مراسيم تخليد ذكرى عاشوراء مملوءة بالبرامج والأنشطة الحيوية المختلفة ولاسيما التوعوية والتي نذكر منها على سبيل المثال حلقات حوارية عن «بيئة المنامة»، مكافحة التدخين من خلال حملة «مآتم بلا تدخين» التي دخلت موسم هذا العام لأول مرة, وذلك ضمن جهود الحملة الوطنية لمكافحة التدخين.

ولعل موسم عاشوراء، مناسبة جيدة لنشر الوعي في أوساط المواطنين بيئيا وصحيا، وهذا لا يتم إلا من خلال طرح برامج قوية في مثل هذه المناسبات الدينية التي تستطيع أن توجه الجمهور نحو ما هو مفيد وصالح لخدمة المجتمع، بل إن تكرارها من كل عام سيساهم بلاشك في توعية المواطن بأهمية تخليد هذه المناسبات في بيئة نظيفة خالية من القمامة على الطريق وأيضا خالية من التدخين.

ولقد وفق منظمو حملة «مآتم بلا تدخين» التي تزور حسينيات المنامة الرجالية والنسائية في اختيار مصطلحات «عاشوراء الجهاد والتضحية» على اعتبار أن الإقلاع عن التدخين هو جهاد مع النفس وهو أحد أنواع الجهاد إن لم يكن أصعبها في قرار الإقلاع.

بعض العادات قد يصعب اجتثاثها من داخل مجتمعات نسوية اعتادت على تدخين «القدو» التي كانت سابقا تملأ الحسينيات النسائية، أو السيجارة بالقرب من الأماكن المغلقة في الحسينيات الرجالية... وكلاهما عادة تضر صاحبها أو صاحبتها ولا تجني نفعا سوى هدر الصحة والمال في شيء ضار.

قد يكون هذا الكلام مكررا لكثرة ما كتب وقيل عن أضرار التدخين، لكن المناسبات الخاصة تكون فرصة للتخلص من العادات التي تضر بصحة الفرد والبيئة وخصوصا أن مظهر التدخين لم يعد مظهرا يواكب التمدن والتطور كما كان ينظر إليه في عهود سابقة.

إن شرب الشاي والقهوة لم يعد مصاحبا مع عادة التدخين في مقاهي ومطاعم كثيرة من دول العالم... والأمر بدأ يتحول كذلك في مناسبة إنسانية مثل عاشوراء التي شرع منظموها يحثون الناس على التمسك والاقتداء بمبادئ ومعاني تدفع إلى تغيير سلوكيات خاطئة... وهذا كلام لا ينطبق على عادة التدخين فقط بل أيضا في كيفية إبقاء بيئة المنامة والمناطق الأخرى في أجواء عاشوراء النظيفة بيئيا