد نهائي لإنهاء احتلالها، وانها لن تسحب قواتها قبل أن تنهي مهمتها. مؤكدا في الوقت نفسه ان قوات الاحتلال تواجه مقاومة منظمة في غرب بغداد وشمالها من «الموالين للرئيس العراقي صدام حسين» الذين ينخرطون في «عمليات تخريب سياسي محض». وقال: «إننا لا نرى دلائل على قيادة مركزية وإشراف في تلك المقاومة في هذه المرحلة على رغم أنني لا أستبعد ذلك بكل تأكيد وهذا يعني أن هناك جماعات منظمة ولكنها صغيرة وقد يكونون من خمسة أو ستة رجال يقومون بهجمات معزولة ضد جنودنا، وإننا نراقب لنرى إن كان ذلك سيتطور إلى مقاومة أكثر تنظيما وأكثر اتساعا وموجهة مركزيا».

واضاف، في شهادة قدمها عبر الأقمار الاصطناعية من بغداد في جلسة استماع للجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي إلى حوار مع صحافيين في «البنتاغون» الخميس الماضي، إن الولايات المتحدة لن تنجح في عملها من دون شراكة مع الشعب العراقي وأن النفط سيدخل من جديد السوق العالمية وسيزيد انتاجه إلى 1,5 مليون برميل يوميا مع نهاية العام الجاري، انتاجه الحالي 600 ألف برميل.

وأبلغ بريمر اللجنة أن الوضع في العراق يتطلب الكثير من العمل الأمر الذي ينبغي فيه التحلي «بالوقت والصبر» لإعادة بناء ما وصفه بـ «اقتصاد مريض». وقال: إن «إصلاح أضرار النظام السابق المادية والإنسانية والسيكولوجية يعتبر عملا ضخما وأن هذا العمل سينجح فقط إذا كانت لدينا شراكة مع الشعب العراقي».

وادعى بريمر أن مرحلة عمله الأولى كانت استعادة الخدمات الأساسية، مثل: الماء والكهرباء واعادة القانون والنظام. وقال: «أعدنا المياه والكهرباء وهي الآن في أجزاء كثيرة في العراق بالمستويات التي كانت عليه قبل الحرب». وقال: «ان المرحلة الثانية لإعادة بناء العراق تكمن في بدء تنشيط الاقتصاد اذ ان البطالة بلغت نحو 50 في المئة قبل الحرب وانها الآن أكبر من ذلك». واضاف: «إن هذا هو التحدي الأكبر للولايات المتحدة وانه يجب علينا الآن أن نوجد الوظائف للعراقيين وهي الأولوية العليا الآن».

وقال بريمر أنه أعلن في 10 يونيو/ حزيران الجاري برنامج عمل بسبعين مليون دولار لمساعدة الطوائف المحلية، وبرنامج طوارئ للبناء بمئة مليون دولار بتمويل عراقي.

وادعى أن 58 دولة بما فيها فرنسا وألمانيا ساعدت ماليا في إعادة إعمار العراق. وقال: «لا يوجد من جانبنا أي تردد في الترحيب باشتراك بلدان كثيرة في ذلك». موضحا أن ذلك البرنامج تديره وزارة الدفاع (البنتاغون) بمساعدة وزارة الخارجية الأميركية. وقال: «بعد رفع العقوبات الاقتصادية سيدخل النفط العراقي السوق العالمية للمرة الأولى وسنكون قادرين على تصدير كمية من النفط بعد بيع 8 ملايين برميل موجودة الآن في مخازن في تركيا».

وقال: «ان عملية إعادة بناء جيش عراقي بدأت وحددنا مواقع للتدريب والتجنيد. والمهمة الأصعب ستبدأ هذا الصيف عندما نبدأ في وضع دستور جديد. وقال: «إن مؤتمرا دستوريا سيدعى إلى الانعقاد قبل نهاية يوليو/تموز المقبل لبدء هذه العملية». وقال: «الدستور الذي يحتاج إليه العراق يجب أن يكتبه العراقيون ويجب أن يأخذ في الاعتبار التاريخ العراقي وثقافته وتجاربه الاجتماعية ولن يكون دستورا يمليه الأميركيون. وهي عملية يجب أن يشارك فيها ممثلو كل المواطنين في العراق ويجب أن يشمل في هذه الحال المسيحيين».

وقال بريمر انه لا توجد مواعيد نهائية للاحتلال الأميركي للعراق. «أعتقد أن الرئيس (بوش) رسمها بوضوح كما فعل وزير الدفاع (رامسفيلد) وهو اننا سنبقى إلى أن ننهي عملنا وليس أطول من ذلك بيوم واحد ولن نترك العراق قبل أن ننهي عملنا»

العدد 282 - السبت 14 يونيو 2003م الموافق 13 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً