اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلية فجر أمس في مدينة الخليل أكثر من 160 ناشطا فلسطينيا في حركة حماس، وفرضت بعد ذلك حظر تجوال في المدينة، الأمر الذي وصفه وزير شئون مجلس الوزراء الفلسطيني بـ «محاولة تقويض الحوار الوطني الفلسطيني»، خصوصا وأن حملة الاعتقالات تأتي في وقت تترقب فيه السلطة ردا من الفصائل بشأن الهدنة في حين أكدت حركتا حماس والجهاد أنهما تدرسان الموضوع. من جانب آخر قالت الإذاعة الإسرائيلية ان «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية على وشك الاتفاق على نقل المسئولية الأمنية في غزة وبيت لحم إلى السلطة، غير أن مصادر أخرى أكدت أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من كامل غزة، بينما أقام بعض المستوطنين اليهود بؤرة استيطانية جديدة قرب مستوطنة «يتسيهار» جنوب نابلس.
الأراضي المحتلة - محمد أبو فياض، وكالات
اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 160 فلسطينيا من أتباع حماس في الخليل، الأمر الذي استنكره وزير شئون مجلس الوزراء الفلسطيني ياسر عبد ربه بقوله إن تلك المحاولات الإسرائيلية على مدى الأسابيع الماضية تستهدف إثارة غضب حركة حماس وإعاقة التوصل إلى اتفاق بينهما وتقويض الجهود المبذولة للوصول إلى هدنة. وأبعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خمسة معتقلين فلسطينيين إلى الأردن وأريحا، في حين قالت مصادر إسرائيلية إنه سيتم قريبا نقل المسئولية الأمنية في غزة وبيت لحم للسلطة الفلسطينية، ومددت المحكمة المركزية في حيفا اعتقال قادة الحركة الإسلامية حتى السابع من الشهر المقبل. وأفاد بيان عسكري أن الجيش الإسرائيلي أوقف فجر أمس في الخليل (جنوب الضفة الغربية) أكثر من 160 ناشطا فلسطينيا في إطار حملة اعتقالات واسعة في صفوف حركة حماس.
وأوضح البيان أن العملية التي شنتها وحدات خاصة من سلاح المشاة في الخليل انتهت قرابة الساعة التاسعة صباحا. وأوضح الجيش أن «130 ناشطا ملاحقين ومتعاملين مع حماس أوقفوا خلال العملية». وأفاد البيان ان «البنية التحتية لحماس في منطقة الخليل مسئولة عن اعتداءات قتل فيها 52 مواطنا إسرائيليا بينها الهجوم الانتحاري في الحادي عشر من يونيو/ حزيران الجاري الذي استهدف حافلة في القدس الغربية». وأفاد الجيش أيضا انه هدم في دير أبو ضعيف شرق جنين في منزل الناشط في حركة الجهاد جلال خليل الذي حاول في التاسع من فبراير/ شباط العام 2002 إدخال سيارة مفخخة إلى شمال «إسرائيل». وانتقد وزير شئون مجلس الوزراء الفلسطيني ياسر عبد ربه عمليات الاعتقال وقال إنها تعد محاولة من جانب الحكومة الإسرائيلية لتقويض الحوار الوطني الفلسطيني، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الإيجاب. وفي سياق متصل أبعدت السلطات الإسرائيلية خمسة معتقلين فلسطينيين من سجن كفار عصيون جنوب بيت لحم إلى الأردن وأريحا. وكان المعتقلون محتجزين منذ شهور في السجن، وهم من حملة الجوازات الأردنية. ومن ناحية أخرى صرحت مصادر إسرائيلية أن «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية على وشك الاتفاق على نقل المسئولية الأمنية في غزة وبيت لحم، وأن «إسرائيل» ستنسحب من غزة بيت لحم ولكنها لن تنسحب بشكل كامل من غزة، بحيث سيبقى الجيش الإسرائيلي في غزة. وقالت المصادر الإسرائيلية إن قوات الجيش الإسرائيلي التي ستبقى في غزة ستحاول عدم الظهور بشكل بارز وستخفف من دورياتها، وإن مهمة هذه القوات ستقتصر على حماية المستوطنات. وفي موضوع متصل قالت مصادر فلسطينية إن حركتي حماس والجهاد بصدد إرسال وفدين إلى القاهرة لاستئناف الحوار مع القيادة المصرية استكمالا للحوارات التي سبق أن أجراها رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان ونائبه في مدينة غزة غير أنه نفت مصادر من حركتي حماس والجهاد صحة الأنباء بشأن انعقاد لقاء فلسطيني - فلسطيني في القاهرة، وقالت انه لا علم لها بهذا اللقاء وان الأمر مجرد إشاعة بهدف إثارة البلبلة. وأكدت الجهاد انه لا يمكن القبول بالهدنة في حين يقوم الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائمه وعدوانه في الأراضي الفلسطينية. وكانت حماس أكدت أمس أن المشاورات بخصوص موضوع الهدنة مازالت جارية ولن تعلن حماس عن موقفها بعد.
وميدانيا في جنين فرضت تلك القوات حظر التجول على قرية الفندقومية وتم اقتحام القرية وفرض عليها حظر التجول، وانتشرت في شوارعها. وحاصرت منزل المواطن خليل محاميد، وأجبرت السكان على إخلائه، ووضعت كمية كبيرة من المتفجرات داخل المنزل، المكون من طابق واحد، ويؤوي عشرة أفراد، ونسفته على ما فيه من محتويات. وفي بيت لحم احتجزت قوات الاحتلال عشرات المركبات في منطقة سوق الشعب في مدينة بيت ساحور، واعتقلت الشقيقين رأفت ورامي أحمد خليف (26عاما) و(24عاما) من منطقة الخليفات. وفي رام الله عززت قوات الاحتلال من انتشارها العسكري في محيط بلدة الرام شمال مدينة القدس الشريف، واحتجزت عددا من المواطنين الذاهبين إلى أماكن عملهم، وانتشر الجنود بشكل كبير على طريق رام الله- القدس العام، وشرعوا بعمليات تفتيش واسعة في صفوف المواطنين. وفي رفح دمرت تلك القوات محطة ملاحية جوية للهبوط «ILS» على رأس مدرج «مطار غزة الدولي» من الجهة الشرقية، وسرقت ونهبت محتوياتها، التي هي منحة من قبل الحكومة الألمانية في إطار مشروع إنشاء المطار، وتبلغ قيمتها 1,5 مليون دولار. وكانت تلك القوات أقامت برجا عسكريا جنوب محافظة رفح، وجلبت شاحنة ضخمة برجا من الخرسانة المسلحة، وقامت رافعة عملاقة بإنزاله، فيما شرع جنود الاحتلال بتركيب البرج في منطقة البرازيل جنوب رفح. على ذلك، أقام المستوطنون الإسرائيليون، فجرا بؤرة استيطانية جديدة إلى الغرب من مستوطنة يتسهار، في الضفة الغربية المحتلة. ومن جانب آخر قررت المحكمة المركزية في حيفا تمديد اعتقال قادة الحركة الإسلامية حتى السابع من الشهر المقبل، وتقرر عقد الجلسة المقبلة للمحكمة يوم السابع من الشهر المقبل، للاستماع إلى رد الدفاع على لائحة الاتهام.
القدس المحتلة - قنا
أعلن قائد سلاح الجو الإسرائيلي دان حالوت أنه لا يعلم بوجود أيّ قرار يقضي بوقف العمليات التي تستهدف مسلحين فلسطينيين «يصفهم بالمخربين»، وأكد انه إذا توافرت معلومات بشأن مسلحين فلسطينيين أو الذين تسميهم «إسرائيل» «قنابل موقوتة» فان «إسرائيل» ستعمل ضدهم. واعترف أن مثل هذه العمليات أسفرت عن إصابة مدنيين وان لم يكونوا هدفا مباشرا. وقالت إذاعة «إسرائيل» إن أقواله وردت في حديث لإذاعة «إسرائيل» بمناسبة حلول ذكرى تأسيس سلاح الجو الإسرائيلي. وقال ان نسبة نجاح عمليات سلاح الجو ضد المسلحين الفلسطينيين هي مرتفعة وان إصابات سلاح الجو لمدنيين تشكل 25 في المئة من حجم العمليات التي تستهدف المسلحين
العدد 292 - الثلثاء 24 يونيو 2003م الموافق 23 ربيع الثاني 1424هـ