العدد 2594 - الإثنين 12 أكتوبر 2009م الموافق 23 شوال 1430هـ

مستوى رائع ونتيجة أقل روعة

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

لا يختلف اثنان تقريبا على أن الأداء الذي قدمه المنتخب الوطني في الشوط الثاني من مباراتنا أمام المنتخب النيوزيلندي كان رائعا بحق من مختلف الجوانب، إلا أن النتيجة التي انتهت عليها المباراة كانت أقل روعة بكثير من المستوى الذي قدمناه والذي كنا نستحق عليه الفوز بهدفين على الأقل.

اللاعبون بقيادة الخبير ماتشالا اجتهدوا كثيرا ولكنهم لم يوفقوا في اللمسة الأخيرة نتيجة لسوء التوفيق أحيانا والرعونة أمام المرمى في أحيان كثيرة، فضاعت منا الكثير من الفرص في اللمسة الأخيرة التي تبدو سهلة للجمهور ولكنها صعبة تماما على من هو موجود داخل الملعب.

المستوى في الشوط الأول كان متوقعا نظرا إلى أهمية المباراة وحال الترقب من المنتخبين، ولكن عاب علينا الطريقة البطيئة التي تحركنا بها داخل الملعب لجهة التحرك بالكرة أو من دون كرة وهو ما سمح للنيوزيلنديين بإغلاق كامل للخطوط الخلفية.

فالبطء في نقل الهجمة، وقلة التحركات السريعة من دون كرة والاعتماد على الكرات الطويلة سواء على الأطراف أو في قلب الهجوم كلها عوامل ساعدت المنتخب النيوزيلندي لإبعاد الخطر عن مرماه.

لكن منتخبنا تعامل بشكل رائع تماما مع الشوط الثاني من خلال التحركات السريعة والتمريرات القصيرة بين اللاعبين واستغلال بطء المنتخب النيوزيلندي فسيطرنا تماما على المباراة وتفننا في طريقة الوصول إلى المرمى وأمتعنا الجماهير بالأداء المقنع ولكننا لم نفرحهم بالأهداف.

هذا المستوى قياسا على ما قدمه المنتخب الوطني طوال تاريخه (وليس قياسا على أداء البرازيل أو الأرجنتين كما يفعل البعض) يعتبر من بين الأفضل على الإطلاق، إذ تحول المنتخب النيوزيلندي القوي قياسا إلى المستويات الآسيوية إلى منتخب متواضع ليس له حول أو قوة في المباراة.

ومن يقول أن المنتخب الوطني لم يظهر بمستواه المعهود، فليدلنا على المستوى المعهود الذي ظهر عليه المنتخب في يوم من الأيام ليكون المقياس الذي نسير عليه في تحليلاتنا!

النيوزيلنديون ظهر اعتمادهم الكامل على الكرات الثابتة واللعبات الهوائية وهو ما يجيدونه ولكن في ظل يقظة محمد سيدعدنان وحسين بابا وبقية المدافعين لم يفلحوا فافتقدوا لمجمل الحلول.

عموما، فإننا بالأداء المقنع الذي قدمناه في المباراة الأولى تبدو فرصتنا أكبر في التأهل، وما نحتاجه قليل من التوفيق كما حدث في مواجهة السعودية الثانية إلى جانب كثير من التركيز أمام المرمى، مع اللعب بواقعية واتزان لأن المنافس سيلعب على أرضه وبين جماهيره ولن يدخر جهدا لتحقيق أحلامه بالوصول إلى المونديال.

نحتاج أيضا هناك إلى رباطة الجأش وعدم الاهتزاز في حال دخول مرمانا أي هدف لأن فرص التعويض مؤاتية في أية لحظة، ومن يتذكر ملحق مونديال 1998 بين إيران وأستراليا والذي انتهى بالتعادل السلبي في طهران قبل أن يتقدم الأستراليون على ملعبهم بهدفين نظيفين ليحافظ الإيرانيون على رباطة جأشهم ويتمكنوا من خلال القتال والأداء المتوازن من تحقيق التعادل 2/2 والوصول إلى كأس العالم من قلب سيدني يدرك تماما أن بطاقة التأهل يمكن أن تخطف في أية لحظة وهو ما فعلناه بالمنتخب السعودي في الرياض.

وختاما، فإن مدرب المنتخب التشيكي ماتشالا يعرف تماما التعامل مع مثل هذه المواجهات ووضع التشكيلة وطريقة اللعب المناسبة، ولكن من المناسب أن ننقل له استغراب الكثيرين من بعض تغييراته في المباريات وخصوصا في المواجهة الأخيرة من خلال سحب حسين بيليه المتحرك والخطر والابقاء على جيسي جون الذي لم يفعل الكثير، في حين كان البديل إسماعيل عبداللطيف في الموعد بدنيا ومهاريا وخلخل بتحركاته الدفاع النيوزيلندي.

المدرب له رؤيته ونظرته، وما نتمناه أن يوفق في تبديلاته وفي تشكيلته الأساسية وفي طريقة لعبه لتحقيق حلم الجميع.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 2594 - الإثنين 12 أكتوبر 2009م الموافق 23 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 12:53 م

      مستوى صائع .. ونتيجة صائعة

      مستوى أكثر من رائع .. وخصوصا أنه تعادل مع المنتخب النيوزيلندي

اقرأ ايضاً