العدد 300 - الأربعاء 02 يوليو 2003م الموافق 02 جمادى الأولى 1424هـ

أهالي الدير يحلمون بالصلاة في جامع يجمعهم تحت قبة واحدة

مسجد «الخيف» على حافة الافتتاح...

مازال أهالي الدير يحلمون بالصلاة في مسجد يسعهم ويسع طموحاتهم الرامية إلى أن يقف الواحد منهم يوما من الأيام ليصلي في مسجد يستطيع فيه الالتقاء بكل أهالي قريته الذين بلغ تعدادهم نحو 10 آلاف نسمة. هذا الحشد من البشر، وهذه الجباه السمر المشعة بنور الإيمان في بلد الإيمان لم تزل تحلم بمسجد تحط عليه تلك الجباه لا لشيء سوى السجود لمن وجب السجود له.

مسجد «الخيف» كان قطرة الغيث الذي طالما حلم أهل الدير بهطوله وسعى الأهالي إلى تشييد هذا المسجد بعد أن كان ذلك المسجد الصغير المؤسس في الخمسينات من القرن الماضي شحذ الديريون همم بعضهم بعضا لتحقيق الحلم المنتظر وذلك بتشييد مسجد يسع أكثر من ألف جبهة سمراء نوراء.

وتم هدم المسجد القديم في يناير/ كانون الثاني من العام 1999م إذ تبنى المشروع صندوق الدير الخيري وبمؤازرة من الأهالي أولا تم وضع أول حجر في البناء الجديد إذ بلغت محصلة تبرعاتهم أكثر من 40 ألف دينار، كما كان لوزارة العدل والشئون الإسلامية - آنذاك - دور يشهد له وذلك بالمساهمة بـ 120 ألف دينار دفعت على مرحلتين.

وفي مشروع بناء مسجد «الخيف» لم يسجل في ملفات التبرعات حتى اسم واحد من تجار البحرين الأتقياء الكرماء الذين شاع كرمهم في الخليج كله وخلت منه البحرين هذه المرة! وفي المقابل تبرع أحد المحسنين من دولة الكويت بـ 20 ألف دينار دفعة واحدة.

وللمدة الطويلة التي استغرقها هذا البناء المتقطع أعلن الصندوق الخيري عن حملة تبرع لأهالي المنطقة وكان شعارها «لنحيي ليلة القدر المقبلة في جامع الخيف» وكانت محصلة تبرعات هذه الحملة حتى الآن أكثر من 11 ألف دينار كلها كانت من جيوب الأهالي وخصوصا الفقراء منهم.

وبعد هذا الجهد الجهيد والتعب المضني في سبيل تحقيق الحلم بقي المسجد معلقا مذبذبا أشبه ما يكون بهيكل عظمي راسية أقدامه في تربة الدير المطلة على البحر الشرقي للمملكة ينتظر الفرج أكثر من خمس سنوات إذ بلغت كلفة ما تم حتى الآن 152 ألف دينار وبقي على فتح أبواب المسجد الحلم 110 آلاف دينار يقف الصندوق أمامها حائرا لا يدري ما يصنع إذ لم يبق على المسجد إلا التشطيبات النهائية من البناء.

وقام المسئولون في صندوق الدير الخيري بمخاطبة عدد من الجهات الرسمية المعنية بمثل هذه المشروعات الدينية وكان من بين تلك الجهات جلالة الملك إذ أوضحوا لجلالته تفصيلات المشروع وناشدوه وهم يحملون بين طيات تلك المناشدة أملا وثقة بأن يجدوا استجابة تدخل السرور على أكثر من 10 آلاف بحريني وبحرينية يسكنون قرية الدير.

كما كان ضمن الجهات التي تمت مخاطبتها وزارة الشئون الإسلامية وإدارة الأوقاف الجعفرية إذ خاطب الصندوق وزير الشئون الإسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة ومدير إدارة الأوقاف الجعفرية علي الحداد بإسعاف المشروع.

وكذلك التقت إدارة الصندوق بمحافظ المحرق سلمان بن هندي الذي تحمس كثيرا للمشروع إذ قام بعدد من الزيارات الميدانية له الأمر الذي جعله يقوم بمخاطبة الجهات المعنية أيضا.

وفي حديث لـ «الوسط» قال بن هندي: «إن مشروع مسجد الخيف من أولويات المحافظة كما أنني مهتم شخصيا بهذا المشروع وقمت بمخاطبة الجهات الرسمية بهدف استكمال المشروع قبل شهر رمضان المقبل».

وأشار بن هندي إلى أنه على يقين تام أن الجهات التي تمت مخاطبتها والتي من ضمنها وزارة الشئون الإسلامية سترد على الخطابات ردا إيجابيا وستقوم باللازم في أسرع وقت ممكن.

«الخيف» في أجندة اللقاء

من جهته أكد ممثل الدائرة الخامسة في محافظة المحرق حسين عيسى أنه سيلتقي في الأيام القليلة المقبلة مع رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية مصطفى القصاب وسيكون ضمن أجندة اللقاء بحث موضوع مسجد «الخيف» وما يمكن أن تقدمه الأوقاف لهذا المشروع.

وأكد عيسى أنه يتابع جهود صندوق الدير الخيري عن كثب مشيرا إلى أن الصندوق يسعى بفاعلية للانتهاء من العمل في المشروع كما أشار إلى ضرورة أن يلقى هذا المسجد عناية خاصة بعد الانتهاء من بنائه من حيث النظافة والصيانة خصوصا وأنه من أكبر المساجد في محافظة المحرق.

وعن دور الأوقاف الجعفرية الذي يتطلب القيام به لإنجاز المشروع تحدثت «الوسط» مع رئيس مجلس إدارة الأوقاف سيدمصطفى القصاب إذ أكد أن الأوقاف لا يمكن أن تساهم بمبالغ هي أوقاف لمساجد أخرى وقال «الوقف على ما وقف عليه».

وأوضح القصاب «أن إدارة الأوقاف تعاني من مشكلة الوقف هذه إذ كثير من المساجد لها من الأوقاف الكثير وهي في غنى عنها بينما هناك مساجد تحتاج إلى مصروفات كبيرة إلا أنها لا تمتلك شيئا من الأوقاف».

وأفاد القصاب أن مجلس إدارة الأوقاف عرض هذه المسألة على أعضاء محكمة الاستئناف الجعفرية وهم الشيخ أحمد العصفور والشيخ حميد المبارك والشيخ عبد الحسين العريبي لأنهم يمثلون مرجعا للأوقاف في القضايا الشرعية وأكد أنهم سيقومون بدراسة هذه المسألة.

من جهة أخرى اعتبر القصاب القائمين على مسجد الخيف أنهم كانوا متسرعين مشيرا إلى أن المجلس الإسلامي الأعلى لديه مشروع بناء جامعين للسنة والشيعة كل عام وقال «لو أنهم تريثوا قليلا لكان جامع الخيف ضمن الجوامع التي يشملهم المشروع مستقبلا».

وأشار إلى أن الإدارة مهتمة بالموضوع وقال « قمت شخصيا بزيارة ميدانية إلى المسجد للإطلاع على مراحل البناء وسأقوم بمناقشة الأزمة المالية مع مجلس إدارة الأوقاف ومع المجلس الأعلى الإسلامي».

رد الأوقاف غير مقنع

أما الشيخ حمزة الديري وهو أحد علماء القرية اعتبر رد الأوقاف غير مقنع خصوصا في مسألة أن أهالي الدير تسرعوا في البدء بالمشروع وقال «إن ما أثارني هو رد الأوقاف على رغم أنهم يعلمون أن المسجد بقي أكثر من 30 عاما على الحال نفسه كما أنهم يعلمون بهدم المسجد والشروع في البناء والأحرى بهم المساهمة الفاعلة في تشييد هذا المسجد بدلا من التذرع بهذه الأعذار».

وقال الديري: «إن الأوقاف تصرف الكثير من الأموال على القروض وما شابه بينما تبقى المساجد في القرى في أمس الحاجة إلى الدرهم لتشييدها وإجراء الصيانة لها».

وأكد الشيخ حمزة الديري أن القرية بعد أن تعبت من المراسلات إلى تجار البحرين سعت إلى تجار الدول المجاورة إلا أنهم لم يستطيعوا جمع ما يغطي كلفة البناء.

وحث الديري تجار البحرين على الالتزام بالخمس الذي يحل كثيرا من المشكلات المالية في مثل هذه المشروعات وغيرها مشيرا إلى أنه لو تم تطبيق هذا النظام المالي يعني «الخمس» لما استدعت الحاجة إلى السفر خارج المملكة للبحث عن درهم نستكمل به مساجدنا

العدد 300 - الأربعاء 02 يوليو 2003م الموافق 02 جمادى الأولى 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً