يتوقع مسئولون وخبراء أن يصبح 2009 عام ترسيح العمال وارتفاع معدلات البطالة في مختلف دول العالم نتيجة تفاقم الأزمة المالية العالمية وانزلاق الاقتصاد العالمي نحو الركود... وتحدثت الهند عن مخاوفها من فقد 10 ملايين وظيفة في قطاع الصناعات التصديرية في 2009، وفي الولايات المتحدة والدول الأوربية بدأت الشركات تسريح مئات الآلاف من العمال، وقد فقدَ الاقتصاد الأميركي في الأربعة شهور الأخيرة من العام الماضي أكثر من 1.7 مليون وظيفة، ويتوقع أن يتضاعف العدد بشكل كبير في 2009.

وفي دول الخليج العربية بدأت الشركة بتسريح موظفيها، إذ قامت شركة داماك العقارية الإمارتية بستريح 500 عامل، وفي السعودية قامت شركات حديد بستريح 1500 عامل، وفي البحرين استغنت بعض البنوك عن 70 موظفا بحرينيا.

وذكرت تقارير إخبارية أن حوالي 10 ملايين عامل في قطاعات الصناعات التصديرية بالهند سيفقدون وظائفهم بحلول مارس/ آذار المقبل في ظل انكماش أسواق التصدير العالمية نتيجة ركود الاقتصاد العالمي.

ونقلت وكالة «برس تراست أوف إنديا» الهندية للأنباء عن رئيس اتحاد مؤسسات التصدير في البلاد أيه ساكتفيل القول: «سنفقد 10 ملايين وظيفة بحلول مارس» المقبل.

يذكر أن الصناعات التي تعتمد على التصدير في الهند تضم حوالي 150 مليون عامل وتمثل حوالي 22 في المئة من إجمالي الناتج المحلي للبلاد وأغلبها من الصناعات كثيفة العمالة.

وتتضمن قائمة هذه الصناعات المنسوجات والملابس والمجوهرات والمصنوعات اليدوية وتصنيع المنتجات البحرية.

كانت صادرات الهند سجلت خلال النصف الأول من العام المالي الحالي حتى 30 سبتمبر/ أيلول الماضي زيادة قدرها 30.9 في المئة بيد أنها سجلت تراجعا بمعدل 12.1 في المئة في أكتوبر/ تشرين أول الماضي وهو الانكماش الأول من نوعه منذ 5 سنوات.

واستمر تراجع الصادرات خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي حيث انخفضت قيمتها من 12.7 مليار دولار إلى 11.5 مليار دولار. ولم تصدر حتى الآن بيانات بشأن شهر ديسمبر/ كانون الأول.

وقال ساكتفيل إنه يستطيع أن يؤكد في ثقة أن الاتجاه السلبي للصادرات استمر خلال ديسمبر الماضي وخلال الشهور القليلة المقبلة أيضا.

موظفو شركات السيارات والعقارات والبنوك الاستثمارية أكثر عرضة للتسريح

قالت مؤسسة «آي بي آي إس وورلد أوستريليا» الأسترالية للأبحاث إن مندوبي مبيعات السيارات وموظفي الوكالات العقارية والبنوك الاستثمارية الأكثر عرضة للتسريح مع اتجاه الاقتصاد صوب الركود.

كما أن خطر التسريح يهدد العاملين في بيع المنتجات الفاخرة مثل اليخوت والمأكولات البحرية.

وقالت المؤسسة إن العمل في صفوف القوات المسلحة أصبح الأكثر استقرارا في ضوء التباطؤ الاقتصادي العالمي.

وتعاني أستراليا منذ سنوات من نقص في الجنود والبحارة وعناصر القوات الجوية ما دفعها إلى تخفيف شروط الالتحاق بالجيش من أجل جذب المزيد من المواطنين للعمل فيه.

«الكوا» تسرح 15 ألف عامل

قالت شركة الكوا لإنتاج الألومنيوم إنها ستخفض إنتاجها من هذا المعدن بنحو 18 في المئة وستستغني عن حوالي 15200 عامل من أجل توفير سيولة نقدية وخفض النفقات في إطار سعيها لمواجهة تأثير التباطؤ الاقتصادي العالمي.

وأعلنت الشركة يوم أمس الأول أنها قررت تجميد الرواتب والتعيين في مصانعها على مستوى العالم وستبيع 4 شركات لا تتصل بالنشاط الأساسي وتقلص الإنفاق الرأسمالي في العام 2009 بنسبة 50 في المئة.

وبعد أن بلغ سهم ألكوا أعلى مستوى في 52 أسبوعا عند 44.76 دولارا في مايو/ أيار الماضي هوى السهم بشدة مع تراجع الطلب على الألومنيوم نتيجة التباطؤ الاقتصادي.

وتحرك سهم الكوا في نطاق بين 44.76 دولارا و6.82 دولارات في بورصة نيويورك في العام 2008 وكان ثاني أضعف سهم من حيث الأداء على مؤشر داو جونز الصناعي خلال العام.

وستخفض الشركة النشاط في مصاهر الألومنيوم بأكثر من 135 ألف طن سنويا ما يؤدي إلى انخفاض إجمالي إنتاج الألومنيوم الأولي بأكثر من 750 ألف طن توازي 18 في المئة من الإنتاج السنوي.

وقالت الكوا إنه تبعا لذلك ستخفض الشركة إنتاج مادة الألومينا التي يتم استخراجها من البوكسيت وصهرها لتصبح ألومنيوم إلى إجمالي 1.5 مليون طن لمواجهة ظروف السوق.

وستطبق الشركة كل التخفيضات المعلنة بنهاية الربع الأول من 2009.

ارتفاع معدل البطالة في ألمانيا

يتوقع الخبراء أن يعلن مكتب العمل الاتحادي في ألمانيا زيادة عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا خلال كانون أول/ ديسمبر الماضي في ظل ضعف النشاط الاقتصادي.

ويتوقع الخبراء أن يزيد عدد العاطلين خلال الشهر الماضي بمقدار 10 آلاف عاطل بعد وضع المتغيرات الموسمية في الحساب في حين من المتوقع أن يظل معدل البطالة عند مستوى 7.5 في المئة.

يقول الخبير الاقتصادي في مصرف دي.زد بنك فيليب ياجير: «في هذه اللحظة تمر سوق العمل بحالة ركود قبل أن تبدأ عمليات تسريح العمال في يناير» الحالي. من المقرر أن يصدر مكتب العمل الاتحادي ومقره مدينة نورنبرج الألمانية بيانات سوق العمل لشهر ديسمبر الماضي ليمهد الطريق أمام صدور بيانات اقتصادية أخرى في وقت لاحق من الأسبوع الحالي.

وتتضمن هذه البيانات مؤشر أداء الصادرات خلال نوفمبر الماضي في ظل توقعات بتراجع هذا المؤشر على خلفية انكماش الاقتصاد العالمي وصعود اليورو أمام الدولار في الفترة الماضية.