العدد 2595 - الثلثاء 13 أكتوبر 2009م الموافق 24 شوال 1430هـ

الداخلية وسياسة نكء الجراح!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في أول رد فعلٍ على تصريحات وزير الداخلية الأخيرة، اعتبر النائب الشيخ علي سلمان الحديث عن أن أكثر المجنّسين جعفريون «غير صحيح».

لم أكن أتمنى كمواطنٍ بحريني، أن يتم فتح هذا الملف، فليس ذلك من مصلحة أيٍّ من الأطراف، لأن فيه الكثير من المواجع والصحائف السود، التي كان من الحكمة تركها نائمة تحت طبقات الغبار. إلا أن إصرار الوزير على إعادة طرح نظريته الخاصة، التي بشّر بها في شهر رمضان ولم يرد عليه أحدٌ حينها، يجعل الردّ الآن من الواجبات.

النظرية تقوم على فكرة غير تاريخانية وغير آركيولوجية، بأن البحرين التي تعود حضارتها إلى أربعة آلاف عام، كانت أرضا بلا شعب! مجرّد حدائق وبساتين، وجناتٍ وعيون، تصدح فيها البلابل وطيور الكناري والسنونو! ولم يكن فيها شعبٌ مرتبطٌ بأرضه منذ قرون وقرون، وإنّما كانت محطة «ترانزيت» للعابرين! وهي كما يرى القارئ بوضوح، نظريةٌ غير متماسكة سوسيولوجيا، وتفتقر إلى المنطق سيكولوجيا، وتصطدم آركيولوجيا بحقائق التاريخ.

الشيخ علي سلمان استخدم فلسفة الوزير لتفنيدها وإسقاطها، فإذا كان إيقاع الحديث عن تجنيس بعض القبائل العربية لأنهم كانوا في البحرين وخرجوا منها لظروفٍ يعرفها الجميع، فإن ذلك يقود إلى معرفة «ظروف أخرى» فرضت على بعض العوائل «الجعفرية» (وهم عربٌ أقحاحٌ من قبائل عبدالقيس بالمناسبة) مغادرة البحرين! وهؤلاء كوّنوا تجمعات بشرية كبرى في بلدان الشتات ونشروا اسم بلدهم (البحرين) على جانبي الخليج (في العراق وإيران والكويت والإمارات وقطر وعُمان). وتعدادهم يفوق عدد الموجودين في البحرين الآن... فهل نذهب إليهم لنمنحهم الجنسية؟

في مقالها أمس، تناولت الزميلة عصمت الموسوي مشكلة عدم ثقة الناس بتصريحات المسئولين في الأرض العربية، بسبب ضآلة المكاشفة والمصارحة والمحاسبة والصدق مع الناس. فبينما تحدّث أحد وزراء التربية عن الاستعداد الكامل لمواجهة انفلونزا الخنازير، يخرج التلاميذ الصغار ليكشفوا كذبه بعدم وجود صابون ولا محارم ورقية ولا إجراءات وقائية، ومع ذلك يدافع عنه بعض مرؤوسيه الصغار بالشتائم التي تدلّ على فقرٍ في الأخلاق وافتقارٍ إلى التربية. أما قضية الـ «95 في المئة»، فيكفي النزول إلى سوق واقف بمدينة حمد، لمعرفة عدد الأجناس والجنسيات التي تم استقدامها وتجنيسها لتمزيق النسيج الوطني، وتضييع هوية بلدٍ عُرف تاريخيا بالانسجام والتآلف والانفتاح بين مكوّناته.

إنها ليست قضية سنة وشيعة، وإنّما قضية تهديدٍ لمستقبل شعبٍ، واستقرارِ وطن، وإجهاضٍ مسبقٍ لخطة التنمية الطموحة للعام 2030. وطنٌ يتم إغراقه بمختلف الفئات العرقية والإثنية واللغوية، من جماعاتٍ رعوية يتم استقدام أغلبها من بيئاتٍ مضطربة سياسيا، أنتم أعلم بأوضاعها الأمنية منا يا سعادة الوزير.

إنها زرعٌ لبذور الشقاق والتطاحن بين مكوّنات المجتمع القديمة والجديدة، أو الأصيلة والطارئة، (سمّوها ما شئتم)، سرعان ما ستنبت أشجارا، طلعها كأنه رؤوس الشياطين... والويل لشعبٍ ووطنٍ سيجد نفسه مضطرا لأكل الزقوم.

سلمان لخّص المأساة التي تدافعون عنها بقوله: «فصول بعض مدارس المنامة تحوّل مَن فيها من أجانب إلى مواطنين بين ليلة وضحاها». وهي حقيقةٌ أوضح ما تكون في مدارس الرفاع والحد والمحرق، التي تعاني منها الهيئات الإدارية والتعليمية من أبناء وبنات الأسر البحرينية الأصيلة من العوائل السنية الكريمة في صمتٍ وانكسار.

نتكلّم عن هوية وطن، ومستقبل شعب، ويتكلم البعض عن نظرية «نحن» و «أنتم» التي قادت العالم إلى الجحيم!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2595 - الثلثاء 13 أكتوبر 2009م الموافق 24 شوال 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 4:07 م

      شر البلية ما يضحك

      يا ليتنا كنا في إبريل لقلنا كذبة ابريل لكن الظاهر الوزير كذب وصدق كذبته
      نشد على ايادي الصحفي القدير قاسم حسين
      وعلى شيخنا الشيخ علي سلمان الله يخليه لشعبه

    • نور الدنيا | 1:19 م

      جزيرة المجنسين الوردية

      أو جزيرة الأحلام وتحقيق الامنيات .. ان القيام بجلب جميع الجنسيات من العالم الغير متطور واعطاؤها الامتيازات من سيارة وسكن ورواتب حتى ملابسهم على آخر موديل ونساؤهم لابسين الذهب الثقيل الذي لا نستطيع شراؤة لغلاء ثمنه منذ فترة استوقفتني امرأة من نفس القوم وبيدها ورقة صغيرة مكتوب فيها سطرين بالعربي لا تعرف قراءتها تبين ان أبناؤها في مدرسة خاصة وطالبين شراء ملابس بلون محدد لكل اسبوع. يمكن طيبة أهل البحرين الزائدة أوصلتنا الى درجة المغفلين واحرجتنا بين الأشقاء والجيران من البلدان التي تجاورنا.

    • زائر 21 | 9:39 ص

      مراقب

      الحل المثل لهؤلاء الجنسين هو ان نعزلهم ولا نتعاطى معهم لا نبيعهم ولا نشتري منهم ولا نحتى نسلم عليم انهم همج رعاع ومتى ما ايقنو عدم انصهارهم بالمجتمع سيرجو بلدتهم

    • زائر 20 | 8:27 ص

      سـؤال للجميـع

      سؤال يطرح نفسـه : أين و في اي المناطق و "المواقع" التي يبحثون و يحصلون عليها, من آثار و تراث تحكي العراقة و القدم و تاريخ الحضارة التي تفتخر بها البحرين.!؟؟؟؟

    • جنوساني حر | 8:25 ص

      ازمة عم ثقة تاريخية

      التجنيس التميز البطالة الفساد الاداري والمالي كان ويستمر نتيجة عدم ثقة اوجدها الشيوعين ومن ثم اوسع الهوة العمائم الجدد حزب ولاية الفقية والتعليمات الإيرانية بتاسيس يد لولاية الفقية في البحرين وتحذيرهم تحت مسمى الدين والمذهب بان لاينخرطوا في مؤسسات الدولة كالمجلس الاسلامي الاعلى والاوقاف والقضاء وكادر الائمة وقانون الاحوال الشخصية ومن قبل وفي الثمانينات يوجهون الناس لعدم الانتساب للمؤسسات العسكرية ...وطبعا كل هذا تحت مسميات الفقه والدين هذاه العنتريات هي التي جرت الويلات

    • زائر 19 | 7:17 ص

      مهازل تاريخية

      بنتي تقول ان عدد البحرينيات في فصلها 13 والباقي من المجنسين، موحرام الي يصير ياخذون خير البلد من صحة واسكان وتعليم وتوظيف واحنا ننتظر دورنا 18 عاما للحصول على منزل واكثر من ستة اشهر للحصول على موعد في السلمانية، والأسرة شاحه، واكثر من أربع سنين للتوظيف بينما هم يسرحون ويمرحون ويطالبنا البعض بعدم التطرق الى التجنيس والسكوت، ليش احنا بلا عقل لهذه الدرجة ؟ وبعدين من قال البحرين مافيها اصول شيعية تعالو شوفو مقبرة ابو عنبرة في بلاد القديم وشوفوا القبور الي صار لها مئات السنين الى جانب اثار اخرى

    • زائر 18 | 6:37 ص

      انا بحرانيه ابا عن جد وكلي فخر باجدادي وترابي

      انا بحرانيه وكلي فخر بارضي واجدادي فورة بجنسيتس اللي مااغيرها فخورة بهوا ترابي اللي لو اغيب عنه ارجع واطلع راسي من الدريشه اشم ريحته , فخورة بكل اهلي وناسي وجيراني بخورة بشباب البحرين الابطال فخورة بكل ماتم ومسجد وزرنوق , اهذي ارضي وارض اجدادي وحامض على بوزكم

    • زائر 16 | 5:07 ص

      لو كنت مجنساً

      لو كنت مجنساً للملمت ملابسى و تركت هذا البلد الذى لا يرغب فى وجودى وعدت الى بلدى معززاً مكرماً وشكراً للكاتب و لشعب البحرين الاصيل

    • زائر 15 | 4:23 ص

      سؤال الى الشيخ علي سلمان

      مقال رائع كما عودنا كاتبنا المحترم سيد قاسم،،
      لكن لنسأل سماحة الشيخ علي سلمان،، (والذي حضنرناه له مؤتمراته الانتخابية سنة 2006) الم يقل مع "كتلته الايمانية" بأن زمان الوزارات التي تأتي من دون محاسبة قد مضى، وأنه البرلمان القادم (2006) غير وغير،،، وغيره من الكلام الذي يسمعه يقول أن الكتلة الايمانية ستحكم البحرين،،، لكن ما رأيناه هو غير وغير،،،، وخير دليل هو الاستماتة في تبرير قانون التقاعد (الذي تم تحريمه قبل عام فقط من قبل المرشد الروحي للكتلة)؟؟

    • زائر 13 | 2:59 ص

      هيا إلى المقابر ...

      إذا كنا نحن المجنسون ... فلنذهب إلى المقابر لنخبر أجدادنا وأجداد أجدادنا بأنهم مجنسون كذلك ... وكفا ...
      حدث العاقل بما لا يعقل .. فإن صدق ،، فهو في الجنة ... لأنه لا عقل له ؟؟

    • زائر 12 | 2:51 ص

      وماذا فعل الشيخ علي سلمان

      وماذا فعل الشيخ علي سلمان وجمعيته الوفاق لانرى لهم أي عمل سوى التصريح في الجريدة لايقدرون سوى على الكلام أين ردة الفعل أين نتائج العمل الكلام وحده لايكفي يجب ان يكون هناك موقف لا ان تطأطيئون الراس لكي تمر العاصفة إستقيلوا ان كنتم صادقين مع الناس ومع انفسكم

    • زائر 9 | 1:54 ص

      اخر زمن

      شر البلية ما يظحك ! ههها هها هها ! اخر زمن صرنا مجنسين وهم صاروا اصلين ! التاريخ ما يكذب و لا يزور مهما قلت .

    • زائر 8 | 1:54 ص

      متميز دائما

      دائما متميز في الطرح والعرض احسنت وبارك الله فيك وادامك الله لنصرة الحق

    • زائر 5 | 1:44 ص

      انا مجنس اشلون ؟

      الحين القادم من البراري والصحاري مواطن وانا ابن ابويي البحراني وامي البحرانيه اطلع مجنس
      ما ادري هدا احولال او اعورار في الفهم والتاريخ والحقيقه
      امس البعض من ابناء هذا الوطن كان يقول لان وجود هذه الفئه من السرطان المجنسين هو لمصلحة الوطن
      اليوم نفس هذه الفئه تطالب بطرد المجنسين من مناطقهم ( عسكر + الرفاع +مدينة حمد +الحد +المحرق )
      وللحين البعض متمسك بعد كل اللي صار وبيصير اذا سكتنا عن المجنسين

    • ايمان الفردان | 12:00 ص

      اخر نكته

      أكثر المجنّسين جعفريون «غير صحيح».
      هههه هذي اخر نكته سمعتها ماشاء الله صرنا مجنسين واحنا ما ندري
      الظاهر اللي عمل البحوث ما شاف تاريخ البحرين وساسها البحراني
      الله يشفيه مما ابتلاه

اقرأ ايضاً