العدد 296 - السبت 28 يونيو 2003م الموافق 27 ربيع الثاني 1424هـ

أنابيب النفط... الهدف الأول للمقاومة العراقية

عصام فاهم العامري comments [at] alwasatnews.com

.

يبدو أن المقاومة العراقية التي ادركت أن النفط هو العامل الاساس الذي دفع الادارة الأميركية الى شن الحرب على العراق واحتلاله، اختارت ان تستهدف انابيب النفط المنتشرة على طول ارض العراق في محاولة منها لجعل كلف بقاء الاحتلال باهظة اكثر من حيث الخسائر المادية التي يصعب تعويضها عبر عوائد تصدير النفط في ظل الهجمات المتتالية على انابيب تصديره، ومن حيث الخسائر في الارواح بين قوات الاحتلال.

والمعادلة الآن هي: إذا كان احتلال العراق من أجل النفط فلتكن المقاومة مصوبة نحو النفط وجنود المحتلين. هذا الامر اكدته هجمات المقاومة العراقية في الآونة الاخيرة على أنابيب النفط والغاز شمال وغرب بغداد لاسيما بعد وقوع انفجار الاربعاء الماضي، الذي يعد سادس حادث من نوعه في العراق منذ أسبوعين ، في أحد أنابيب النفط الخام في ناحية الإسحاقي التابعة لمحافظة صلاح الدين (مسقط رأس الرئيس المخلوع). وأدى الانفجار إلى اندلاع نيران كثيفة لا تزال مشتعلة في الأنبوب. ويحاول فريق فني عراقي السيطرة على الحريق ووقف تدفق النفط. ويمثل هذا الانفجار الثاني من نوعه في أقل من 24 ساعة، وذلك بعد ان وقع الاثنين الماضي انفجار قوي في أنبوب للنفط في منطقة بروانة بالقرب من محطة K3 على بعد 250 كلم شمال غربي بغداد.

وأعلن المسئول العراقي المكلف بشئون وزارة النفط ثامر غضبان الخميس الماضي ان الهجمات الأخيرة التي استهدفت أنابيب النفط لن تؤثر على استئناف الصادرات النفطية العراقية، إلا أنه أقر بأنها ستؤثر على الإنتاج.

من ناحية أخرى قال غضبان في مؤتمر صحافي إن بغداد رفعت إنتاجها النفطي إلى أكثر من 500 ألف برميل يوميا من حقولها الشمالية وإن إنتاج الحقول الجنوبية زاد حوالي 100 ألف برميل يوميا ليصل إلى 400 ألف. وكانت طاقة إنتاج النفط العراقية قبل الحرب تبلغ نحو ثلاثة ملايين برميل في اليوم .

ويأتي استهداف انابيب النفط في الوقت الذي تتصاعد فيه كما ونوعا اعمال المقاومة ضد قوات الاحتلال الأميركي البريطاني . وفي آخر التطورات الميدانية الأخيرة تعرضت آليتين عسكريتين أميركيتين لهجوم مباغت في حوالي الساعة 7,40 دقيقة من صباح الخميس الماضي في الخط السريع الذي يربط شارع المطار بحي الخضراء الذي يقع الى جانب حي العامرية في بغداد . وقال شهود عيان ان جنديين على الاقل قتلا واصيب آخرون بجروح . وانتقلت الى موقع الهجوم عدة عربات ودبابات عسكرية اميركية وصارت تفتش السيارات المدنية المارة. وبينما كان الناس يتوجهون الى مواقع عملهم في وسط بغداد اختنقت الطرق القريبة من موقع الحادث بالسيارات وحافلات المرورو استمر الاختناق حتى الحادية عشرة صباحا. وشنت دوريات اميركية في احياء العامرية والسفارات والخضراء حملة تفتيش على ما يبدو للعثور على الجناة. وفي هذه الاثناء وفي تطور آخر فتح جنود أميركيون النار على عراقيين كانوا يشيعون جنازة ويطلقون الرصاص في الهواء في العامرية ما أدى إلى إصابة ثلاثة عراقيين بجروح.

وقال شقيق أحد المصابين علي حسين إنه حاول أن يشرح للجنود الأميركيين أن إطلاق الرصاص في الهواء أثناء تشييع الجنازات من التقاليد لدى بعض القبائل العراقية «لكن الأميركيين أطلقوا النار»، وقام المشيعون بنقل الجرحى إلى مستشفى اليرموك بعد أن رفض الأميركيون القيام بالمهمة

العدد 296 - السبت 28 يونيو 2003م الموافق 27 ربيع الثاني 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً